رئيس الأركان الأميركي يصل "تل أبيب" قريباً: معاينة أزمة "الجيش" وتأثيرها على واشنطن

وسائل إعلام إسرائيلية تكشف أنّ رئيس الأركان الأميركي، مارك ميلي، سيزور كيان الاحتلال مُستهدفاً معاينة أزمة "الجيش" بشكلٍ مباشر، ومدى تأثيراتها في القوات الأميركية في الشرق الأوسط

  • رئيس الأركان الأميركي يصل
    رئيس الأركان الأميركي، مارك ميلي، كان من المفترض أن يزور كيان الاحتلال في حزيران/يونيو الماضي، غير أنّه تمّ تأجيل الزيارة.

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ رئيس الأركان الأميركي، مارك ميلي، سيصل إلى كيان الاحتلال، الأسبوع المُقبل، قاصداً معاينة أزمة "الجيش" الإسرائيلي بشكلٍ مباشر، وفحص مدى تأثيراتها في القوات الأميركية في الشرق الأوسط.

وكشف مراسل الشؤون السياسية في موقع "والاه" الإسرائيلي، باراك رابيد، أنّ مسؤولين إسرائيليين كباراً قالوا للموقع إنّ ميلي "سيزور إسرائيل وسط قلقٍ متزايد في الإدارة الأميركية من الأزمة التي نشأت في الجيش الإسرائيلي بعد الترويج للتعديلات القضائية".

وأوضح أنّ كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية كانوا، في الأيام الأخيرة، يتابعون من كثب التوترات المتزايدة بين رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وكبار مسؤولي "الجيش" الإسرائيلي، إضافةً إلى التقارير التي تتحدث عن محاولات نتنياهو منع "الجيش" مِن نشر معلوماتٍ للجمهور بشأن مدى الأزمة المتفاقمة في المؤسّسة العسكرية.

وأشار الموقع الإسرائيلي أنّ زيارة ميلي لكيان الاحتلال ستسمح لإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالتقدير بطريقةٍ "مباشرة وأفضل"، مدى عمق الأزمة في "الجيش" الإسرائيلي، وما هي عواقبها المحتملة على القوات الأميركية في الشرق الأوسط.

ونقل الموقع تصريحاتٍ لمسؤولٍ أميركي، أكّد فيها أنّ وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" قلقة من تأثير الأزمة في "الجيش" الإسرائيلي سلباً على "قدرة ردع إسرائيل، وتشجع أطراف مثل إيران أو حزب الله أو حماس، على القيام باستفزازات"، تؤدي بدورها إلى تصعيد الوضع في الشرق الأوسط.

ولفت الموقع إلى أنّ أزمة "الجيش" الإسرائيلي، والتي ترتكز بشكلٍ أساسي في سلاح الجو والاستخبارات والسايبر وتشكيلات العمليات الخاصة، قد يكون لها تأثيرٌ سلبي في القوات الأميركية في المنطقة، والتي "تتعاون بشكلٍ وثيق مع الجيش الإسرائيلي في سوريا وغيرها من الساحات".

كما تطرّق إلى أنّ حدوث مزيدٍ من التدهور في الجاهزية العملياتية "للجيش" الإسرائيلي، قد يؤدي إلى إلزام إدارة بايدن بإرسال جنودٍ إضافيين إلى المنطقة، وهو الأمر الذي ترغب الإدارة في تجنبه قدر الإمكان.

وأفاد إعلامٌ إسرائيلي بأنّه من المُتوقّع أن يلتقي ميلي مع وزير الأمن في حكومة الاحتلال، يوآف غالانت، ورئيس أركان الاحتلال، هرتسي هاليفي، ومسؤولين آخرين في المؤسّستين العسكرية والأمنية.

  • معلقون إسرائيليون: "إسرائيل" تمرّ في واحدة من أقسى أزماتها الداخلية

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان رئيس الأركان الأميركي سيلتقي أيضاً رئيس حكومة الاحتلال، وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ الكولونيل ديف باتلر، المتحدث باسم رئيس الأركان الأميركية، رفض التعليق على الأنباء بشأن الزيارة.

ومن المُتوقع أن يناقش رئيس أركان الاحتلال وعدّة مسؤولين في "جيش" الاحتلال مع ميلي، المسألة الإيرانية، والوضع الأمني ​​مع لبنان، والجوانب الأمنية للاتفاق بين الولايات المتحدة والسعودية، والذي قد يشمل أيضاً التطبيع مع "إسرائيل"، حسب ما صرّح مسؤولٌ إسرائيلي كبير.

وكشف موقع صحيفة "كالكاليست" الإسرائيلية، أنّ قادة "الجيش" الإسرائيلي عبّروا عن خشيةٍ كبيرة في "الكنيست" مِن تراجع كفاءة "الجيش".

وحصلت الصحيفة على تفاصيل مناقشةٍ سرية، تمّ إجراؤها في "الكنيست" مع كبار المسؤولين العسكريين في كيان الاحتلال، بناءً على مطالبة أعضاء في "الكنيست"، مِن ضمنهم رئيس الأركان الأسبق، غادي آيزنكوت، بتفاصيل حول عواقب الأزمة على استعداد "الجيش" الإسرائيلي للحرب، كاشفةً أنّ "الإجابة المقلقة التي تلقوها: نحن في وضعٍ سيئ".

وكان عدد من وزراء "الكابينت" الإسرائيلي، طرحوا احتمال تأليف لجنة تحقيق في المستقبل القريب، بهدف فحص العوامل التي أدّت إلى إضعاف "الجيش" الإسرائيلي، ولا سيما بعد الأزمة العميقة التي فجّرتها خطّة نتنياهو للتعديلات القضائية.

يُذكر أنّ كيان الاحتلال يشهد منذ أكثر مِن 32 أسبوعاً، احتجاجاتٍ مستمرة ومتصاعدة غير مسبوقة للمستوطنين، وذلك بمشاركة جنود من الاحتياط وقادة أجهزة "الموساد" و"الشاباك" والشرطة، ضدّ التعديلات القضائية التي تصرّ الحكومة بقيادة نتنياهو على الإبقاء على إقرارها.

اقرأ أيضاً: تظاهرات جديدة في "إسرائيل".. ووزير الأمن لبن غفير: لا مكان لميليشيات خاصة

تتصاعد التظاهرات في "إسرائيل" ضد حكومة بنيامين نتنياهو، وخصوصاً بشأن مسألة التعديلات القضائية، فيما تتسع دائرة الاحتجاج ويتنامى القلق لدى الإسرائيليين من وصول الأمور إلى حرب أهلية أو تداعيات أمنية مختلفة.

اخترنا لك