لاجئون أفغان يرون مستقبلاً ضبابياً في الولايات المتحدة

زوجان أفغانيان يواجهان صعوباتٍ وشروطاً مشدَّدةً من أجل الحصول على إقامةٍ دائمةٍ، وهما يعتبران نموذجاً لعشرات الآلاف من اللاجئين الأفغان في الولايات المتحدة.

  • هناك 76 ألف أفغاني أجلوا من كابول بالتزامن مع الانسحاب الأميركي من أفغانستان
    هناك 76 ألف أفغاني أجلوا من كابول بالتزامن مع الانسحاب الأميركي من أفغانستان

في حيٍّ تاريخيٍّ في مدينة بوسطن، ما زال إسرار وزوجته سيدة يحاولان الاستقرار بعد أشهرٍ من مغادرتهما أفغانستان، وقد باشرا العمل فيما يتعلّمان اللغة الإنكليزية وينتظران مولودهما الأول.

لكن كما هي الحال بالنسبة إلى 76 ألفَ أفغانيٍّ خرجوا من العاصمة الأفغانية كابول بالتزامن مع الانسحاب الأميركي من بلادهم، فإنَّ الطريق إلى حصول الزوجين الشابين على وضعٍ قانونيٍّ دائمٍ مليءٌ بالصعوبات.

فرغم أنَّه عمل مترجماً فورياً لصالح الجيش الأميركي، تمَّ إجلاء إسرار وزوجته إلى الولايات المتحدة لأسبابٍ إنسانيةٍ، وهو "وضعٌ قانونيٌّ هشٌّ"، وفقاً لمنظمات إعادة توطين، يوفّر إقامةً لمدة عامين فقط.

وبعد رحلةٍ شاقَّةٍ استغرقت أشهراً، نقلتهما من كابول إلى بوسطن، مروراً بقطر وواشنطن وقاعدةٍ عسكريةٍ في تكساس، استقر الزوجان مطلع هذا العام في حي تشارلزتاون في بوسطن، تحت رعاية عائلةٍ أميركيةٍ.

وقال إسرار البالغ 26 عاماً عن طلبه للحصول على وضع مهاجر "والدي يعمل على ذلك. لقد وجد لي محامياً متطوّعاً".

في الوقت الراهن، فإن السبيلَين الرئيسيَين لحصول الزوجين على إقامةٍ دائمةٍ هما تأشيرة الهجرة الخاصة المخصصة للذين ساعدوا الحكومة الأميركية، أو اللجوء.

وأوضح إسرار أنَّ استكمال طلب تأشيرة الهجرة الخاصة أمرٌ معقَّدٌ، لكن اللجوء يأتي أيضاً مع تحدياته.

"أمر بديهي"

خفّت عملية إعادة توطين أفغان في الولايات المتحدة بشكلٍ كبيرٍ بحلول أواخر شباط/فبراير الماضي، لكن مع تحوّل التركيز إلى العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وأزمة اللاجئين الجديدة، تحضُّ المنظّمات المدافعة عن اللاجئين المسؤولين الأميركيين على ضمان حصول الأفغان على إقامةٍ دائمةٍ.

وقالت السيناتور الديموقراطية إيمي كلوبوشار إنها "تعمل على تشريعٍ في هذا الصدد"، فيما أفادت رئيسة دائرة الهجرة واللاجئين اللوثرية، كريش أومارا فيغناراجاه، إنّها "التقت جمهوريين متعاطفين مع القضية أيضاً".

وتدعو دائرة الهجرة واللاجئين اللوثرية، وجهاتٍ أخرى، الكونغرس إلى إقرار قانون التكيف الأفغاني، الذي من شأنه أن يمنح الأفغان سبيلاً للحصول على وضع مقيمين دائمين في الولايات المتحدة.

وقالت فيغناراجاه "بالنسبة إلينا، إنّه أمرٌ بديهيٌّ"، وأضافت أنّها "ما زالت تتوقّع مواجهةَ تحدّياتٍ مقبلةٍ".

وأوضحت لوكالة "فرانس برس" أنّه "في الوقت الحالي، يصعب الحصول على وضعِ لاجئٍ لأنّه يجب تقديم الكثير من الأدلة على وجود خوفٍ موثوقٍ من الاضطهاد في البلد الأصلي".

"غير منصف"

وقال رئيس المعهد الدولي في نيو إنغلاند، جيفري ثيلمان، الذي ساعد إسرار وسيدة في قضيتهما، إنّه يعرف أن محكمة الهجرة في بوسطن ردّت طلب هجرةٍ على أساس أن حجة الاضطهاد "عموميةٌ وغيرُ محدَّدةٍ".

وقال ثيلمان لوكالة "فرانس برس" إنَّ "كُثُراً قد يجدون أنفسهم غيرَ قادرين على الحصول على إقامةٍ دائمةٍ للأسباب نفسها".

وأضاف "لقد تمَّ التدقيق في خلفياتهم، وخضعوا لبرنامج التوجيه الثقافي لدينا، وأطفالهم الآن في المدارس وهم يحصلون على وظائف... انتزاع هؤلاء الأشخاص من هذا البلد ورميهم في حالة عدم اليقين هذه هو أمرٌ غيرُ منصفٍ".

وقالت فيغناراجاه إن هناك 17 ألف طلبَ تأشيرةٍ خاصةٍ، و600 طلبِ لجوءٍ معلقة.

ومنذ مطلع شهر كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، ذكر موقع "أكسيوس"  الأميركي أن إدارة الرئيس جو بايدن بدأت في رفض طلبات اللاجئين الأفغان الساعين للهجرة إلى الولايات المتحدة من خلال نظام "الدخول المشروط لأسباب إنسانية" Parole.

اخترنا لك