"طالبان" تعتزم إقامة نظام مركزي في أفغانستان

بعد سيطرتها على معظم أفغانستان، القائد الميداني لـ"شبكة حقاني" يعلن مبايعة أحمد مسعود لـ"طالبان"، والمتحدث السياسي باسم الحركة يعلن أن الأخيرة تريد إقامة نظام مركزي يحترم حكم القانون في أفغانستان.

  • المتحدث السياسي باسم
    المتحدث السياسي باسم "طالبان" محمد نعيم خلال اجتماعه مع أعضاء من الحركة مع شخصيات سياسية أفغانية

قال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة "طالبان" محمد نعيم إن "الحركة تريد إقامة نظام مركزي يحترم حكم القانون".

وأضاف نعيم في تغريدة له عبر موقع "توتير" أن "وفداً من المكتب السياسي لإمارة أفغانستان الإسلامية التقى عدداً من الشخصيات السياسية في كابول"، لافتاً إلى أن "وفد الإمارة طمأن الشخصيات السياسية على أمنها وحفظ سلامتها".

وأعلن القائد الميداني لـ"شبكة حقاني" في أفغانستان خليل الرحمن حقاني مبايعة أحمد مسعود للإمارة الإسلامية، وذلك بعد مباحثات جرت بين الطرفين.

ومسعود هو نجل أحمد شاه مسعود الذي قاد التحالف الشمالي ضد الاتحاد السوفياتي، وضد "طالبان" في تسعينيات القرن الماضي، أعلن مبايعته للإمارة الإسلامية التي تتزعمها "طالبان".

وتأتي مبايعة مسعود لـ"طالبان"، بالتزامن مع الجهود التي تبذلها الحركة لتشكيل حكومة جديدة في البلاد، وبعد ساعات من وصول الرجل الثاني في الحركة، الملا عبد الغني برادر، إلى كابول، من أجل إجراء محادثات مع قياديين في الحركة وسياسيين آخرين بشأن تشكيل حكومة جديدة.

السفير الروسي: "طالبان" ترغب في التوصل إلى اتفاق سياسي 

هذا، وقال السفير الروسي في أفغانستان ديمتري جيرنوف إن "حركة طالبان طلبت من الدبلوماسيين الروس إبلاغ المقاومة ضد الحركة في ولاية بنجشير رغبة طالبان في التوصل إلى اتفاق سياسي معها".

وأكد جيرنوف أنه التقى مسؤولين رفيعي المستوى في "طالبان"، مشيراً إلى أنهم "طلبوا منه توسط الدبلوماسيين الروس لإبلاغ قوات المقاومة في بنجشير أن الحركة تريد تجنب إراقة الدماء".

وكان مسؤول في "طالبان" قال إنّ الحركة ستعلن إمارة أفغانستان الإسلامية من القصر الرئاسي في العاصمة كابول.

ويذكر أن "طالبان" بدأت، منذ أيار/مايو الماضي، توسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأميركية.

بوريل: التدابير الأميركية المشددة في مطار كابول تمنع إجلاء الأفغانيين

وفي السياق، يشهد مطار كابول حالة من الفوضى، فيما يحاول الآلاف مغادرة البلاد، حيث ينتظرون أمام بوابة مطار حامد كرزاي الدولي في العاصمة كابول، ويتجاوزون الحواجز لدخول المطار للمغادرة.

وكان مسؤولون في حلف شمال الأطلسي "الناتو" و"طالبان" قد أعلنوا مقتل 12 شخصاً على الأقل في المطار والمنطقة المحيطة به منذ يوم الأحد الماضي.

وإزاء هذه التطورات، قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه "من المستحيل بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلفائها إجلاء عشرات الآلاف من الأفغان وعائلاتهم في نهاية هذا الشهر". 

وأضاف بوريل أن المشكلة هي "الوصول إلى المطار، ولا سيما أن إجراءات المراقبة والأمن التي يفرضها الأميركيون مشددة جداً"، مؤكداً أن هذه التدابير "تعرقل مرور موظفي الاتحاد الأوروبي".

بدورها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن "الاتحاد الأوروبي لم يعترف بحركة طالبان، ولا يجري محادثات سياسية معها".

وأضافت أنها "ستقترح زيادة المساعدات الإنسانية التي خصصتها المفوضية لأفغانستان"، مؤكدة أن "الأموال مرهونة باحترام حقوق الإنسان واحترام حقوق النساء".

مع بدء الولايات المتحدة تطبيق خطة الانسحاب من أفغانستان، بدأت حركة "طالبان" تسيطر على كل المناطق الأفغانية، وتوجت ذلك بدخولها العاصمة كابول، واستقالة الرئيس أشرف غني ومغادرته البلاد. هذه الأحداث يتوقع أن يكون لها تداعيات كبيرة دولياً وإقليمياً.

اخترنا لك