كنعاني: الدول المطلة على الخليج يمكن أن توفر أمن المنطقة بنفسها

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، يؤكد أنّ الأجواء بين إيران والسعودية جيدة، ويلفت إلى أنّ العقوبات الأميركية الأحادية ضد بلاده فشلت.

  • كنعاني:
    المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، اليوم الاثنين، أنّ علاقة بلاده مع السعودية عادت إلى طبيعتها بفضل "الإرادة السياسية الممتازة التي يحملها قادة الطرفين".

وأضاف كنعاني في مؤتمر صحافي: "رسمنا أطراً قانونية جيدة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين"، مؤكداً أنّ "الأجواء بين البلدين جيدة وسنخطو المزيد من الخطوات في هذا السياق".

ورأى أنّ "إيران والسعودية بلدان مهمان في المنطقة ويلعبان دوراً في استتباب الأمن في المنطقة"، مشيراً إلى أنّ "الدول العربية المطلة على الخليج تتمتع بمكانة عالية بالنسبة لإيران".

ولفت كنعاني إلى أنّ وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، أجرى مباحثات جيدة جداً خلال جولته الأخيرة إلى الدول المطلة على الخليج.

وتابع أنّ "الدول المطلة على الخليج يمكن أن توفر أمن المنطقة بنفسها"، مشيراً إلى أنّ "التعاون المشترك مفيد لكل دول المنطقة".

وشدّد كنعاني على أنّ "هدفنا هو السلام والأمن المستدام في المنطقة"، لافتاً إلى أنّ "أجواء المنطقة إيجابية والدول التي زارها وزير الخارجية الإيراني تجاوبت ورحبت بالمقترحات والمبادرات الإيرانية".

كذلك، أكد أنّ "الحوارات مع الدول الإقليمية ستستمر مستقبلاً وعلى مختلف المستويات"، معلناً أنه "سيتم فتح السفارة والقنصلية السعودية في إيران".

وبشأن ملف اليمن، قال كنعاني: "نعتبر القضية اليمنية شأناً يمنياً وندعم الحوارات السياسية داخل اليمن ووقف اطلاق النار في هذا البلد".

العقوبات الأميركية فشلت

وفي سياقٍ آخر، قال كنعاني إنه "كانت هناك بعض التفاهمات مع الجانب الأميركي حول تبادل السجناء عبر وسطاء، لكن الولايات المتحدة لم تكن على استعداد كامل لتنفيذ التفاهم".

وأضاف: "ما زلنا نتابع الإفراج عن الإيرانيين عبر بعض الأطراف التي تواصل لعب دور الوسيط بحسن نية"، مشيراً إلى أنّ "الولايات المتحدة وللأسف أثبتت أنها أدمنت على فرض العقوبات على الدول المستقلة".

وشدّد المسؤول الإيراني على أنّ "العقوبات الأميركية الأحادية ضدنا فشلت ولم تُثمر عن النتائج المرجوة من الناحية العملية".

كما أعلن أنه سيُنشر قريباً التقرير السنوي لانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها الولايات المتحدة الأميركية في مختلف البلدان.

وعن مزاعم وسائل الإعلام بشأن الاتفاق المؤقت بين طهران وواشنطن، لفت كنعاني إلى أنّ "بعض وسائل الإعلام تثير هذه القضية، لذلك يجب سؤالها عن السبب".

واعتبر أنّ "موقف إيران من الولايات المتحدة واضح جداً، ونحن على وشك إعادة قراءة حقوق الإنسان الأميركية، مضيفاً: "كانت الأمثلة على السلوك الإجرامي لأميركا تجاه إيران مجرد فصول قليلة من الأعمال العدائية للحكومة الأميركية تجاه إيران حكومةً وشعباً".

وتابع بأنه "طالما لم يتغير سلوك الولايات المتحدة تجاه إيران، فمن الطبيعي ألا تتغير نظرة الشعب والحكومة الإيرانية"، مؤكداً أنّ "إيران لم ولن تقيّد علاقاتها بقضية معينة، وسنعمل على أساس المصالح الوطنية في العلاقات الخارجية". 

ورأى كنعاني أنّ "تغيير سلوك الولايات المتحدة هو مقدمة لتغيير أي نوع من المواقف"، مشيراً إلى أنه "يجب أن تحاسب واشنطن على جرائمها وتصحح سلوكها تجاه إيران".

وأضاف: "لقد رأينا خلال الأشهر الأخيرة نتائج سياسة التركيز على الجوار وكان لهذا النهج المفيد نتائج إيجابية".

"مجاهدو خلق"

وبشأن منظمة "مجاهدي خلق"، أمل كنعاني "أن تتخذ الحكومة الألبانية إجراءً عملياً ومسؤولاً في مواجهة المنظمة".

وأكد أنّ "مجاهدي خلق منظمة إرهابية وماهيتها الإجرامية ضد الشعبين الإيراني والعراقي واضحة".

كذلك، لفت كنعاني إلى أنّ "منظمة مجاهدي خلق كانت في قائمة الإرهاب الأميركية والأوروبية لسنين، لكنها خرجت من هذه القائمة لأسباب سياسية".

اقرأ أيضاً: اغتصاب وغسل دماغ... عضو سابق في "مجاهدي خلق" يروي تجربته في معسكراتها

حل أزمة أوكرانيا عبر الحوار

وبشأن أزمة أوكرانيا، رأى كنعاني أنّ حلّها يكمن "في الحوارات السياسية"، مؤكداً أنّ بلاده وجّهت طرفي النزاع لذلك، "وهذا موقف إيران المبدئي".

وتابع أنّ إيران تشجع الطرفين على حل الأزمة بالطرق السياسية، مضيفاً أنّ التطورات الأخيرة في روسيا شأن داخلي روسي "ونرفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول".

وأكد كنعاني أنّ "علاقتنا مع روسيا هي في إطار المعايير الدولية وليست ضد أي طرف"، موضحاً أنّ "علاقتنا مع روسيا تعود إلى قبل الأزمة الأوكرانية، والتهم الموجهة ضدنا مسيسة".

وشدّد على أنّ بلاده "لم تسلّم أي طائرة مسيّرة لروسيا للاستخدام في أوكرانيا، والجهات التي وجّهت تهماً ضدنا لم تكشف أي دليل يثبت ذلك".

ولفت كنعاني إلى أنّ إيران لا تؤيد الحرب الأوكرانية، مشيراً إلى أنّ "الأطراف التي أرسلت كميات هائلة من الأسلحة إلى طرف واحد من النزاع هي التي تساهم في استمرار الحرب".

اخترنا لك