"فوربس": لماذا أعادت السعودية الاصطفاف إلى جانب إيران؟

مجلة "فوربس" تتحدّث عن الانفتاح المفاجئ للصداقة السعودية تجاه إيران مؤخراً والذي "حيّر الجميع"، وتشرح أسباب هذا الانفتاح.

  • إيران والسعودية أعلنتا في وقتٍ سابق الاتفاق على استئناف الحوار والعلاقات الدبلوماسية
    إيران والسعودية أعلنتا في وقتٍ سابق الاتفاق على استئناف الحوار والعلاقات الدبلوماسية

رأت مجلة "فوربس" أنّ الانفتاح المفاجئ للصداقة السعودية تجاه إيران مؤخراً "حيّر الجميع"، وقد "تبع ذلك الكثير من الجدل بشأن توسط الصين في الصفقة وإهمال الولايات المتحدة".

وأشارت "فوربس"، في تقرير، إلى أنّ "البعض ألقى اللوم على الرئيس الأميركي جو بايدن وقارنوه بدونالد ترامب الذي كان السعوديون خلال فترة رئاسته يذوبون الجليد تجاه إسرائيل". 

وأضاف التقرير أنّ البعض الآخر "قلل من أهمية المبادرة السعودية الإيرانية من ضمنها البيت الأبيض، بحجة أنّ السعوديين سيظلون على مسافة من إيران في نوع من السلام البارد". 

لكن "المشكلة بالنسبة للأميركيين"، هي أنّ "الرياض اتخذت خطوات تجاه سوريا المدعومة من إيران، كما تحذو دول خليجية أخرى حذوها". ولفتت "فوربس" إلى أنّ "التطبيع مع إيران وإعادة قبول أقرب حليف لها، لا يبدو حياداً سلبياً من قبل السعودية".

اقرأ أيضاً: "بلومبرغ": السعي السعودي للتقارب مع سوريا يعد فوزاً لطهران وضربة لواشنطن

وأوضحت المجلة أنّ "العامل المحوري في المعادلة لا بد أن يكون إسرائيل، فبعد كل شيء، كانت هي الخاسر الأكبر في المناورة مع السعودية".

وأشارت إلى أنّه "بعد تدهور الوضع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل عنيف، أعلن السعوديون عودة العلاقات مع إيران، وفي نفس الوقت تقريباً أوقفوا ذوبان الجليد تجاه إسرائيل، وقالوا إنّ التطبيع الكامل مع إسرائيل يخضع لمعاملة الفلسطينيين، ولبرنامج أو ضمان الأمن النووي الأميركي السعودي".

وبيّنت "فوربس"، في السياق، أنّ "بعض التوازنات الجيوسياسية المعقدة تلعب دورها، إذ تنسحب الولايات المتحدة على المدى الطويل، من حماية حلفائها النفطيين في المناطق المضطربة، بينما تريد السعودية التزاماً نووياً من الولايات المتحدة".

لكن "واشنطن ليست مهتمة بتقديم ضمانات أمنية أو استراتيجية لهذه الدول على المدى الطويل أو حتى على المدى المتوسط"، وللمفارقة، فإنّ "السعودية تنظر حولها وترى أنّ خصومها مثل إيران وروسيا هم من المتحمسين للنفط، كما هي الصين، فيما الأهم من ذلك، أنهم جميعاً في الجانب نفسه".

في المقلب الآخر، "لا يحظى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الآن بشعبية كبيرة، فيما احتمال خسارة حزبه الانتخابات وارد جداً، إلاّ أنّه سيجد طرقاً للاحتفاظ بالسلطة وسيقاوم"، بحسب "فوربس". 

وتضيف أنّ الأزمة الدستورية والصراع الداخلي "محتملان، ومهما كان شكل عدم الاستقرار، سيكون إردوغان ضعيفاً، ولن يتمكن من توجيه السياسة الخارجية من جانب واحد".

وعليه، رأت "فوربس" أنّه "من دون وجود تركيا في الميزان، أي خارج اللعبة، يبدو أنّ إيران مستعدة للصعود، لذا يمكن فهم سبب تحوّل ولاءات السعوديين وتحالفاتهم".

يُذكر أنّ إيران والسعودية، وقّعتا قبل أيام، بياناً مشتركاً في الصين واتفقتا على بدء الترتيبات لإعادة فتح السفارات والقنصليات. وجاءت الخطوة بعدما ناقش وزير الخارجية الإيراني ونظيره السعودي، خلال لقائهما في العاصمة الصينية بكين، تفعيل مضمون اتفاق استئناف العلاقات بين البلدين الذي أُعلن الشهر الماضي.

وفي 10 آذار/مارس الماضي، أعلنت إيران والسعودية، في بيان مشترك، الاتفاق على استئناف الحوار والعلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارتين في البلدين في غضون شهرين، وذلك استجابةً لمبادرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ.

وتحدث تقرير في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن قضية التقارب الإيراني السعودي، معتبراً أنّ "عودة العلاقات الإيرانية السعودية، نتيجةً للوساطة الصينية، هو خسارة كبيرة ومضاعفة للمصالح الأميركية".

وأضاف تقرير "نيويورك تايمز": "يمكن أن يؤدي إعلان إيران والسعودية إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما، إلى إعادة نظم كبيرة في الشرق الأوسط".

كما اعتبرت الصحيفة أن هذا التقارب "يمثّل تحدياً جيوسياسياً للولايات المتحدة وانتصاراً للصين، التي توسطت في المحادثات بين الخصمين التاريخيين".

اقرأ أيضاً: هل تبتعد السعودية عن الفلك الأميركي؟

اخترنا لك