سفير واشنطن السابق: الانقسام الإسرائيلي يحرف الأنظار عن عاصفة إقليمية
السفير الأميركي السابق لدى كيان الاحتلال، مارتن إنديك، يقول إنّ الانقسامات الداخلية الإسرائيلية تؤدي إلى حرف الأنظار عن التحديات الرئيسية التي يواجهها الاحتلال والتي ستكون، في حال حصلت، عاصفة حقيقية لن تجد الحكومة الحالية مجالاً واسعاً للتعامل معها.
نشر موقع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية مقالاً للسفير الأميركي السابق لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي، مارتن إنديك، يتحدث فيه عن انشغال صناع السياسة الإسرائيليين بالتوترات الداخلية، وأنهم لا يملكون سوى القليل من المجال للتعامل مع الأزمات الخارجية الوشيكة، والتي تهدد "إسرائيل" بشكل جدي.
وذكر السفير الأميركي السابق، في مقال بعنوان "الانقسامات الإسرائيلية تشتت انتباهها عن العاصفة الإقليمية"، أنه "مع ارتفاع المخاطر، يأمل أصدقاء إسرائيل في نجاح وساطة هرتسوغ، إذ أنّ أعداءها سوف يستمتعون بالفشل".
واعتبر إنديك أنه "في الوقت الحالي، انتهت الأزمة في إسرائيل، إذ أوقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو جهود حكومته للحد من استقلال المحكمة العليا عندما بدا أن البلاد على وشك الانزلاق إلى الهاوية".
وأضاف بأنّ "الرئيس إسحاق هرتسوغ سيترأس الآن جهداً مدّته شهراً واحداً للتوصل إلى حلّ وسط بين الأطراف، وسيراقب أعداءُ إسرائيل وأصدقاؤها، ويتساءلون عمّا إذا كانت هذه القوة الإقليمية الهائلة قد استسلمت لنفس الانقسامات الداخلية التي أسقطت الكثير من جيرانها".
لكنه لفت إلى أنّه "قبل شهر واحد فقط من عودة الكنيست إلى الانعقاد، لا يوجد وقت كافٍ للمصالحة، وخاصة إذا شعر الطرفان بأن لديهم المزيد من المكاسب من خلال رفض المساومة"، مشيراً إلى أنه "من المحتمل أن ينخرط سياسيو الاحتلال في لعبة مناورة للتأكد من أنه عندما تتوقف الساعة، سيتمّ إلقاء اللوم على الجانب الآخر".
اقرأ أيضاً: خشية لدى قضاء الاحتلال: تأجيل تشريع التعديلات مناورة لكسب الوقت
عاصفة خارجية تهدد "إسرائيل"
وأكّد السفير الأميركي أنّ "الأزمات الخارجية تهدد بخلق عاصفة كاملة بالنسبة لإسرائيل، ففي الضفة الغربية والقدس المحتلة، يتدهور الوضع، وهناك عدة عوامل تغذي احتمالية حدوث انفجار".
وتابع بأنّ "السلطة الفلسطينية تنهار، والمقاتلون الشباب الذين لديهم قدرة على الوصول إلى الأسلحة يهاجمون الإسرائيليين، كما أن وزراء الحكومة الإسرائيلية المتطرفون يحرضون شباب المستوطنين".
واعتبر إنديك أنّ "آخر ما يحتاجه نتنياهو الآن هو انفجار العنف، لكن يبدو أن شركاءه في الائتلاف مصممون على اتباع نهج معاكس، وهذا السلوك يقوّض أيضاً العلاقات مع الأردن المجاور، ويقوّض تقدماً في اتفاقات التطبيع العربية".
إيران والمشهد الإسرائيلي
وذكّر السفير السابق بأنّ "الإمارات تحذّر علناً من التبعات السلبية للصراع مع الفلسطينيين، وفي غضون ذلك، ينشغل السعوديون في المصالحة مع عدو إسرائيل الأول، إيران".
وبالنسبة لإيران، فهي تواصل مسيرتها نحو العتبة النووية، بالنسبة للدبلوماسي الأميركي، الذي يؤكد أنّ "النظام الإيراني أقام تحالفات استراتيجية مع روسيا والصين، ويستعد الآن لتلقي أسلحة وتكنولوجيا روسية متقدمة".
واعتبر السفير في مقاله أنّ "إيران تعلم أن الولايات المتحدة منشغلة في مكان آخر، وغير مهتمة بحرب جديدة في الشرق الأوسط، ويمكن لإيران أن تستنتج من أزمة إسرائيل الداخلية أنها لم تعد بحاجة إلى الخوف من عملها العسكري أيضاً".
وكلّ هذا ينذر بالخطر لإدارة الرئيس جو بايدن، التي تعتمد على "إسرائيل" للمساعدة في الحفاظ على الاستقرار في منطقة مضطربة، يزعم إنديك.
ويضيف أنه "لا يقتصر الأمر على تآكل هذا الدور بسبب الانقسامات الداخلية، ولكن أزمة إعادة الهيكلة القضائية، وكذلك خطط حكومة نتنياهو الطموحة لإعادة النشاط الاستيطاني، تخلق احتكاكاً مع واشنطن".
ويختم مقاله مذكراً بأنه "تم استدعاء سفير نتنياهو إلى وزارة الخارجية الأميركية لتوبيخه، كما لم يتمّ تحديد موعد بعد لزيارة رئيس الوزراء المعتادة لواشنطن، بعد أن تدخل بايدن مرتين على انفراد لإقناعه بالتراجع عن تشريعاته القضائية".
وقال بأنّ "الولايات المتحدة تعمل أيضاً مع إسرائيل ومصر والأردن، لمحاولة السيطرة على الوضع في الأراضي الفلسطينية، وقد تدربت قواتها المسلحة مؤخراً بشكل مشترك مع سلاح الجو الإسرائيلي، في عرض يُراد ملاحظته في طهران، لكن هذه الوسائل ستبدو غير كافية إذا تدهورت الأوضاع الداخلية والخارجية في إسرائيل بشكل أكبر".