عملية الخضيرة تهز الشعور بالأمن لدى الإسرائيليين
توقيت وطريقة تنفيذ عملية الخضيرة يوم الأحد الماضي شكل مبعث قلق لدى المعلقين الإسرائيليين، وخصوصاً أنه تزامن مع مؤتمر تطبيعي في النقب، أفشلته العملية.
العملية الفلسطينية التي حصلت في مدينة الخضيرة – شمال فلسطين المحتلة، الأحد الماضي، خطفت الأضواء من الاجتماع الذي عُقد في النقب بين وزراء خارجية "إسرائيل"، الولايات المتحدة الأميركية، مصر، المغرب، البحرين، والإمارات، وفرضت نفسها بقوة على جدول الأعمال الإسرائيلي، في ضوء توقيتها الحساس، ومكان تنفيذها داخل أراضي الـ 48، وطريقة التنفيذ، فضلاً عن هوية منفذيها، ونتائجها القاسية إسرائيلياً.
ظروف العملية، ونتائجها، دفعت بكبار المسؤولين الإسرائيليين، من المستويات السياسية والعسكرية والأمنية، وعلى رأسهم رئيس الحكومة نفتالي بينيت، ووزير الأمن بني غانتس، إلى عقد جلسات تقدير للوضع وإطلاق بيانات الإدانة والشجب، والإعلان عن تدابير وإجراءات ردعية ووقائية، فيما ظهر خطاب سياسي وإعلامي إسرائيلي يُحرض على فلسطينيي 48 ويدعو إلى التعامل معهم بيد من حديد.
أهمية العملية، وخطورة دلالاتها وتبعاتها، كانت مدار اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية، حيث ركز المعلقون الإسرائيليون في تعليقاتهم على العملية باعتبارها دليلاً على أن العمليات الفدائية جزء من "الشرق الأوسط القديم" الذي لا يسمح " للشرق الأوسط الجديد بالنهوض"، في إشارة إلى مسار التطبيع، بحيث أنه "في كل مرة يرفع فيها الشرق الأوسط الجديد رأسه، يأتي القديم ويحاول قطعه".
وأضاف معلقون أن ما حصل في الخضيرة، وفي بئر السبع منذ أسبوع، هو "فشل استخباري"، بحيث يبدو واضحاً أن شيئاً ما لم يعمل لدى "الشاباك"، ومرّ من تحت راداره. ووصف معلقون آخرون العملية بأنها "حادثة قاسية جداً في قلب إسرائيل"، ورأوا أنها تؤثر على شعور الأمن لدى الإسرائيليين، فهي أمر لم يحدث منذ سنوات طويلة.
المعلقون الإسرائيليون ركزوا في تعليقاتهم على عملية الخضيرة على عدة عناوين، من أهمها:
- العمليات الفدائية جزء من الشرق الأوسط: لفت معلقون إسرائيليون إلى أن الشرق الأوسط القديم يصطدم بالشرقٍ الأوسط الجديد (في إشارة إلى لقاء وزراء الخارجية في النقب)، إذ في الوقت الذي يبدو فيه "مؤتمر النقب" كمرحلة إضافية في اندماج "إسرائيل" في المنطقة، حصل الهجوم في الخضيرة في توقيت مقصود، ليُفسد بالكامل الزخم الإيجابي الذي سعى المؤتمر لإنتاجه. وليظهر أن "القضية الفلسطينية" لديها طريقتها لتفرض نفسها على الواقع.
وأضافوا أن العمليات "جزء من الشرق الأوسط أيضاً"، و أنه "في كل مرة يرفع فيها الشرق الأوسط الجديد رأسه، يأتي القديم ويحاول قطعه. هكذا كان، وعلى ما يبدو هذا ما سيكون"، وأن ما هو مطلوب هو وقف الكلام والبدء بالعمل.
- الفلسطينيون حاضرون: رأى معلقون أن الفلسطينيين، وإن لم يكونوا حاضرين بصورة مباشرة في لقاء النقب، إلا أن "ملائكتهم كانت حاضرة" وأنهم موجودون في الخضيرة وبئر السبع والقدس.
- إخفاق استخباري: توقف معلقون عند كون الهجوم في الخضيرة الثاني في غضون أسبوع الذي لم يتم فيه تلقّي إنذار مسبق، بحيث قُتل في غضون أقل من أسبوع 6 إسرائيليين في هجومين في قلب مدينتين. وأضاف معلقون أنه سيكون على الشاباك والشرطة استيضاح ما إذا كان ما حصل في الخضيرة عملية محاكاة لهجوم بئر السبع، أم مبادرة أكثر تنظيماً.
وشدد معلقون على أنه من الواضح أن شيئاً ما لم يعمل لدى جهاز الأمن العام (الشاباك)، بجيث أنه يوجد شيءٌ ما تم تفويته، ومرّ من تحت راداره.
- هوية المنفذين: توقف المعلقون باهتمام وقلق كبيرين عند هوية منفذي العمليات الأخيرة، الذين هم من فلسطينيي 48 و"يحملون الجنسية الإسرائيلية"، فرأى معلقون أنه في الهجمات الأخيرة، تبين أن غالبية المنفذين يحملون هوية زرقاء (هوية إسرائيلية). الأمر الذي زاد من الصعوبة التي يواجهها جهاز الشاباك لوقف هذه الهجمات على أساس مؤشراتٍ استخبارية. لأن التعامل مع "مواطنين إسرائيليين"، حسب تعبيرهم، أصعب وأكثر تعقيداً من التعامل مع منفذين من منظمات الضفة الغربية.
وفي هذا السياق، انتقد معلقون الإهمال المتراكم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي لفلسطينيي 48 على المستويات كافة، وأشاروا إلى أنه على مدى عقود، تم إهمالهم وتركهم يجمعون ترسانة لا تنتهي من الأسلحة. وأن "فرضية أنهم سيقتلون بعضهم – تقتلنا نحن الآن، وهذا خطأ يجب تصحيحه بسرعة".