رئيسة الوزراء الإيطالية في الجزائر لبحث ملف الطاقة
تزور رئيسة الوزراء الإيطالية الجزائر لبحث ملف الطاقة، وتعميق العلاقات الإيطالية الجزائرية بما يضمن لإيطاليا إمدادات آمنة ومعتبرة من الغاز الجزائري، خصوصاً مع أزمة البديل عن الغاز الروسي أوروبياً.
أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، أنّ رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، قد حلّت ضيفة على الجزائر، في زيارة رسمية تستمر ليومين.
وقالت الوكالة، في إعلانها الرسمي عن الزيارة، أنّ زيارة العمل والصداقة التي ستقوم بها رئيسة مجلس وزراء إيطاليا، تشكّل فرصةً متجددةً لتعزيز محور التعاون "الجزائر-روما"، وكذلك تمثّل خطوةً إضافية في مسار بناء شراكة استراتيجية حقيقية بين البلدين.
وأكّدت أنّ هذه الزيارة تعكس متانة العلاقات التاريخية بين الجزائر وإيطاليا، وتوضح الإرادة المشتركة في تطوير التعاون الثنائي بين البلدين وتعميقه.
وتأتي زيارة ميلوني إلى الجزائر في مساعي إيطاليا لزيادة حصتها من الغاز الجزائري، ولتعميق علاقاتها مع الجزائر لضمان شراكة قوية وآمنة في قطاع الطاقة، وهذا بعد أن أصبحت الجزائر المورد الرئيسي للسوق الإيطالية بالغاز.
وتمثّل هذه الزيارة الخارجية الأولى لرئيسة الوزراء الإيطالية، منذ توليها رئاسة مجلس وزراء إيطاليا في شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي، والزيارة الثالثة لرئيس وزراء إيطالي إلى الجزائر في خلال سنة واحدة.
وتأتي هذه الزيارات، ضمن الديناميكية الجديدة في العلاقات الجزائرية-الإيطالية، والتي افتتحتها زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون إلى إيطاليا في أيّار/مايو عام 2021، وتبعتها زيارة لنظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا إلى الجزائر في تشرين ثاني/نوفمبر من نفس العام، واللتين تمّ الحديث عنهما بأنّهما حققتا توافقاً تاماً حول القضايا ذات الإهتمام المشترك، وعزم على تطوير التعاون الثنائي الإستراتيجي بين البلدين.
وقد سمحت هذه الزيارات رفيعة المستوى، والتي توّجت بالتوقيع على عدد هام من اتفاقيات التعاون في مختلف المجالات، بتعميق شراكة استراتيجية بين البلدين على الصعيد المزدوج السياسي والاقتصادي، تنفيذاً لتوجيهات الرئيسين اللذين أكدا خلال لقاءاتهما على ضرورة تعزيز محور التعاون "الجزائر-روما".
ووقّعت الجزائر وروما، في نيسان/أبريل الماضي، اتفاقية لزيادة إمداد الغاز الجزائري إلى إيطاليا، وذلك تتويجاً لزيارة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي إلى الجزائر، وجرى التفاهم بشأن مراجعة الأسعار وفق معطيات السوق العالمية، وإعطاء وعود إيطالية بضخ استثمارات في قطاعات جزائرية عدة.
اقرأ أيضاً: غاز إضافي من الجزائر إلى إيطاليا ومشاريع استثمارية في الطاقة النظيفة والغذاء
وتميّزت سنة 2022 أيضاً بعقد القمّة الرابعة لحكومتي الجزائر وإيطاليا، في شهر تمّوز/يوليو الماضي في الجزائر، والتي ترأسها مناصفةً رئيس الجزائر عبد المجيد تبون ورئيس وزراء إيطاليا السابق، ماريو دراغي، والتي اختُتِمت بتوقيع بيان قمّة ختامي، و15 مذكرة تفاهم واتفاقية تعاون تشمل العديد من المجالات.
وأعلنت وزارة الطاقة الجزائرية، في أيلول/سبتمبر الماضي، أنّها ستسلّم إيطاليا 10 مليارات متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي، وذلك وفاءً بالتزامات الجزائر مع إيطاليا، والتي جرى التفاهم عليها بين البلدين، كما أكّدت أنّها تعتزم رفع إمداداتها إلى أكثر من 25 مليار متر مكعب.
يُشار إلى أنّ قطاع الطاقة في أوروبا يواجه أزمة غير مسبوقة، وارتفاعاً في أسعار الكهرباء والغاز، في ظلّ محاولات بعض الدول الأوروبية تقليل اعتمادها على الغاز الروسي مع صعوبة إيجاد البدائل.
وتسعى الدول الأوروبية إلى التوجه نحو شركائها السياسيين والاقتصاديين من الدول الطاقوية، ومحاولة إنجاح أيّ اتفاقيات ممكنة معها لضمان وصول إمدادات الطاقة إلى أوروبا بنسب معتبرة تحقق أمناً طاقوياً لها في ظل الأزمة الراهنة.