"فورين بوليسي": الجيش الأميركي يعتمد بشكل مقلق على معادن الصين الحيوية

صحيفة "فورين بوليسي" تتحدّث عن اعتماد الولايات المتحدة على المعادن الحيوية الصينية، وتصف الأمر بأنّه "مثير للقلق".

  • لسلاسل التوريد والخدمات اللوجستية دور حاسم في العمليات العسكرية
    لسلاسل التوريد والخدمات اللوجستية دور حاسم في العمليات العسكرية

كشفت صحيفة "فورين بوليسي"، في تقرير، أنّ "الجيش الأميركي يعتمد على المعادن التي تسيطر عليها الصين". 

وأوضحت الصحيفة أنّ هذه المواد "تتضمّن موارد أكثر بكثير من وقود الخزانات، إذ إن هناك مجموعة من المعادن الحساسة الضرورية لبناء منظومات الأسلحة الحديثة وصيانتها". 

وأضافت أنّ "الولايات المتحدة والقوى العالمية الكبرى الأخرى تعتمد بشكل مثير للقلق على الدول الأخرى - الصين أولاً وقبل كل شيء - في هذه المواد".

وأشارت "فورين بوليسي" إلى أنّ "الحشد السريع الذي قدمته الصين لجيش متطور جعلها المنافس الإستراتيجي الأكثر أهمية للولايات المتحدة".

وبيّنت "فورين بوليسي" أنّ "لسلاسل التوريد والخدمات اللوجستية دوراً حاسماً في العمليات العسكرية. ببساطة، تكسب سلاسل التوريد الحروب وتنقذ الأرواح".

اقرأ أيضاً: الصين تفوز في سباق المعادن وتسيطر على معظم مناجم الكوبالت

وأوضحت أنّ "الحرب في أوكرانيا أظهرت المخاطر الكامنة في الاعتماد الشديد على دولة أخرى، وخصوصاً دولة معادية".

ولفتت "فورين بوليسي" إلى أنّ "الحرب بشّرت بأخطر أزمة طاقة منذ السبعينيات، وأجبرت أوروبا، التي أصبحت راضية بشكل خطر عن الاعتماد على النفط والغاز الروسي، على إنفاق مليارات اليورو للبحث عن مصدرين بديلين وعزل المستهلكين عن التضخم وأسعار الطاقة المرتفعة".

وإضافة إلى تداعيات الأمن القومي لأمن الطاقة، فإنّ "الإمداد المطّرد والآمن بالمعادن الحيوية أمر ضروري بالقدر نفسه إذا كانت الولايات المتحدة ترغب في الحفاظ على دورها كقوة عسكرية عظمى"، بحسب الصحيفة. 

ووفق "فورين بوليسي"، فإنّ "الجانب الأمني القومي من المعادن الحيوية لا يحظى بالاهتمام العام نفسه مثل انتقال الطاقة"، مرجعةً ذلك إلى السرية التي تحيط بالاستعداد والتخطيط العسكريين.

لكن الحقيقة باقية، وهي أنّ "الولايات المتحدة وحلفاءها لا ينتجون في أي مكان ما يكفي من هذه المعادن للحفاظ على التفوق التكنولوجي للجيش في العقود القادمة".

يُشار إلى أنّ المعادن النادرة قليلة التركيز في التربة بخلاف باقي المعادن، وهو ما يجعل استخراجها مكلفاً. 

وتراجعت مكانة الولايات المتحدة وقدرتها على تبوؤ الصدارة في استخراج تلك المعادن وتسويقها، واحتلت الصين مركز الصدارة منذ تسعينيات القرن المنصرم.

وتزايد اهتمام الدول المختلفة باستخدام تلك المعادن، ما حفز العلماء على الاكتشافات والتنقيب الدؤوب عنها، وحققت الصين مخزوناً معتبراً منها، وأضحت تحوز نسبةً كبيرةً من الإنتاج العالمي لتلك المعادن.

كذلك، خصصت مصادر مالية لتمويل تلك العمليات، بما فيها داخل الولايات المتحدة نفسها، وامتلكت حصة قدرها 17% من موارد الشركة الأميركية المالكة لمناجم منطقة "آيرون هيلز" في ولاية كولورادو.

هذا الأمر جعل الولايات المتحدة قلقة من تقدم الصين، لا سيما في أبحاثها في التطبيقات المتطورة لتوسيع مروحة استخدام تلك المعادن، وخصوصاً في المجال الدفاعي الذي يسعى البنتاغون بكل الوسائل لعرقلة التقدم الصيني فيه.

اقرأ أيضاً: لمنافسة الصين في الثروة المعدنية.. خطط أميركية للهيمنة على غريندلاند

اخترنا لك