كيف تستمر واشنطن في ممارسة نفاقها السياسي وتغطيته؟

بعيد وصف المتحدّث باسم الخارجيّة الأميركية تصريحات سموتريتش بالمثيرة للاشمئزاز، محلّلون سياسيون يتحدثون عن النفاق السياسي، الذي تمارسه الولايات المتحدة الأميركية.

  • كيف تستمر واشنطن في ممارسة نفاقها السياسي وتغطيته؟
    كيف تستمر واشنطن في ممارسة نفاقها السياسي وتغطيته؟

قال المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الأميركية، نيد برايس، إنّ "تعليقات وزير الماليّة في حكومة الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، التي دعا فيها إلى محو قرية حوّارة الفلسطينيّة، بغيضة وغير مسؤولة ومثيرة للاشمئزاز". موقفٌ أميركي لافت للانتباه، ولا سيّما أنّ المراقبين يرون فيه نفاقاً سياسياً واضحاً.

لماذا يُعَدّ كلام برايس نفاقاً سياسياً؟

قال محلّل الميادين للشؤون الدوليّة والاستراتيجيّة، منذر سليمان، إنّ "الولايات المتّحدة تتصرّف كأنّها محكمة دوليّة عالمية"، لكنها، في الواقع الفعلي، "لا توافق على أن يحاكَم جنودها الذين يرتكبون جرائم في ساحات متعدّدة، وخصوصاً في الحروب، أمام المحكمة الجنائية الدولية".

وأشار إلى أنّ "الولايات المتّحدة تسكت عن انتهاكات حقوق الإنسان، التي تقوم بها الحكومات التي تتعامل معها"، مبيّناً أنّ " الإعدامات في السعودية هي أبرز مثال على ذلك".

وأوضح سليمان، في هذا السياق، أنّ فكرة النفاق السياسي "مترسّخة في التجربة السياسية الأميركية"، مضيفاً أنّ "الانتخابات الأميركية تشهد كيف يستخدم المتبارون فيها الأكاذيب والأضاليل".

كيف استقبلت "تل أبيب" موقف واشنطن؟

بدوره، أشار محلّل الميادين للشؤون الفلسطينية والإقليمية، ناصر اللحّام، إلى أنّ "البيت الأبيض طلب إلى رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، شجب تصريحات سموتريتش، لكنّه دانَ المتظاهرين في "تل أبيب"، وكأنّ المتظاهرين في تل أبيب يحملون الجنسيّة الأميركية.

وأعرب اللحام عن اعتقاده، أنّ نتنياهو "حاول، بسذاجة وغباء، أن يستغلّ التصريح لمهاجمة معارضيه، لكنّهم كانوا أكثر جرأة حين قالوا إنّ هذه الحكومة إرهابية، وإنّها أحرقت حوّارة".

ولفت إلى أنّ "العلاقات بين واشنطن و"تل أبيب" لن تقف عند هذا الحدّ"، متوقعاً أن تصل إلى "حدّ الشتائم المتبادلة بينهما".

اقرأ أيضاً: بمشاركة المئات من الأجهزة الأمنية.. عشرات الآلاف يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو

سوريا والنفاق الأميركي 

أمّا بشأن النفاق الأميركي بخصوص سوريا، أكّدت محلّلة الميادين للشؤون السياسيّة والثقافيّة، ديما ناصيف، أنّ "واشنطن لم تتوانَ عن محاصرة سوريا من خلال العقوبات، متجاهلةً تبعات هذه العقوبات على الشعب السوري، المنكوب بحربٍ استنزفته مدةَ 12 عاماً".

وبشأن مساندة الولايات المتحدة للشعب السوري، شدّدت ناصيف على أنّ "هذه الادّعاءات غير صحيحة على الإطلاق"، وقالت إنّ "ما تراه على الأرض يُثبت ذلك".

وبالإجابة عن سؤال عما إذا ساهم قرار رفع العقوبات الجزئي في التخفيف من التداعيات الكارثية للزلزال، أكدت ناصيف أنّ هذا القرار "ملتبِس وغير واضح ومليء بالألغام"، مشيرةً إلى أنّ هذا "جزء من النفاق السياسي الأميركي".

اقرأ أيضاً: تحقيق أميركي: واشنطن بعقوباتها مسؤولة عن زيادة معاناة السوريين المنكوبين

اخترنا لك