لافروف من مقر مجلس الأمن في نيويورك: الغرب المسؤول المباشر عن انهيار أوكرانيا
لافروف قال إنّ "ما نشهده من تمييز يعبّر صراحة عن أفكار الاستعمار الجديد"، مقتبساً من خطاب للأمين العام للأمم المتحدة فقرات بشأن العدالة والمساواة في النظم الديمقراطية ونقيضها، حيث اعتبر أنّ "غوتيريش يعبّر عن ولاء مناقض للميثاق".
صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن أوكرانيا، بأن مخاطر الصراع العالمي تتزايد.
وقال لافروف إنّ "مخاطر نشوب صراع عالمي تتزايد، وعلى وجه التحديد، من أجل منعها وتوجيه الأحداث في اتجاه سلمي، أصرت روسيا وتصر على احترام جميع أحكام ميثاق الأمم المتحدة وتطبيقها ليس بشكل انتقائي، ولكن في مجملها وترابطها".
وأكّد لافروف أنّ ذلك يتضمن "مبادئ المساواة في السيادة بين جميع الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واحترام سلامة أراضيها، وحق الشعوب في تقرير مصيرها".
وتابع: "اليوم، في خطاب خصومنا، لا نسمع سوى شعارات: الغزو، العدوان، الضم، ولا توجد كلمة واحدة عن الأسباب الكامنة وراء المشكلة، أو كيف رعَوا لسنوات عديدة نظاما نازياً علنياً أعاد كتابة نتائج الحرب العالمية الثانية وتاريخ شعبها".
🇺🇸🇷🇺🇺🇦 “Suddenly Blinken started to declare in his speech at Hopkins University, that all the trouble are in the refusal of Russian from sitting down at the negotiating table.” — Lavrov
— Lord Bebo (@MyLordBebo) September 15, 2023
-> It’s getting interesting, the US is not used at all to be in a weak negotiation position. pic.twitter.com/49EyWe4sll
وأضاف أنّ "الغرب يتجنب إجراء محادثة موضوعية مبنية على الحقائق واحترام جميع متطلبات الميثاق (الأمم المتحدة)، وعلى ما يبدو، ليس لديه أي حجج لإجراء حوار صادق".
وأردف قائلاً إنّه "في ما يتعلق بالمفاوضات، فإننا لا نتخلى عنها حتى الآن، لقد تحدث الرئيس بوتين عن هذا الأمر عدة مرات، بما في ذلك، في الآونة الأخيرة"، مشيراً إلى أنه "إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية مهتمة إلى هذه الدرجة، فأعتقد أنه لن يكون من الصعب أن تعطي أمراً لزيلينسكي لإلغاء حوار مرسوم الحظر مع موسكو".
وقال لافروف إنّ "هؤلاء المدافعين عن السلامة الإقليمية لأوكرانيا، يتظاهرون الآن بأنهم لا يتذكرون معنى اتفاقيات مينسك، والتي كانت تتمثل في إعادة توحيد دونباس مع أوكرانيا مع ضمانات احترام حقوق الإنسان الأساسية".
وأضاف، أنّ "الغرب الذي أحبط تنفيذها (مينسك) مسؤول بشكل مباشر عن انهيار أوكرانيا والتحريض على الحرب الأهلية هناك"، واصفاً اتفاقيتي مينسك بأنهما "كانتا مجرد خداع وكسب وقت كل هذه السنوات، بتحريض من الناتو الداعي لتخريب الاتفاقيتين".
Russian Foreign Minister Sergei Lavrov responded to Zelensky’s “peace plan”
— Sprinter (@Sprinter99800) September 20, 2023
📝 “When we hear calls to return Ukraine to the 1991 border, the question arises: are these people familiar with Kyiv’s plans in relation to the population of these territories? There are calls for the… pic.twitter.com/nezHRGjK1j
اقرأ أيضاً: لافروف: الأميركيون يحاربون روسيا في أوكرانيا مهما أنكروا ذلك
كما أكّد لافروف في كلمته أنه "من الضروري ألا تؤثر العقوبات الدولية في الأوضاع الإنسانية للشعوب".
وانتقد كبير الدبلوماسيين الروس الأمانة العامة للأمم المتحدة، متهماً إياها بأنها "تخلت عن حيادها الضروري بموجب الميثاق"، وأنّ "الانحياز الذي يظهره أعضاء مجلس الأمن الدولي الغربيون يحرف الأمم المتحدة وميثاقها عن أهدافها في غير أزمة".
وقال إنّ "ما نشهده من تمييز يعبّر صراحة عن أفكار الاستعمار الجديد"، مقتبساً من خطاب للأمين العام للأمم المتحدة فقرات بشأن العدالة والمساواة في النظم الديمقراطية ونقيضها، حيث اعتبر أنّ "غوتيريش يعبّر عن ولاء مناقض للميثاق".
وأشار لافروف إلى أنّ "التمييز يبرز في تعامل أوروبا مع عضوية تركيا في الاتحاد، مقابل تعاملها مع دول البلقان".
وأضاف: "الغرب يركز على إساءة استعمال الفيتو من قبل روسيا، لكن الفيتو أداة مكرسة في ميثاق الأمم المتحدة"، متسائلاً "لماذا لم تطبق كل القرارات، لا سيما المتعلقة بفلسطين والاتفاق النووي مع إيران؟ السبب يعود إلى نظام العقوبات المطبّق ضد دول بعينها".
ويذكر أنّ روسيا اعترضت، خلال الجلسة اليوم، على منح الرئيس الأوكراني زيلينسكي الحق في التحدث إلى مجلس الأمن قبل أعضاء المجلس، كما اعترض مندوب روسيا الدائم فاسيلي نيبنزيا على مشاركة وزير خارجية شمال مقدونيا، في الجلسة المتعلقة بالأمن في أوكرانيا، والعلاقة بين الصراع وبين ميثاق الأمم المتحدة، بصفته ممثل منظمة الأمن والتعاون الاقتصادي والتنمية.
ولكنّ رئيس ألبانيا، الذي ترأس الجلسة، رفض اعتراض مندوب روسيا، وقال إنّ "الحل يكون بأن تتوقف روسيا عن غزو أوكرانيا فلا يتحدث زيلينسكي في المجلس"، وهو ما قابله نيبنزيا بالرفض، محذراً من أنّ "الإصرار على منح فلاديمير زيلينسكي الحق سيلطخ سمعة ألبانيا بأنها ضربت نظام مجلس الأمن بعرض الحائط"، معتبراً أنّ "ما يجري يعرض سمعة مجلس الأمن للخطر، بحيث يتمّ اعتبار المجلس مزرعة للناتو".