زعماء أفغان يعتزمون إنشاء جبهة جديدة للتفاوض مع "طالبان"

بعد سيطرة "طالبان" على أفغانستان، وبالتزامن مع استمرار عمليات إجلاء القوات الأجنبية والغربية، قيادي أفغاني يقول إن "زعماء أفغان مخضرمين يتجهون إلى إجراء محادثات مع طالبان".

  • زعماء أفغان يتوجهون لإجراء مباحثات مع
    زعماء أفغان يتوجهون لإجراء مباحثات مع "طالبان" لتشكيل الحكومة المقبلة

قال قيادي أفغاني إن عدداً من الزعماء الأفغان المخضرمين، من بينهم إثنان من قيادات الأقاليم، يتجهون إلى إجراء محادثات مع حركة "طالبان"، والاجتماع معهم في غضون أسابيع، لتشكيل جبهة جديدة، لإجراء مفاوضات حول حكومة أفغانستان المقبلة.

وقال خالد نور، نجل عطا محمد نور، الذي كان يوماً ما حاكماً قوياً لإقليم بلخ الشمالي، في حديث لوكالة "رويترز" إن المجموعة تشمل الزعيم الأوزبكي المخضرم عبد الرشيد دوستم، وآخرين، "يعارضون سيطرة طالبان على البلاد".

وأضاف نور في مقابلة من مكان لم يُكشف عنه أنه "نفضل التفاوض الجماعي لأن أيّاً منا لن يستطيع حل مشكلة أفغانستان بمفرده".

وشدد على أنه "من المهم مشاركة الجماعة السياسية كلها في البلاد، خاصة الزعماء التقليديين وذوي النفوذ والدعم الشعبي".

ورغم الالتزام بالمفاوضات، إلا أن نور رأى أن "هناك احتمالاً كبيراً أن تفشل المفاوضات". 

وشدد نور الذي كان أصغر عضو في فريق الحكومة السابق الذي أجرى محادثات مع "طالبان" في قطر على أن "الاستسلام غير مطروح بالنسبة لنا"، لافتاً إلى أن "طالبان لا تستطيع الصمود في وجه مقاومة شعبية".

بدوره، قال أحمد والي مسعود قائد آخر معقل مقاومة كبير في أفغانستان لـ"طالبان" وشقيق أحمد شاه مسعود، الأسبوع الماضي، إنه يأمل في أن "تؤدي المحادثات مع الحركة إلى حكومة لجميع الأطراف، وأن قواته مستعدة للقتال إذا لم يتحقق ذلك".

وكان مسعود قال في وقت سابق إن المقاومة "تتوسع بشكل كبير" في أفغانستان ضد الحركة "المعزولة عن بقية السكان بسبب ايديولوجيتها المحافظة وبعدها عن الحداثة"، وفق تعبيره.

وفرّ عطا نور ودوستم، القائدان المخضرمان في الصراع على مدى أربعة عقود، من البلاد عند سقوط مدينة مزار الشريف الشمالية في أيدي "طالبان" من دون قتال.

وانهارت الحكومة والجيش المدعومان من الولايات المتحدة في باقي أنحاء أفغانستان، بعدما سيطرت "طالبان" على العاصمة كابول في 15 آب/أغسطس.

وعلى عكس فترة حكمها السابق قبل عام 2001، سعت "طالبان" التي يغلب "البشتون" على مقاتليها إلى الحصول على دعم "الطاجيك" و"الأوزبك"، وأقليات أخرى، مع استعدادها لشنّ هجومها الشهر الماضي.

وكان  مسؤول في حركة "طالبان" قال لـ"رويترز"، في وقت سابق، إن "الحركة ستكون مسؤولة عن أفعالها وستُحقّق في تقارير عن قيام أعضاء بالحركة بارتكاب أعمال انتقامية وفظائع".

وأضاف المسؤول، أن "الحركة تخطط لإعداد نموذج جديد لحكم أفغانستان خلال الأسابيع القليلة المقبلة"، لافتاً إلى أن "الإطار الجديد لحكم البلاد لن يكون ديمقراطياً بالتعريف الغربي، لكنه سيحمي حقوق الجميع".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أكد في وقت سابق استعداده للحديث مع قادة "طالبان"، وأمل بتشكيل حكومة شاملة في كابول.

مع بدء الولايات المتحدة تطبيق خطة الانسحاب من أفغانستان، بدأت حركة "طالبان" تسيطر على كل المناطق الأفغانية، وتوجت ذلك بدخولها العاصمة كابول، واستقالة الرئيس أشرف غني ومغادرته البلاد. هذه الأحداث يتوقع أن يكون لها تداعيات كبيرة دولياً وإقليمياً.

اخترنا لك