قصف صاروخي روسي دقيق وتقدّم في عدة محاور.. ما متغيرات خط الجبهة؟
مراسل الميادين في موسكو أحمد الحاج علي يؤكد أنّ ضربات الجيش الروسي، اليوم الخميس، أصابت أهدافاً عسكرية حساسة، وكانت بالغة الدقة، ويشرح الوضعية العسكرية على طول خط الجبهة مع قوات كييف، وأبرز متغيراتها.
أفاد مراسل الميادين في موسكو، أحمد الحاج علي، اليوم الخميس، أنّ ضربات الجيش الروسي، فجر اليوم الخميس، استهدفت بصورة أساس أهدافاً عسكرية حساسة والبنية التحتية الحيوية الأوكرانية، وكانت بالغة الدقة، وذلك استناداً إلى تسريبات مصادر مكتب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.
وذكرت المصادر أنّ الضربات الروسية أصابت طاقمي دفاع جوي وعدة مستودعات ذخائر، وأن الدفاعات الجوية الأوكرانية لم تتمكن من اعتراض إلّا عدداً قليلاً من الصواريخ والمسيرات الروسية.
وبحسب مراسل الميادين، أقرت المصادر بأنّ الصواريخ والمسيرات الروسية أصابت أهدافها بدقة متناهية وبغير عوائق، الأمر الذي يعني أنها تلقت إحداثيات دقيقة، وهو ما يشير إلى وجود اتصالات سرية أو صور أقمار اصطناعية فائقة الدقة، وهذا الأمر لم يكن متوافراً من قبل.
والليلة الماضية، أصابت مسيّرات انتحارية روسية مواقع أوكرانية في ضواحي مناطق بولتافا، دنيبروبيتروفسك، زابوروجيا، لفوف، نيقولايفسك، تشيركاسي، وأوديسا.
من جانبها، أكدت كييف أنّ صواريخ "كاليبر-سي-أكس 101" الروسية استُخدمت في الضربات، بالإضافة إلى ضربات سلاح الجو التكتيكي، على طول خط المواجهة وصولاً إلى حدود ضواحي خاركوف بيلغورود.
محورا كوبيانسك وكراسنوليمان في جبهة لوغانسك
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت مقار وتجمعات ومعدات عسكرية أوكرانية في محيط اتجاه كوبيانسك، وفي مناطق نوفوسيلوفسكويه في جمهورية لوغانسك الشعبية، وفي دفورتشنايا وكراخمالنايا وأولشانا في منطقة خاركوف.
وقضت على 65 مسلحاً أوكرانياً وآليتين قتاليتين مدرعتين، وخمس منظومات صاروخية من طراز غراد.
وفي اتجاه كراسنو ليمان، أصابت نيران المدفعية وقاذفات اللهب الثقيلة التابعة لتجمع قوات المنطقة الوسطى الروسية، وحدات القوات الأوكرانية وتشكيلاتها في مناطق بلدات تشيرفونايا ديبروفا وكوزمينو في جمهورية لوهانسك الشعبية.
وتم القضاء على أكثر من 100 جندي أوكراني، وثلاث آليات مدرعة قتالية، وأربع شاحنات صغيرة، ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع من طراز دي-20، وراجمة صواريخ غراد، ومركبة قتالية مدرعة من طراز غفوزديكا.
جبهتا دونيتسك وزاباروجيا
وفي اتجاه دونيتسك، يستمر تقدم القوات الروسية المشتركة، التابعة لمجموعة المنطقة الجنوبية، حيث تمّ القضاء على أكثر من 135 مسلحاً أوكرانياً، وبطاريتي مدفعية ميدانية من طراز "دي-20" و3 آليات قتالية مدرعة ومنظومتي هيمارس صاروخية، و3 دبابات، و8 آليات وآلية مدفعية رشاشة من طراز غفوزديكا، ومحطة رصد مدفعي راداري أميركية الصنع.
أما في محيط منطقة فيرخنيكامينسكي، في جمهورية دونيتسك، فتمّ تدمير مخزن ذخائر للفرقة الـ 54 الميكانيكية الأوكرانية.
وفي اتجاه جنوبي دونيتسك واتجاه زاباروجيا، استهدفت نيران مدفعية قوات "فوستوك" الشعبية وحدات قوات مسلحة أوكرانية في محيط مناطق أوغليدار وبيريتشيستوفكا السكنية في جمهورية دونيتسك الشعبية.
وبلغت خسائر القوات الأوكرانية 55 مسلحاً بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى أربع آليات مدرعة وسيارتين ومدفعي "دي-20 و"دي-30".
خيرسون
بالانتقال إلى اتجاه إقليم خيرسون، تمّ تدمير مدفع " أكاتسيا" ومدفع " ماستا-بي"، خلال الساعات الـ 24 الأخيرة، نتيجة للقصف المدفعي. وفي محيط مدينة خيرسون، في بلاتوتشاني وبيريسلاف، تمّ تدمير أربعة مخازن ذخائر تابعة للفرقتين الـ 123 والـ126 الأوكرانيتين.
وتمكّن سلاح الجو الروسي والقوات الصاروخية والمدفعية من تدمير مقر قيادة الوحدة الـ 35 لمشاة البحرية الأوكرانية في محيط أفدييفكا، ومقر الوحدة الـ 72 الميكانيكية الأوكرانية في محيط أوغليسبوروتشني، ومقر الوحدة 102 للدفاع الإقليمي، في محيط بلدة مالينوفكا، في جمهورية دونيتسك.
وتمّ تدمير 92 مجموعة مدفعية على طول خط النار، ووحدات آلية وبشرية في 118 موقعاً، وفي محيط مدينة بولتافا، تم تدمير مخازن وقود ليات أوكرانية.
وأسقطت وسائل الدفاع الجوي الروسية مروحية "مي-8" تابعة لسلاح الجو الأوكراني في محيط خاركوف، وتمّ اعتراض أربعة صواريخ من طراز هيمارس، بالإضافة إلى إسقاط 20 مسيرة أوكرانية، في مناطق متعددة في دونباس.
الكشف عن خسائر أوكرانية في مارينكا
وجرى اليوم الكشف عن عشرات جثث القتلى من الجنود المقاتلين الأوكرانيين وآليات مدمرة، نتيجة لهجوم الفرقة الخامسة في اتجاه مارينكا، التي تعدّ نقطة ارتكاز مهمة.
وتمنح السيطرة على مارينكا وسط دونباس تفوقاً تكتيكياً للقوات الروسية في محيط باخموت - أرتيوموفسك، حيث تتقدم الفرقة الخامسة للواء الأول من جيش دونيتسك، بمشاركة وحدات أخرى من تشكيلات القوات المسلحة الروسية.
وتدور حالياً معارك طاحنة هناك، وحاولت القوات الروسية تطهير المناطق الغربية لهذه المدينة، والتقدم إلى الأمام.
وخلال الأيام الماضية، دارت معارك شديدة في محاور أوغليدار، حيث يساهم الدعم الغربي في صمود القوات الأوكرانية، لكنّ قوات المدفعية الروسية وراجمات الصواريخ سولنتسيبيوك ساهمت، إلى حد كبير، في تجميد تحركات القوات الأوكرانية، وأوقعت نسبة تدمير عالية في تحصيناتها ودفاعاتها.
وكبّدت القوات المدفعية وسلاح المدرعات وقوات المشاة الروسية القوات المسلحة الأوكرانية الموجودة في أوغليدار خسائر فادحة، إذ كشفت المشاهد عن جثث المقاتلين الأوكرانيين في الشوارع والمنازل في جميع أنحاء البلدة، واكتُشفت في أحد أقبية البلدة مشرحة أُلقيت فيها جثث المقاتلين الأوكرانيين في أثناء انسحابهم من المدينة.
اقرأ أيضاً: الدفاع الروسية: تقدمنا كيلومترين على طول خط المواجهة في أوكرانيا
القوات الأوكرانية تحاول تحصين جبهة خاركوف
تعمل القوات الأوكرانية على إنشاء عدد من الخطوط الدفاعية، وتحاول تركيز وحداتها على طول محاور اتجاه خاركوف.
ففي اتجاه الشمال في ضواحي خاركوف، لوحظت تحركات مثيرة للحذر من كلا الجانبين، بينما تشير الدلائل إلى أنّ شيئاً ما قد يحدث قريباً في هذا الاتجاه.
ولا يمكن للقوات المسلحة الأوكرانية تحديد المكان والزمان للضربة الروسية والهجوم المتوقع، لذلك تعمل على إنشاء عدد من الخطوط الدفاعية، وتحاول تركيز وحداتها على طول محاور هذا الاتجاه.
كذلك، قد يكون التحرك شمالاً محاولةً لصرف الأنظار عما يحدث في محاور اتجاه باخموت - أرتيوموفسك.
القوات الروسية تلتفّ على باراسكوفيفكا
وتمكّنت اليوم القوات الروسية من متابعة عملية الالتفاف الكبيرة التي تقوم بها منذ نحو شهرين لإطباق الحصار على مدينة باخموت، إذ سيطرت على أراضٍ إضافية في الشمال والغرب من باراسكوفيفكا، شمالي باخموت.
وسيطرت القوات الروسية بالفعل على الطريق الدولي الذي كان يشكّل واحداً من أهم طرق الإمداد المتبقية لباخموت، علماً بأنّه سبق أن سقط تحت سيطرة قوات موسكو النارية في وقت سابق هذا الأسبوع، بعد أن استخدمته كييف لإيصال دعم عسكري كبير إلى المدينة.
وتستمر القوات الروسية في عملية إحكام الطوق من الشمال والجنوب للمدينة، وفرض سيطرتها على الطرقات المتبقية المؤدية إليها، لمحاولة عزلها وحصارها، بينما تتقدم وحدات قوات فاغنر الخاصة نحوها ببطء.
وفي هذا السياق، أكّد المؤسس والقائد لقوات فاغنر، يفغيني بريغوجين، أنّ عملية تطويق المدينة والسيطرة عليها مستمرة، ويتوقع أن تتمّ خلال شهري آذار/مارس ونيسان/أبريل، ناصحاً قواته بعدم الاستخفاف بإمكانات الخصم العسكرية وما يتلقاه من دعم.
وقال بريغوجين إنّ "لدى الخصم ثلاثة دوافع، أولها يحمل صبغة سياسية، وكان من الجيد أننا استطعنا قلقلة عزيمته في باخموت. والثاني عسكري بحت، لأن باخموت مركز لوجستي مهم جداً لخوض القتال. أما الثالث فيتعلق بالحالة المعنوية للقوات".
وفي اتجاه سيفيرسك شمالي باخموت، يستمرّ التقدم الروسي بوتيرة بطيئة، في سعي لمحاصرة مجموعة تشكيلات القوات الأوكرانية في محيط منطقة سيفيرسك، التي في حال لم تبادر إلى الانسحاب قبل فوات الأوان، فقد يتمّ تطويقها وتكبيدها خسائر شاملة في عديدها وعتادها، كما حدث في سوليدار.
كما تمّ تسجيل نشاط متزايد في حدّة المواجهة شمالي أفدييفكا وفي محيطها، فيما قد يكون سعياً من أجل تحويل الأنظار عن محاور واتجاهات أخرى.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية مقطعاً مصوراً يظهر أطقم منظومة الصواريخ المضادة للدبابات "كورنيت" وهي تدمر مركز مراقبة تابعاً للقوات المسلحة الأوكرانية قرب أفدييفكا، الواقعة على بعد 70 كم عن جنوبي باخموت.