كينيا.. احتجاجات على تردي الوضع المعيشي تتحول إلى اشتباكات عنيفة
عدة مدن في كينيا تشهد تظاهرات واسعة وصدامات مع الشرطة، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية.
ألقى محتجون معارضون للرئيس الكيني، وليام روتو، اليوم الخميس، الحجارة على الشرطة، وأضرموا النيران في مكتب محلي لحزب الرئيس.
وشهد الاحتجاج السابق، الذي دعا إليه زعيم المعارضة، رايلا أودينجا، يوم الإثنين الماضي، هجماتٍ مُتبادلة بين الجانبين، الأمر الذي دفع قادة المجتمع المدني إلى المطالبة بالتهدئة. ويحتج المتظاهرون على ارتفاع تكاليف المعيشة، ومزاعم بتزوير انتخابات العام الماضي.
وبعد ظهر اليوم الخميس، بدت الاحتجاجات أقلّ حدّة في العاصمة نيروبي مقارنة بآخر يومين من الاحتجاجات، لكن بدا أنّها احتدمت مع مرور الوقت.
وأظهرت لقطات، بثّها التلفزيون الكيني، محتجين في ماثاري، وهي منطقة سكنية فقيرة في نيروبي، وهم يستخدمون أدوات بدائية في رشق شرطة مكافحة الشغب بالحجارة.
وتحرّك أودينجا في موكبٍ مع قادة آخرين للمعارضة في أحياء أخرى في نيروبي، وسار مئات من أنصاره في جوار الموكب.
واتسم الموكب والمسيرة، بصورة عامة، بالسلمية وفقاً لما ذكره مراسل لـ"رويترز" في الموقع، لكن بعض أنصار أودينجا رشق مركزاً للشرطة بالحجارة، لدى المرور أمامه، الأمر الذي دفع الشرطة إلى إطلاق الغاز الـمُسيّل للدموع.
Azimio leaders in Imara Daima, Zero Police presences Zero Violence.
— Movement for Defense of Democracy (MDD) (@MDD_KENYA) March 30, 2023
Now we know who always causes violence during the peaceful protests .
R.I.P Pwani University Kayole Eldoret #Raila Trade CS Moses Kuria pic.twitter.com/hUDcSFNgEm
وأُضرمت النيران في كنيسةٍ ومسجد، مساء الإثنين، في حي كيبيرا الفقير في نيروبي، وتعرّضت ممتلكات تعود إلى عائلة أودينجا والرئيس السابق أوهورو كينياتا، الذي دعم أودينجا في الانتخابات، للتخريب.
ودعا زعماء دينيون وجماعات حقوق الإنسان إلى الهدوء في أعقاب ذلك، مُحذّرين من اندلاع صراع عرقي، كالذي أودى بحياة أكثر من ألف شخص في أعقاب انتخابات العام 2007 المتنازع عليها.
وعبّر وزير الداخلية كيثوري كينديكي عن المخاوف نفسها، في بيانٍ أمس الأربعاء، وتحدث عن "حريق متعمد بناءً على دوافع عرقية" في منطقة كيبيرا، متعددة الأعراق، التي شهدت جانباً من أسوأ أعمال العنف في عام 2007.
وتعهّد عدم التساهل مع مزيد من الاحتجاجات العنيفة، وقال "علينا وقف التدهور" في الأوضاع.
ودعا أودينجا إلى خروج احتجاجات يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع.
وشهدت مدينة كيسومو في غربي البلاد، اليوم، تظاهرات، وهتف متظاهرون بشعاراتٍ مؤيدة لأودينجا في أثناء مسيراتهم. وتقع كيسومو بالقرب من مسقط رأس أودينجا.
وفي مدينة سيايا، التي تبعد نحو 75 كيلومتراً، أُضرمت النيران في مكتب حزب روتو، وهو حزب التحالف الديمقراطي المتّحد، وفقاً لما قاله الأمين العام للحزب.
وتبادل الجانبان الاتهامات، وقال الأمين العام للحزب إنّ رايلا أودينجا يقف وراء إحراق المكتب، بينما اتهمه المتحدث باسم أودينجا بممارسة التفرقة العنصرية بسبب افتراضه أنّ المهاجمين من أنصار أودينجا، لأنّهم ينتمون إلى المجموعة العرقية نفسها.
وأعلنت الحكومة مقتل مدنيين اثنين وإصابة أكثر من 130، بينهم 51 من مسؤولي الشرطة، في الاحتجاجات منذ الأسبوع الماضي. وطعن أودينجا، الذي ترشّح للرئاسة 5 مرات، في فوز روتو في انتخابات آب/أغسطس الماضي، لكن المحكمة العليا أيّدت بالإجماع النتيجة.