سلطة الهجرة الأميركية للإسرائيليين: هل ارتكبتم جرائم حرب؟
بعيد طوفان الأقصى، يتعرض الإسرائيليون لمضايقات في ما يتعلق بحصولهم على تأشيرة للدخول إلى الولايات المتحدة، وسط تأثير ارتكابهم جرائم حرب.
تحدّثت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الخميس، عن عرقلة طلبات الإسرائيليين من أجل الحصول على "الغرين كارد"، بسبب تحقيق معمّق بشأن خدمتهم العسكرية.
ونقلت الصحيفة عن مدير كبير في شركة للتكنولوجيا الفائقة في وادي السيليكون في الولايات المتحدة، يوفال، قوله إنّه تلقى رسالةً الأسبوع الماضي من سلطة الهجرة الأميركية، وافترض أنّها رسالة تعلن أنّ طلبه قد تمّت الموافقة عليه، وأنّ "الغرين كارد" أصدر وأرسل إليه، لأنّه كان قد أكمل جميع مراحل العملية.
ومع ذلك، وفقاً له، فإنّ محتوى الرسالة كان مفاجئاً: "في نموذج طلبك، ذكرت أنّك خدمت في الجيش الإسرائيلي بين الأعوام 2005 و2008. يجب أن تزوّدونا بمزيد من المعلومات بشأن خدمتكم العسكرية حتى نتمكن من اتخاذ قرارٍ نهائي بشأن طلبكم".
وتابعت الرسالة: "يجب عليك تقديم إفادة خطية تحت القسم تصف خدمتك العسكرية. وفي إطار هذه الإفادة، يجب إجابة الأسئلة التالية:
هل شاركت كمقاتل في المعارك أثناء خدمتك العسكرية؟ إذا كان الأمر كذلك، يرجى وصف نشاطك/دورك في هذه المعارك.
هل قمت بقيادة جنود في الجيش؟ إذا كان الأمر كذلك، فيجب توضيح جوانب مسؤولياتك تجاه مرؤوسيك.
هل سبق لك أن قمت بحراسة (أو أمرت آخرين بحراسة) معتقلين أو موقوفين في أثناء خدمتك العسكرية؟ إذا كان الأمر كذلك، صِف كيف أدّيت وظيفتك.
هل خضعت لتدريب على تشغيل أسلحة أو متفجرات في أثناء خدمتك العسكرية؟ إذا كان الأمر كذلك، حدّد أنواع الأسلحة أو المتفجرات التي تمّ تدريبك عليها.
هل سبق لك أن استخدمت أسلحة أو متفجرات؟ إذا كان الأمر كذلك: ما الأسلحة أو المتفجرات التي استخدمتها؟ كيف؟ وكم مرة استخدمتها".
وبحسب "يديعوت أحرونوت"، إذا لم يقدّم يوفال الإفادة الخطية المشفوعة بيمين مع إجابات تُرضي سلطة الهجرة في غضون 87 يوماً، "فسيواجه الترحيل" من الولايات المتحدة.
وأشارت إلى أنّ الحاجة إلى إعطاء السلطات الأميركية تفاصيل بشأن الخدمة العسكرية ليست جديدة، إذ تظهر الأسئلة العامة بشأن الخدمة العسكرية في نماذج الطلبات القياسية للتأشيرات السياحية والطلابية والعمل وغيرها، وتنطبق على مواطني جميع البلدان.
لكن، وبحسب يوفال، فإنّ الأسئلة الجديدة تبدو كأنها "نُسخت من مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي".
"مُقلقة للغاية"
إلى جانب ذلك، نقلت الصحيفة عن رئيس قسم إعادة التموضع في مناطق غولدفارب وغروس وسيليغمان السكنية، المحامي ليام شفارتس، قوله إنّ سلطة الهجرة الأميركية تطبّق الآن سياسة جديدة على الإسرائيليين، يجي بموجبها استجوابهم بشأن خدمتهم العسكرية في الحاضر والماضي: "التحقيق الذي يسعى للحصول على تفسيرات بشأن كيف ومتى ولماذا استخدمت الأسلحة و/أو المتفجرات ضد شخص آخر يهدف إلى فهم ما إذا كنت قد ارتكبت جرائم حرب".
أما السؤال المتعلق بحراسة معتقلين، فإنّه يهدف إلى "القبض" على العسكريين وعناصر شرطة حرس الحدود الذين شاركوا في اعتقالات في الضفة الغربية. ويجوز أيضاً للسلطات أن تستخدم طلب الحصول على معلومات بشأن المشاركة النشطة كمقاتل في القتال لصياغة موقفها في ما يتعلق بالأفعال التي تُعرّف بأنّها إبادة جماعية".
وأضاف شفارتس أنّ سلطة الهجرة الأميركية "تتمتع بسلطة منح التصاريح للمواطنين الأجانب، سواء كانوا موظفين أو طلاباً أو أزواج أميركيين"، واصفاً السياسة الجديدة لسلطة الهجرة بأنّها "مُقلقة للغاية".
ولفت إلى أنّ تأثير هذه السياسة على الإسرائيليين "سيكون واسعاً في مجالات مثل نقل العمل ودراسات الشهادات الأكاديمية ولمّ شمل الأسرة".
"غير لطيفة"
"يديعوت أحرونوت" قالت إنّ الإسرائيليين الذين يتقدمون للحصول على تأشيرات في السفارات الأميركية خارج "إسرائيل" قد يتعرضون لتجربة "غير لطيفة".
ونقلت الصحيفة عن رويتل، التي سافرت إلى أوروبا في شباط/فبراير بعد 4 أشهر من الخدمة الاحتياطية، وقررت مواصلة رحلتها إلى الولايات المتحدة، أنّها تقدمت بطلب للحصول على تأشيرة سياحية في قنصلية أميركية.
وقالت رويتل: "كنت في مقابلة استمرت أكثر من نصف ساعة، وجميع الأسئلة كانت متعلقة بخدمتي القتالية. كان مُجري المقابلة فضولياً جداً بشأن تدريبي ومهاراتي في مجال الأسلحة والمتفجرات، وأراد أن يعرف تفاصيل عن الاحتياط في غزة".
وأضافت: "في النهاية، غادر الرجل مدة 10 دقائق تقريباً، ورأيته يتحدث إلى شخص آخر. عاد وأعطاني جواز سفري، وقال: أنت غير مؤهلة للحصول على تأشيرة اليوم، وأغلق ستارة النافذة".
وفي الآونة الأخيرة، وفقاً للصحيفة، فإنّ الإسرائيليين الذين يصلون إلى مسؤولي الجمارك عند دخولهم إلى الولايات المتحدة قد يخضعون لفحوصات استثنائية.
ونقلت عن نائب رئيس التسويق لشركة عقارية في أميركا الشمالية، عوفر، وهو يعرّف نفسه بأنّه "شخص يعيش على الخط بين تل أبيب والولايات المتحدة"، قوله إنّه قبل أسبوعين، وعند وصوله إلى مطار لوس أنجلس، طُلب منه بشكلٍ غير متوقع الذهاب إلى الغرفة المجاورة لمزيد من الاستجواب بعد تقديم جواز سفره الإسرائيلي.
قال عوفر: "فتحوا حاسوبي المحمول. وجدوا حساب Google Chrome للحصول على اسم وحدتي واتصلوا بمترجمة. لم يكن هناك شيء سري هناك - مجرد مراسلات بشأن معاملة الوحدة للأشخاص الذين تمّ إجلاؤهم من عدة مستوطنات. فقط كان هناك الكثير من هذه المراسلات. جلست مدة 4 ساعات حتى قرروا أنّ بإمكاني التقاط أغراضي والمغادرة".
في غضون ذلك، "فاتتني رحلة المتابعة، وانتظرت 6 ساعات أخرى حتى الرحلة التالية. أسافر كثيراً إلى الولايات المتحدة، ولم أتعرض أبداً لتنمر مثل هذا كإسرائيلي".