مخاوف متصاعدة لأيزيديي سوريا من إبادة تركية جديدة
يبدي الأيزيديون تخوّفهم من تهجيرهم بعد امتداد الهجمات التركية، باتجاه ريف الحسكة الشمالي، وتصاعد الهجمات على بلدة تل تمر وقراها، ما سيُجبر سكان القرى الأيزيدية على هجرتها، وتهديد كامل الوجود الأيزيدي في سوريا.
يبدي الأيزيديون في سوريا تخوفاً كبيراً من توسيع تركيا لهجماتها باتجاه بلدة تل تمر في ريف الحسكة الغربي، ومنها إلى أرياف الحسكة، وتكرار المأساة التي حصلت في مدينتي رأس العين وعفرين، من إبادة وتهجير جماعي للأيزيديين على أيدي الفصائل الموالية لأنقرة.
ويظهر الأيزيديون هذا التخوف، انطلاقاً من اتساع رقعة الهجمات التركية على قرى وبلدات ريف الحسكة الغربي، والمخاوف من امتداد الهجمات إلى قرى ريف الحسكة الشمالي والغربي، والتي تعد آخر معاقل الوجود الأيزيدي في محافظة الحسكة السورية، إلى جانب قرى وبلدات في مدينة عامودا وبلدة القحطانية في ريف القامشلي.
وتسبّبت عملية "نبع السلام"، التي أطلقها الجيش التركي، منذ عامين، باحتلال 15 قرية أيزيدية في ريف رأس العين، إلى جانب انتهاء الوجود الأيزيدي بشكل كامل في أحياء مدينة رأس العين، في ريف الحسكة الشمالي الغربي.
وتبرز هذه المخاوف في تفكير سكان المنطقة، الذين تحولوا إلى نازحين، بعد أن خسروا كامل ممتلكاتهم، واستولت عليها الفصائل المسلحة المدعومة من الجيش التركي.
ففي مستقره الجديد، في قرية طولكو، بريف الحسكة الشمالي، والتي فتح أهلها أبوابهم للنازحين من مدينة رأس العين، بعد أن هاجر غالبية سكان القرية إلى الخارج، نتيجة الحرب الأخيرة على البلاد، يعمل العم نجاد ببو على العناية بالقبور، لأنها ترمز للوجود الأيزيدي في الجزيرة السورية.
ويقول ببو، في تصريح إلى "الميادين نت"، إنّ " الهجوم التركي حصل فجأة على رأس العين والقرى والبلدات... لقد دمّروا شواهد القبور وكل المقدسات في قرية السكرية، كما حصل في عفرين".
ويضيف: "هربنا بثيابنا وتركنا ممتلكاتنا... حتى جوازات السفر لم نكن نملك الوقت لإخراجها".
ويبدي الرجل تخوفاً من امتداد الهجمات التركية باتجاه ريف الحسكة الشمالي، مع تصاعد الهجمات على بلدة تل تمر وقراها مؤخراً، ما سيُجبر سكان القرى الأيزيدية على هجرتها، وتهديد كامل الوجود الأيزيدي في سوريا، بعد أن تسبّبت هجمات "داعش" على بلدة شنكال في العراق، وتشكيل التنظيم الإرهابي خطراً على أيزيديي سوريا، في هجرة غالبية الأيزيديين باتجاه أوروبا ودول المهجر.
ويبرر المخاوف بـ"التاريخ الذي سجّل عدة مجازر تركية بحق الأيزيديين، وتسبّب تركيا في تهجيرهم من موطنهم الأصلي"، لافتاً إلى "الأطماع المتجددة لتركيا في احتلال المزيد من الأراضي السورية، وهو ما يمثّل مصدر القلق للأيزيديين في تكرار المأساة من جديد".
واستنكر الشاب خضر خابوري "الصمت الدولي تجاه الجرائم التركية المرتكبة بحق سكان رأس العين عامة، وأيزيديي رأس العين بشكل خاص"، مكرّراً المخاوف من "تجدد الهجمات التركية على مدن وبلدات إضافية في الجزيرة السورية، ما يهدّد بتغيير ديمغرافي جديد".
بدوره، يؤكد عضو البيت الأيزيدي في سوريا، محمود رشو، في تصريح إلى "الميادين نت"، أن " الوجود الأيزيدي في سوريا يتركز في محافظة الحسكة ومدينة عفرين في ريف حلب الشمالي، وهم يقطنون على الحدود السورية، سواء مع تركيا أم العراق"، مبيّناً، أن "مئات العوائل الأيزيدية في منطقة عفرين هربوا منها، بسبب الهجوم التركي على المنطقة واحتلالها".
ويكشف رشو عن "هجرة أعداد كبيرة من الأيزيديين باتجاه شمال العراق ودول أوروبا، أو اللجوء إلى مدن أكثر أماناً، كما حصل لنازحي رأس العين الذين لجأوا إلى قرى آمنة في ريف الحسكة"، معتبراً، أن " الهجوم التركي على رأس العين وأريافها تسبّب في تهجير نحو 60 عائلة أيزيدية من قراهم وبلداتهم".
ورأى رشو أن "التنظيمات التي تسيطر على مناطق عفرين ورأس العين في الشمال السوري، هي تنظيمات تشبه في أيديولوجيتها تنظيم داعش"، كاشفاً عن " وجود أعداد كبيرة من مسلحي داعش الفارين من الرقة والباغوز في المناطق المحتلة".
وتعرّض الأيزيديون في سوريا والعراق لـ 74 قرار تهجير، كانت أغلبيّتها على يد الدولة التركية، التي تسبّبت في فرار الأيزيديين من تركيا باتجاه سوريا والعراق، والاستقرار في المناطق الحدودية.