"غلوبال تايمز": الخلل السياسي هو اللون الحقيقي للديمقراطية الأميركية

صحيفة "غلوبال تايمز" تشير إلى أنّ العديد من حلفاء واشنطن فقدوا ثقتهم بـ"نظامها الديمقراطي"، وتؤكد أنّ "ما نراه هو الوجه الحقيقي للديمقراطية الأميركية".

  • في نظر الناخبين الأميركيين فإنّ النظام  الانتخابي هو "اختيار تفاحة أقل تعفناً من بين سلتين فاسدة"

سلطت صحيفة " غلوبال تايمز" الصينية في تقرير، الضوء على الوجه الحقيقي "للديمقراطية الأميركية"، مشيرة إلى أنّ العديد من الديمقراطيات التي كانت تنظر إلى الولايات المتحدة ذات يوم كـ"نموذج"، تشعر بالقلق من أنّها "ضلّت طريقها".

وقالت الصحيفة الصينية، إنّ "واشنطن تعاني من جميع أنواع الصعوبات، من الاستقطاب السياسي والانقسام الاجتماعي إلى التمييز العنصري والعنف المسلح".

أمّا فيما يتعلق بسياستها الخارجية، فقد قامت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً وفق الصحيفة، بـ"إثارة الاشتباكات، بل وحتى الحروب في جميع أنحاء العالم".

وأضافت أنّه "لم تعد الكثير من الدول والمناطق، بما في ذلك العديد من حلفاء واشنطن، تعتبر الولايات المتحدة دولة موثوقة، وفقدت تلك الدول ثقتها فيما يسمى بنظامها الديمقراطي."

للمزيد: الديمقراطية الأميركية.. في خطر؟

وتستشهد "غلوبال تايمز"، بما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان العام الماضي، من أنّ "الديمقراطية الأميركية ليست نموذجاً مثالياً، ولكنها نموذج محطم".

وتشير نتيجة استطلاع أجرته New York Times / Siena College إلى أنّ 28% من جميع الناخبين، قالوا إنّهم "لا يؤمنون كثيراً أو لا يثقون في دقة انتخابات التجديد النصفي لهذا العام".

ووفقاً لاستطلاع أجرته جامعة "كوينيبياك" مؤخرا ً، "يعتقد 69 % من الديمقراطيين و 69 % من الجمهوريين، أنّ الديمقراطية في البلاد على وشك الانهيار".

اقرأ أيضا: استطلاع رأي أميركي يظهر ازدياد القلق من انهيار الديمقراطية في البلاد

"الديمقراطية  الأميركية" مسيسة

وتتابع الصحيفة، أنّ "جوهر الديمقراطية على الطريقة الأميركية  يكمن في نظامها الانتخابي، لكن عدداً متزايداً من المواطنين، يعتقدون أنّ هذا النظام غير فعال".

وقالت "يدرك العديد من الأمريكيين أنّه من خلال نظامهم الحالي، لا يمكنهم انتخاب شخص مؤهل لقيادة البلاد".

وأوضحت الصحيفة، أنه "عندما يتولى أي رئيس السلطة، فإنّ ما يتبادر إلى ذهنه أولاً، ليس كيفية حل المشكلات وتصحيح الأخطاء وحماية المصالح الوطنية وحماية رفاهية الناس، ولكن كيفية الحفاظ على المصالح الحزبية وترسيخ السلطة"، لافتةً إلى أنه "هذا هو نهج الحكم رأساً على عقب".

ولفتت الصحيفة إلى أن "الديمقراطية في الولايات المتحدة أصبحت مسيسة وتحولت إلى سلاح للصراع السياسي الداخلي، مما ألقى بإسفين بين السياسيين والجمهور".

وفي هذا السياق، سيشتد جسب الصحيفة، "التناقض الداخلي للولايات المتحدة. السياسة الأمريكية في حالة يرثى لها".

النظام الانتخابي: اختيار تفاحة أقل تعفناً من بين سلتين فاسدة

وتابعت الصحيفة، أنّه في نظر الناخبين الأميركيين اليوم، فإنّ "ما يسمى بالسياسات الديمقراطية للولايات المتحدة، وكذلك نظامها الانتخابي، هو اختيار تفاحة أقل تعفناً من بين سلتين فاسدة".

وشددت "غلوبال تايمز" على أن "المجتمع الأميركي يميل إلى أن "يكون لديه فهم عميق بشكل متزايد لعيوب نظامه الديمقراطي".

وذكرت أنه "من المفارقات أنّ النخب السياسية الأميركية لا تزال تحاول تصدير مثل هذا النظام، والذي سيعرضها للسخرية بين عدد متزايد من البلدان في جميع أنحاء العالم".

ووفقاً لشين يي، الأستاذ في جامعة فودان ، كانت "الديمقراطية الأميركية دائماً على هذا النحو".

وبحسب "غلوبال تايمز"، فإنّه "لفترة طويلة، كانت الولايات المتحدة متقدمة بفارق كبير عن البلدان الأخرى من حيث المستويات الاقتصادية والمادية".

وأشارت إلى أن "الولايات المتحدة بمزاياها المادية نهبت ثروات العالم، ثم وصفت تراكم الثروات بأنّه نتاج ديمقراطيتها، في محاولة لإثبات تفوقها".

وأضافت أنّه "بالاعتماد على الفجوة الهائلة في المواد بين الدول الأخرى والغرب، فقد شكّلت واشنطن نظاماً للمعرفة والرأي العام، حيث تروج إلى أنّ قوة الولايات المتحدة، تأتي من خلال ما يسمى بالنظام الديمقراطي، مروجةً لـلتصحيح الذاتي".

وتتابع أنًه" في الحقيقة ، ليس هناك سجل عام يذكر لأي خطأ كبير عبر تاريخ الولايات المتحدة يجري تصحيحه ذاتيًا من خلال نظامها. ما رأيناه هو عكس ذلك تماماً. دونالد ترامب رئيس ارتكب أخطاء، وعلى الرئيس بايدن من الناحية النظرية تصحيحها. لكن أين التصحيحات؟ 

وأوضحت الصحيفة أنه "لا تكمن المشكلة في ما إذا كانت الديمقراطية على الطريقة الأميركية ضلت طريقها، ولكن مع التراجع النسبي لقوّة الولايات المتحدة وصعود الاقتصادات الناشئة، إلى جانب المزيد من التناقضات، والقيود المفروضة على الديمقراطية".

وختمت بالقول: "لم يعد من الممكن تغطية هذه المشاكل بواسطة المرشحين... ما نراه الآن هو في الواقع اللون الحقيقي للديمقراطية على الطريقة الأميركية".

اقرأ أيضاً: "فورين أفيرز": تراجع ديمقراطية أميركا يضعف قيادتها العالمية

الانتخابات النصفية الأميركية، في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، تأتي في وقت حساس وبالغ الأهمية، وترسم شكل الحكم في السنتين المتبقيتين من إدارة الرئيس جو بايدن.

اخترنا لك