روسيا رداً على ماكرون: علاقتنا الودّية مع الصين تؤرق باريس
نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو يقول إنّ "الغرب يخاف من تشكيل نظام متعدد الأقطاب حقيقي".
صرّح نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو بأنّ تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن هزيمة روسيا هو محاولات للتمني.
وقال غروشكو: "اعتدنا منذ فترة طويلة على التصريحات المتكررة لقيادة فرنسا، وكذلك دول أخرى من تكتل التجمع الغربي، عن الانتصار الوشيك والحتمي لنظام كييف، وعن الاقتصاد الروسي الذي انهار عملياً في ظل عبء العقوبات، وعن العزلة الدولية المزعومة لروسيا".
وأضاف: "أصبح من الواضح أن النخب السياسية في الدول الأوروبية انتقلت تحت ضغط الواقع من تلقين الدعاية لمواطنيها إلى إقناع نفسهم بصحة مسار المواجهة لتدميرهم أسس الأمن الإقليمي والدولي".
وأوضح غروشكو أنّ "استمرار الضخ المتهور للأسلحة من قبل نظام كييف الفاشي هو الطريقة الوحيدة لإعفاء أنفسهم من المسؤولية عن الأزمة التي أغرقوا فيها العديد من البلدان والمناطق بسياستهم الطائشة".
في هذا السياق، قال: "نتفهم كلام الرئيس الفرنسي عن علاقات روسيا مع الصين. من الواضح أن التعزيز التدريجي للعلاقات الودية التي أثبتت جدواها والاكتفاء الذاتي وغير الانتهازي للشراكة الإستراتيجية بين بلدينا باتا يؤرقان باريس. كما لا يمكنهم التخلي عن محاولاتهم التفريق بين الأصدقاء القدامى بأي وسيلة، وتأليب بعض البلدان ضد البعض الآخر، وتكبيل أذرع دول جنوب وشرق العالم حتى ينسوا مصالحهم الوطنية لمصلحة الطموحات الجيوسياسية لسادة العالم السابقين".
وقال غروشكو إنّ "الغرب يخاف عموماً من تشكيل نظام متعدد الأقطاب حقيقي للعلاقات الدولية يحدث أمام أعيننا مع عدد من المراكز المستقلة، بما في ذلك روسيا والصين".
وأضاف: "من هنا كانت المحاولات بكل الوسائل لإيقاف أو أقله كبح هذه العملية (النظام المتعدد). ومع ذلك، في الصورة الناشئة للعالم، سيتعين على ماكرون، مثل غيره من قادة الغرب، أن يتصالح مع واقع العلاقات القوية والمتساوية والاحترام المتبادل بين موسكو وبكين".
يشار إلى أنّ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وعد منذ أسابيع ببذل قصارى جهده لمنع توسع الصراع في أوكرانيا.
وقال ماكرون لصحيفة "لو باريزيان" إنّ "مهمتنا هي مساعدة أوكرانيا على البقاء بكلّ قوتها، ومنع روسيا من الانتصار، ومنع توسع هذا الصراع، وسنفعل كلّ شيء حتى لا تتسع هذه الحرب".
وخلال الحرب، سعت فرنسا لتزويد أوكرانيا بالسلاح والذخيرة رغم دخول البلاد "اقتصاد الحرب"، وآخر هذه المساعدات كان أمس الاثنين، حين أعلنت باريس تقديم عشرات المركبات المدرعة والدبابات الخفيفة للجيش الأوكراني، إلى جانب تدريب الجنود على استخدامها، وذلك بعد مأدبة عشاء جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في قصر الإليزيه.