فرنسا: اليمين المتطرف في حالة تمزق جديدة قبل الانتخابات الرئاسية
تقارير محلية فرنسية تشير إلى أنّ حرباً ستندلع بين مرشحي اليمين قبل الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بـ10 أسابيع، وسيتم تحديد التأهل للجولة الثانية بين فاليري بيكريس وإريك زيمور ومارين لوبان.
دخل اليمين المتطرف في فرنسا مرحلةَ تمزُّق جديدة تهدّد جميع المرشحين للرئاسة الفرنسية بخسارات عميقة في البيئة الانتخابية.
فمع إعلان ماريون ماريشال، ابنة شقيقة مارين لوبان، رغبتها في الوقوف في صف منافس خالتها المرشحة للرئاسة، إريك زيمور، تكون العائلة اليمينية المتطرفة سارت في اتجاه عهد جديد من الفوضى والتناقضات، التي قد تطيح آمال الجميع في تحقيق فوز في السباق الرئاسي.
ماريون ماريشال (32 عاماً)، التي أوحت بأنها "تميل" إلى المرشح اليميني المتطرف إريك زيمور، الذي يقوم بحملة تستند إلى مقترحات متطرفة ضد الهجرة والإسلام، قالت، في تصريحات لصحيفة "لو فيغارو"، إن "الانسجام والرؤية والاستراتيجية تجعلني أميل إلى إريك زيمور. هذا أمر مؤكَّد، لكنّ هناك مسألة عائلية".
ورداً على سؤال لشبكة "سينيوز"، قالت المرشحة مارين لوبان، وقد بدا عليها التأثر، إن ما قالته ماريون هو "أمر قاسٍ وصعب بالنسبة إليّ".
وأضافت لوبان أنه إلى جانب "الطابع الشخصي" للمسألة، يبدو أن الأمر "سوء فهم سياسي لأنها (ماريون ماريشال) أشارت إلى أنها ستدعم مَن هو في وضع أفضل. وبلا شك، أنا في وضع أفضل كثيراً" في استطلاعات الرأي.
وتشير هذه الاستطلاعات إلى تعادل مارين لوبان مع مرشحة الجمهوريين فاليري بيكريس بحصول كل منهما على 17% من نيّات التصويت، وتقدمهما على إريك زيمور (13%).
واعتُبرت ماريون ماريشال، لفترة طويلة، منافِسةً لمارين لوبان، ولاسيما بعد انتخابها نائبة في عام 2012، عندما كانت تبلغ من العمر 22 عاماً فقط. وانسحبت من الحياة السياسية بعد الانتخابات الرئاسية عام 2017، لكنها لا تزال تحظى بشعبية لدى ناخبي اليمين المتطرف، وأكدت في مقابلات عدة أنها "ستعود إلى السياسة".
ومن المعروف، منذ فترة طويلة، أن ماريون ماريشال قريبة عقائدياً من زيمور الكاثوليكي المحافظ، لكن الأكثر ليبرالية على الصعيد الاقتصادي من مارين لوبان، وأكثر تشدداً منها في قضايا الهوية والهجرة والمجتمع. لكنّ وقوفها المحتمل في صفّه سيشكّل ضربة قاسية للوبان، التي شهدت في الأيام الأخيرة قيام مقربين سابقين بمغادرة حزبها، "التجمع الوطني"، والانضمام إلى حزب زيمور، وبينهم المحامي والنائب الأوروبي جيلبير كولار، وزميله في البرلمان الأوروبي جيروم ريفيير.
وتهزّ خلافات باستمرار أسرة لوبان التي تهيمن على اليمين المتطرف في فرنسا منذ ثمانينيات القرن الماضي، وخصوصاً بين الأب جان ماري لوبان وابنته مارين، التي خلفته على رأس حزب الجبهة الوطنية عام 2011. وأصبح الحزب، منذ ذلك الحين، يسمى "التجمع الوطني"، وطُرد منه جان ماري لوبان عام 2015 بعد أن أدلى بتعليقات جديدة مثيرة للجدل بشأن محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية.
وجان ماري لوبان، المظليّ السابق والمحارب القديم في الحرب الجزائرية، وأصغر عضو في الجمعية الوطنية عام 1946، والذي يبلغ الآن 93 عاماً، كتب في تغريدة في "تويتر" أنه يريد "التحدث في الأيام المقبلة مع مارين لوبان وماريون ماريشال"، قبل أن يحدد موقفه.
مع هذه التطورات يُمضي إريك زيمور "أسبوعاً جميلاً". ومنذ بداية الشهر الحالي، ضاعف المرشح للانتخابات الرئاسية المنضمين إليه، سواء أتوا من الجمهوريين، مع غيوم بلتيير، أو من التجمع الوطني، مع جيروم ريفيير وجيلبرت كولارد.
رد فعل زيمور عبّر عنه في قوله "أرحب بهم دائماً بذراعين مفتوحتين"، مصراً على نقل "حقيقة" مفادها أن "الفرنسيين وكثيرين من الفرنسيين ينضمون إلينا كل يوم".
وتشير التقارير إلى أنّ حرباً ستندلع بين مرشحي اليمين قبل الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بـ10 أسابيع، وسيتم تحديد التأهل للجولة الثانية بين فاليري بيكريس وإريك زيمور ومارين لوبان، باستثناء اختراق مذهل من جانب المرشح اليساري، زعيم فرنسا غير الخاضعة، جان لوك ميلينشون.
وهذا ما يفسر التوترات فيما بين المرشحين اليمينيين الثلاثة، من أجل إقناع كل منهم الناخبين بأنه هو في وضع أفضل للفوز على إيمانويل ماكرون. ويضع الثلاثة جميعاً في الاعتبار هذه الجملة: "الشدائد والضائقات جيدة، لأنها تضعك في الاختبار. الهجمات أيضاً تمهّد للولادة من جديد".