فورين بوليسي: إرث سام للسياسة الخارجية الأميركية في بورتوريكو
صحيفة "فورين بوليسي" الأميركية تتحدث عن الإرث السام للسياسة الخارجية للولايات المتحدة في بورتوريكو الأميركية، وتقول إن واشنطن عملت على تعزيز سيطرتها من خلال سياستها الخارجية التوسعية.
ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، اليوم الإثنين، أن الولايات المتحدة الأميركية لجأت إلى سياسة نهب الأراضي والثروات الخاصة من المواطنين في فييكس، وهي جزيرة قبالة الساحل الشرقي لبورتوريكو، من أجل توسيع نفوذها.
وأضافت المجلة أنه لم يكن للبورتوريكيين رأي في حرب الغزو الأميركية مع إسبانيا بشأن ممتلكاتها الاستعمارية أو في معاهدة باريس، التي أملت عليهم أن يصبحوا ملكاً لإمبراطورية جديدة.
كذلك، قالت إن الولايات المتحدة تصرفت وفقاً لرواية استراتيجية جيدة الصياغة عن المنقذ الأبيض والاستثنائية الأميركية، دون قلق على الأشخاص الذين سرقت أرضهم.
ولفتت إلى أنها عملت على تعزيز سيطرتها على الجنوب والشرق من خلال سياستها الخارجية التوسعية، قائلةً إنها بحاجة إلى توسيع قوتها العسكرية خارج حدودها المكتسبة، بعنف للقيام بذلك.
وأضافت: قدم مبدأ مونرو لعام 1823، المعروف باسم حجر الزاوية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، الزخم".
وفي عام 1941، بحسب المجلة، بدأت أول موجة من عمليات الإزالة القسرية في فييكس، وهي جزيرة قبالة الساحل الشرقي لبورتوريكو.
ووفقاً للمجلة، لم تكن هناك عملية ديمقراطية، ولا تصويت، ولم يتم السعي للحصول على موافقة أو منحها. ومن ثم بدأت عملية سرقة الأراضي هذه قبل وقت قصير من بيرل هاربور.
وجاء في التقرير أن عمال مزارع السكر فقدوا وظائفهم بسبب إجبار العائلات على ترك منازلهم وقطع الأراضي الزراعية التي تغذيهم.
وأضافت أنه مع إشعار أقل من 24 ساعة، تم إلقاء متعلقاتهم في قطع أراضي إعادة التوطين غير المزالة التي "تفتقر إلى أي تكييف سابق أو ماء أو مؤن صحية أساسية"، وتم تدمير منازل أسرهم بالجرافات، وفقاً للتقرير ذاته.
وقالت المجلة في تقريرها إنه تم إعطاء البعض، بما في ذلك النساء الحوامل والأطفال، أقمشة للعيش تحت الأرض لمدة ثلاثة أشهر فقط حتى أحضرت البحرية مواد لهم لبناء منزل جديد.
وفي ظل هذه الظروف، أصيب العديد من الأشخاص بمرض شديد، وتوفيت امرأة حامل.
ولفتت "فورين بوليسي" إلى أن الموجة الثانية من عمليات الإزالة القسرية بدأت في خريف عام 1947 مع تنفيذ "عقيدة ترومان".
وكانت هذه العقيدة، بحسب المجلة، علامة على التحول في السياسة الخارجية للولايات المتحدة نحو التدخل في شؤون الدول الأخرى لتعزيز مصالح الولايات المتحدة وتوسيع وجودها العالمي.
مما دفع وزارة الدفاع لتصبح واحدة من أكبر أصحاب العقارات، مع ما يقرب من 4800 موقع في جميع أنحاء العالم، تغطي أكثر من 27.2 مليون فدان من العقارات، وفقاً لـ"فورين بوليسي".
وفي فييكس، قلب البنتاغون الاقتصاد الزراعي بمصادرة 17500 فدان من الأراضي الزراعية لإنشاء نطاق ممارسة واسع للتدريبات الحربية واختبار الأسلحة.
وبحسب المجلة الأميركية، أدت مصادرة الأراضي هذه إلى تشريد 40 % من القوى العاملة المتاحة وتقييد الإمدادات الغذائية المحلية.
وبحلول عام 1948، كانت البحرية الأميركية قد أخذت بالقوة ما مجموعه 77% من جزيرة فييكس بعيداً عن شعبها ومهدت الطريق لهجوم شديد على الحياة غير البشرية.
وبحسب المجلة، فإن نساء فييكس،كنّ على الخطوط الأمامية للنضال المستمر منذ أجيال من أجل السلام والعدالة لإنهاء الخراب الذي أحدثته السياسة الخارجية للولايات المتحدة في جزيرتهن، وفي منازلهن، وعلى أجسادهن.