رئيس مجلس النواب الأميركي يواجه تصويتاً في الكونغرس لإطاحته

رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفن مكارثي، أمام احتمال إطاحته من منصبه، حيث يقود عضو الكونغرس، مات غايتس، حملةً ضد مكارثي ردّاً على ما أسمته كتلة من النواب الجمهوريين، "تعاونه مع الديموقراطيين".

  • رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي (أ ف ب)
    رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفن مكارثي (أ ف ب)

يكافح رئيس مجلس النواب الأميركي، الجمهوري كيفن مكارثي، للحفاظ على موقعه السياسي، قبيل تصويت مرتقب، اليوم الثلاثاء، بشأن إمكانية إطاحته من منصبه كرئيس للمجلس، في خطوةٍ فرضها معارضوه من اليمين المتشدد داحل الكتلة الجمهورية، ردّاً على تعاونه مع الديموقراطيين.

وأثار مكارثي حفيظة الجناح اليميني المتشدد في حزبه عندما مرّر اتفاقاً مؤقتاً بشأن الموازنة توصل إليه الحزبان، ودعمه البيت الأبيض لتجنّب إغلاقٍ حكومي كان ممكنناً السبت الماضي.

ويقود التحرّك عضو الكونغرس والنائب عن ولاية فلوريدا، مات غايتس، وهو الذي لطالما كان مناهضاً لمكارثي، حيث قدّم غايتس، الإثنين، مذكرةً لـ"شغور منصب رئيس مجلس النواب"، ما أفضى إلى التصويت المقرّر في وقتٍ لاحق اليوم.

وسيدلي جميع أعضاء مجلس النواب بأصواتهم. ونظراً للغالبية الضئيلة التي يتمتع بها الجمهوريين، فلا يمكن لمكارثي خسارة غير أربعة أصوات في حال حضر جميع الأعضاء وصوّت الديموقراطيون ضدّه.

هذه الخطوة ستجبر الديموقراطيين على اتّخاذ قرارٍ بشأن إن كان عليهم إنقاذ رئيس المجلس الذي قضى مجمل ولايته في معارضة أجندتهم، والذي فتح مؤخراً تحقيقاً بشأن إمكانية عزل الرئيس، جو بايدن.

ويُشار إلى أنّ مكارثي صرّح للصحافيين في "كابيتول هيل"، في إجابته حول تساؤلاتهم بشأن التصويت، قائلاً "أنا واثق من بقائي".

لكن غايتس يشدد على أنه واثق من توفر الأصوات الجمهورية الخمسة التي  يحتاجها لإزاحة مكارثي، طالما أنّ الديموقراطيين لم يتدخلوا لإنقاذه.

وقال غايتس: "لديّ ما يكفي من الجمهوريين لحدوث أمرين الأسبوع المقبل، إما أنّ مكارثي لن يكون رئيساً للمجلس أو أنه سيكون رئيساً للمجلس يعمل لخدمة الديموقراطيين".

وأضاف "أشعر بالرضا حيال النتيجتين إذ من حق الشعب الأميركي أن يعرف من يحكمه".

وتأتي التفاعلات الأخيرة في الكونغرس الأميركي بعد يومين على إقرار مجلسي النواب والشيوخ إجراءً لتجنّب إغلاقٍ حكومي مُكلف، بأغلبيةٍ كبيرة من الحزبين في كلا المجلسين، عبر تمديد التمويل الفدرالي حتى منتصف تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وشعر  المحافظون الجمهوريون بالغضب حيال ما اعتبروه "تحوّلاً في موقف مكارثي"، والذي تعهّد وضع حدٍ للتشريع الموقت الذي تمّ إعداده على عجل، والاتفاق عليه بدعم الحزب الديموقراطي، وإعادة قضية الموازنة إلى عمليةٍ تتولاها اللجان.

ويُشار إلى أنّ مكارثي قد أفاد بأنّ التصويت سيتم منتصف ليل الثلاثاء، وفق ما نقلت عنه منصات إعلامية تابعة للكونغرس، وسكون بدءاً بتصويتٍ أولي مصمم لـ"تأجيل النظر" في مذكرة غايتس، وهي الخطوة التي قد تعني وأدها فوراً من الناحية العملية.

وصوّت مجلس النواب الأميركي، السبت الماضي، لمصلحة مشروع قانون لتمويل الحكومة موقتاً، لمدة 45 يوماً، بأغلبية 335 في مقابل 91 اعتراضاً، وأرسله إلى مجلس الشيوخ، في حلّ موقت لأزمة الإغلاق الفدرالي، والتي هدّدت قطاعات واسعة في البلاد.

ويُشار إلى أنه يدعم الجمهوريون اليمينيون المتشدّدون خفض الميزانية الإجمالية إلى نحو 1.4 تريليون دولار، وهو أقل من 1.6 تريليون دولار التي كان مكارثي والرئيس بايدن في وقت سابق من هذا العام قد اتفقا عليها، وهذا الاتفاق كان من المفترض أن يمنع الوصول إلى حافة الهاوية.

البيت الأبيض: بايدن لا يتدخل في محاولة إطاحة مكارثي

وفي السياق، أكد منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، اليوم الثلاثاء، أنّ الرئيس بايدن لا يشارك في محاولة إطاحة مكارثي، لكنه يتوقع أن "يفي مكارثي بالتزاماته، بما في ذلك تأمين المساعدات لأوكرانيا".

وقال كيربي: "هذا ليس أمراً سيتدخل فيه الرئيس (محاولة عزل مكارثي) ولا يثير قلقه في الوقت الحالي، لأن بايدن يتطلع إلى العمل مع الكونغرس لضمان الوفاء بالتزاماتنا، ويتوقع أنّ رئيس مجلس النواب (مكارثي) سيحافظ على التزامه العلني بضمان تمرير الدعم اللازم لمساعدة أوكرانيا في هذه اللحظة الحرجة".

اقرأ أيضاً: أميركا: تفادٍ مؤقت لإغلاق الحكومة والأزمة مرشّحة للتكرار

اخترنا لك