شويغو يلتقي نظيره الكوبي: العلاقات بين موسكو وهافانا تتطور بوتيرة عالية
وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، يُجري مباحثات في موسكو مع نظيره الكوبي، لوبيز مييرا، تناولت العلاقات الثنائية، وتم التشديد على عدوانية واشنطن تجاه بلديهما.
أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، اليوم الثلاثاء، خلال محادثات في موسكو مع نظيره الكوبي، لوبيز مييرا، أن كوبا كانت ولا تزال أهم حليف لروسيا في منطقة البحر الكاريبي، مضيفاً أنّ "الأصدقاء الكوبيين أكّدوا موقفهم تجاه بلدنا، بما في ذلك إظهار فهم كامل لأسباب بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا".
وأشار وزير الدفاع الروسي إلى أن "العلاقات الروسية - الكوبية آخذة في التطور، وتم تحقيق وتيرة عالية من تطور الحوار السياسي بين البلدين".
وأضاف أنّ "تشكيل وفدكم الكبير يشهد على استعداد الجانب الكوبي لمناقشة مجموعة واسعة من القضايا في المجالين العسكري والتقني، وأقترح اليوم مناقشة جميع مشاريع التعاون القائمة والواعدة في المجال العسكري بالتفصيل".
وأوضح أنّه "في الوقت الذي تنفذ الولايات المتحدة، منذ عقود، حصاراً غير قانوني وغير شرعي ضد كوبا، تجارياً واقتصادياً، نحن مستعدون لمساعدة جزيرة الحرية، ومساندة أصدقائنا الكوبيين".
⚡️ El ministro de Defensa ruso, Serguéi Shoigú, recibe en Moscú a su homólogo cubano, Álvaro López Miera pic.twitter.com/9fKygE00uY
— El Necio (@ElNecio_Cuba) June 27, 2023
وزير الدفاع الكوبي: عدوانية واشنطن هي سبب الصراع في أوكرانيا
بدوره، صرح وزير الدفاع الكوبي، لوبيز مييرا، أنّ "أصول الصراع العسكري اليوم في أوكرانيا تكمن في السياسة العدوانية للولايات المتحدة".
وقال مييرا إنّ "رغبة الولايات المتحدة في مواصلة توسيع الناتو إلى حدود روسيا أدت إلى عواقب، وأجبرت روسيا على شن عملية عسكرية خاصة. وفي هذا السياق، تؤدّي روسيا دوراً رائداً في مكافحة الفاشية، التي يحاولون نشرها في أوروبا اليوم".
وأشار إلى أن "هافانا تعارض العقوبات أحادية الجانب ضد روسيا، والتي تتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة"، مضيفاً أنّ "الولايات المتحدة غزت مع حلفائها مراراً دولاً ذات سيادة، سعياً وراء مصالحهم".
وأكّد مييرا أنّ "كوبا تعارض سياسة النفاق والمعايير المزدوجة هذه. وسيطالب التاريخ بتحميل الولايات المتحدة المسؤولية عن عواقبها العدوانية وعقيدتها العسكرية خارج حدود الناتو، والتي تهدد السلام والأمن والاستقرار الدوليَين".
التعاون بين البلدين يتطور
وكان ممثلون عن نحو 50 شركة روسية زاروا كوبا الشهر الفائت، بحثاً عن فرص تجارية واستثمارية في الجزيرة، في مؤشر إضافي على مساعي التقارب بين موسكو وهافانا، وذلك خلال افتتاح المنتدى الاقتصادي الكوبي الروسي للأعمال، والذي ضمّ 52 شركة روسية و106 شركات كوبية، وتخلله اجتماع للجنة الشركات الكوبية الروسية، بمشاركة نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري تشيرنيشنكو.
وفي نيسان/أبريل الماضي، استقبل الجنرال راؤول كاسترو والسكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي، ورئيس الجمهورية، ميغيل دياز كانيل بيرموديز، وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي قام بزيارة للجزيرة، ضمن جولة قام بها في أميركا اللاتينية.
ووصل حجم المبادلات الاقتصادية بين كوبا وروسيا عام 2022 إلى 450 مليون دولار، بزيادة ثلاثة أضعاف عما كان عليه عام 2021، بحسب الممثل التجاري الروسي الجديد في كوبا، سيرغي بالدين، الذي تولى مهماته للتو في الجزيرة الشيوعية.
وأوضح بالدين أنّ مبيعات النفط وزيت الصويا شكّلت 90% من هذه المبادلات التجارية. وكان لافروف كشف، في مؤتمر صحافي خلال زيارته كوبا، أنه منذ الزيارة التي أجراها دياز كانيل لروسيا في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 "تمّ إحراز تقدّم كبير، وخصوصاً على صعيد إمداد كوبا بالوقود والأغذية".
وفي شباط/فبراير الماضي، أرسلت روسيا إلى كوبا 25 ألف طن من القمح من دون مقابل، بينما تصدّر كوبا إلى روسيا الروم والبن والتبغ.
وبحسب الكرملين، ساهمت زيارة الرئيس الكوبي، ميغيل دياز-كانيل، لموسكو، في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، في "إتاحة احتمالات كبرى للشركات الروسية، من أجل تطوير مشاريع مشتركة".
وأعلنت روسيا وكوبا، في نهاية عام 2022، عزمهما على تعزيز "الشراكة الاستراتيجية" بينهما، في ظل "الإرادة المشتركة بشأن تعميق الحوار السياسي والروابط الاقتصادية والتجارية والمالية وروابط التعاون".
وسبق أن أكّد بوتين أنّ "روسيا عارضت دائماً مختلف أنواع القيود والحظر والحصار على كوبا"، مشيراً إلى أنّ "هافانا تتخذ الموقف نفسه تجاه موسكو".
وأشار دياز كانيل إلى أنّ كوبا تعيش، مثل روسيا، في ظل قيود اقتصادية خارجية، لافتاً إلى أنّ الولايات المتحدة فرضت، خلال الأعوام القليلة الماضية، أكثر من 200 عقوبة على البلاد.
يشار إلى أن الولايات المتحدة رفعت بعض العقوبات عن كوبا، في 17 أيار/مايو 2022، ورحّبت هافانا بالخطوة، ووصفتها بـ"خطوة محدودة في الاتجاه الصحيح".