روسيا تعرقل اعتماد نص في الأمم المتحدة بشأن نزع السلاح النووي بسبب التسييس
موسكو ترفض إعلاناً مشتركاً فى ختام مؤتمر معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، بسبب فقرات "سياسية مسيئة".
قال أندريه بيلوسوف، نائب رئيس وفد روسيا إلى مؤتمر "معاهدة عدم الانتشار النووي"، إنّ "التصريحات الكاذبة والمسيّسة لبعض الوفود بشأن أوكرانيا منعت التوصل إلى توافق بشأن البيان الختامي للمؤتمر".
وأضاف بيلوسوف أنّ "بعض الوفود إلى الفعالية المذكورة، جاءت بهدف تحقيق مآرب سياسية محددة بأي ثمنٍ كان".
ورأى أنّ المؤتمر "أصبح رهينةً سياسية لأولئك الذين سمّموا النقاشات لمدة 4 أسابيع ببياناتهم المسيّسة والمتحيزة والكاذبة بشأن أوكرانيا"، مشيراً إلى أنّ "هؤلاء بذلوا كل الجهود الممكنة لمنع المؤتمر من العمل بشكل بنّاء وفعّال".
وعرقلت روسيا، أمس الجمعة، تبنّي إعلان مشترك في ختام مؤتمر الأمم المتحدة للنظر في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، الذي استمر 4 أسابيع، منددة بالمصطلحات السياسية.
واجتمعت 191 دولة موقعة على المعاهدة الهادفة إلى "تعزيز نزع السلاح، والتعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية"، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك منذ الأول من آب/أغسطس الجاري.
ورغم شهر من المفاوضات، وجلسة أخيرة جرى تأجيلها لعدة ساعات، أمس الجمعة، فإنّ "المؤتمر لم يكن في وضع يسمح له بالتوصل إلى اتفاق"، وفق ما أعلن رئيس المؤتمر الأرجنتيني غوستافو زلاوفينين، بعد تدخل روسيا. إذ تُتخذ القرارات بتوافق الآراء.
واستنكر الممثل الروسي، إيغور فيشنفيتسكي، عدم وجود "توازن" في مشروع النص النهائي المكون من أكثر من 30 صفحة.
وقال فيشنفيتسكي: "لدى وفدنا اعتراض رئيسي على فقرات معينة سياسية مسيئة"، مشيراً إلى أنّ "روسيا ليست الدولة الوحيدة التي لديها اعتراضات على النص بشكل عام".
وقالت بياتريس فين، مديرة منظمة "الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية" (آيكان)، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، إنّ "ما هو إشكالي حقاً هو أنه مع النص أو بدونه، هذا لا يؤدي إلى خفض مستوى التهديد النووي في الوقت الحالي".
وأضافت فين أنّ "مسودة النص كانت ضعيفة جداً ومنفصلة عن الواقع"، مشيرةً إلى "عدم وجود التزامات ملموسة بنزع السلاح".
كذلك، أشارت مصادر قريبة من المفاوضات إلى أنّ "روسيا عارضت بشكل خاص الفقرات المتعلقة بمحطة زاباروجيا للطاقة النووية التي تقع تحت سيطرة الجيش الروسي".
وشدد النص الأخير المطروح على الطاولة على "القلق البالغ" من الأنشطة العسكرية حول محطات الطاقة الأوكرانية، وبينها زاباروجيا، و"فقدان أوكرانيا السيطرة" على هذه المواقع و"التأثير الكبير في الأمن".
وخلال افتتاح المؤتمر، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إنّ العالم يواجه تهديداً "لا مثيل له منذ ذروة الحرب الباردة". وحذّر من أن "خطوة واحدة غير محسوبة" قد تؤدي إلى "الإبادة النووية".
الجدير ذكره أنّه في مؤتمر المراجعة الأخير في العام 2015، فشلت الأطراف أيضاً في التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا الجوهرية.