علي مزيد المفرج عنه من السعودية يكشف للميادين نت تفاصيل اعتقاله
بعد أيام من الإفراج عنه، اللبناني المفرج عنه من السجون السعودية علي مزيد يتحدث للميادين نت عن تفاصيل اعتقاله، وعن التهم المزعومة التي وجّهت إليه.
بعد أيام من الإفراج عنه، كشف اللبناني المفرج عنه من السجون السعودية علي مزيد للميادين نت، تفاصيل اعتقاله، مفنداً التهم المزعومة التي وجّهت إليه.
وقال مزيد، وهو مهندس يعمل مع شركةٍ إسبانية للاستشارات الهندسية لديها عشرات الفروع حول العالم، إن أمن الدولة السعودية، اعتقله منذ نحو سنة وستة شهور "بتهمة تمويل حزب الله".
رفض مزيد التهم الموجهة إليه، وقال إنه لا علاقة له بحزب الله ولم يقم بتمويله، |فحزب الله لا يحتاجني مادياً"، مؤكداً أن أمن الدولة السعودي "لم يجد دليلاً على هذه التهم المزعومة".
وأشار مزيد إلى أن المحققين استجوبوه وسألوه عن عمله ومتابعته لعدة مشاريع هندسية، أحدها في العراق. وأضاف: "سُألت عما إذا كان حزب الله قد حارب في اليمن والعراق، وعن عدة أشخاص حول ما إذا كان لهم علاقة بحزب الله".
وتابع: "منعوني من تقديم دلائل على برائتي من التهم الموجهة إلي، كما منعوني من توكيل محامي، ومن الاتصال بأهلي، إلا في حال الاعتراف بتمويل حزب الله لو بدولارٍ واحد فقط".
وأكد مزيد، الذي تم الافراج عنه الإثنين 26 كانون الأول/ديمسبر، أن الاعتقال أثّر على صحته بشكلٍ كبير، خصوصاً أنه مصاب أصلاً بالسرطان ويعاني من مرض السكري. وأكد أنه قضى شهر ونصف الشهر، بالسجن الانفرادي، وهو ما أدّى إلى تفاقم وضعه الصحي.
وعن السجن الذي وضع فيه، أشار مزيد إلى أن "سجن الوافدين عبارة عن أمتار قليلة ومن دون سقف"، مضيفاً: "جلست هناك لمدة 48 ساعة، مع 500 شخص آخر، في درجة حرارة منخفضة جداً ومن دون بطانيات".
أما بالنسبة للسبب الأولي للاعتقال، قال مزيد: "أظن أن هناك شخصاً ما من لبنان، قام بالوشاية علي، للسلطات السعودية من أجل الحصول ربما على مبلغ من المال".
اقرا أيضاً: تغليظ العقوبات في السعودية.. كيف يتأثر ذوو المعتقلين؟
وقال: "التقيت خلال فترة اعتقالي بسجناء حكم عليهم بالسجن بسبب تغريدة أـو منشور على مواقع التواصل ضد السعودية، كما كان هناك سجناء سجنوا لأنهم كانوا يتبرعون بأموال للاجئين مسلمين من بورما، علماً أن الملك فيصل كان قد أعطى أومراً بمساعدة هؤلاء".
وأكد أنه "منذ عام 2010 هناك سياسة وتربوية ممنهجة في السعودية حيال تبرئة إسرائيل، والقول إنها ليست عدو. وبالمقابل، تقوم السعودية بمواكبة الحملة الدعائية الأميركية ضد إيران والعداء لإيران".
وكشف علي مزيد أنه سيقوم برفع "دعوى على هيئة حقوق الإنسان الأممية بسبب المعاناة التي خضتها، رغم أنني بريئ باعتراف أمن الدولة السعودي من التهم التي وجهت ضدي".
كما أكد أن له "الحق بتعويض مالي وتعويض ضرر نفسي ومعنوي" خاصةً أنه خسر عمله، بالإضافة إلى مبلغ كبير من المال بسبب الاعتقال.
اقرا أيضاً: حقوق الإنسان في السعودية: اعتقال وتعذيب وملاحقات وعدم استجابة للمناشدات الدولية
بدوره، قال نجل علي مزيد، الدكتور أحمد مزيد، أنه "بعد ساعات من اختفاء والدنا، الذي كان يتصل عدة مرات خلال اليوم، ظننا أن يكون قد أصيب بعارض صحي. بعدها حاولنا التواصل مع أشخاص على معرفة به، فقيل لنا أن سيارته موجودة لكن لا أحد في المنزل".
وأضاف: "بعدها قال لنا حارس المبنى أن هناك أشخاص أخذوه من المنزل، وربما هم من الأمن، وبعد تفقد كاميرات المنزل من بعض معارفنا هناك، وجدنا أن هناك أكثر من 5 أشخاص بلباس مدني أخذوه من المنزل، ولم يتصل بنا والدنا منذ ذلك الحين إلى قبل الافراج عنه بأسبوع".
وأكد أحمد مزيد أنه تم إبلاغ الجهات الرسمية اللبنانية، والسفارة السعودية في بيروت، والسفارة اللبنانية في السعودية بقضية والدنا، "لكن لم يستجب أحداً ولم يقم أحد من هذه الجهات بالقيام بأي خطوات ملموسة، أو يعطينا معلومات عنه".
وبعدها بفترة "أفادتنا الإنتربول بأنه موقوف بتهمة أمنية لدى أمن الدولة السعودي"، يقول أحمد.
كذلك، أكد أن "رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ووزارة الخارجية على علمٍ بالقضية، لكنهما لم يقوما بأي خطوات ملموسة، في حين قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن لا علاقة له بالموضوع".
وتابع أحمد: "في ظل تقاعس الدولة اللبنانية من أداء مسؤوليتها تجاه والدنا، قمنا بجهد شخصي عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال الصوت، ولنشر خبر اعتقال والدنا بالسعودية، وقمنا بالتواصل مع جميعات حقوقية ومنظمة حقوق الإنسان، ومنظمة العفو الدولية، والمنظمة الأوروبية السعودية، ومنظمات أخرى في جنيف، لكن لم نصل إلى أي شيء ملومس في القضية".
وقال أحمد: "الدولة اللبنانية لم تتدخل، ولم تقم بالحد الأدنى من الواجبات والمسؤولية تجاه مواطنيها"، معقباً: "قلة قليلة من مسؤولي الدولة حاولوا القيام بمحاولات شخصية". ولفت إلى أن "مدير عام الأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم هو الوحيد الذي حاول المساعدة وتابع القضية".
وتحدث أحمد، كطبيب ومضطلع على تقارير والده الصحية، وقال إن "مرض السكري تفاقم لدى والدي أثناء اعتقاله، وكنا قد نبهنا لهذا الأمر عبر مؤتمر صحفي. والدي كان بحاجة إلى متابعة فحوصاته لمعرفة مدى تطور مرض السرطان لديه".
وأضاف: "مرض السكري وجلوسه لمدة طويلة في السجن المنفرد أدّى إلى إصابته بالماء الزرقاء والسوداء بالعين، وأصيب أيضاً بأمراض أخرى نتيجة ظروف السجن السيئة. كما أنه فقد الكثير من الوزن نتيجة سوء التغذية".
وأشار أحمد إلى أن والده وصل بظروفٍ سيئة إلى بيروت، من دون ثيابه ومن دون أغراضه، وقد ألبسوه العبائة الخليجية من دون مراعاة برودة الطقس في لبنان حالياً".
وأشار أحمد إلى أن وصوله إلى مطار بيروت كان دون علم أحد من العائلة". وأكد أن "الاعتقال أثر بالفعل على صحة والده الجسدية والنفسية على حد سواء، كما أن اعتقاله كان صعباً علينا خاصة أنه اعتقل لأكثر من سنة ونصف من دون أن يسمح له بالاتصال بنا والاطمئنان عليه".
ويبلغ عدد الموقوفين اللبنانيين في السعودية 25 شخصاً يُحتجز معظمهم على ذمة قضايا "أمنية"، بحسب مصادر صحيفة الأخبار.