"ذي اتلانتيك": واشنطن وأوروبا منقسمتان حول أوكرانيا.. و"الناتو" قد ينهار
التقرير ذكر أنّ "سبب هذا الانهيار سببه الاختلاف العميق في النظرة بشأن الحرب في أوكرانيا والمخاوف الأمنية الوجودية لكثير من أوروبا، والجناح الشعبوي للحزب الجمهوري، الذي يقوده دونالد ترامب، والذي من الواضح الآن أنه يشكل غالبية الحزب الجمهوري".
تحدث تقرير في صحيفة "ذا أتلانتيك" الأميركية، اليوم السبت، أنّ "أوروبا والولايات المتحدة على وشك فكّ الارتباط الواعي الأكثر أهمية في العلاقات الدولية منذ عقود".
وأشار إلى أنه "منذ عام 1949، كان حلف شمال الأطلسي هو الثابت الوحيد في الأمن العالمي، والتجمع الأمني الأكثر نجاحاً في التاريخ العالمي الحديث، لكنه قد ينهار بحلول عام 2025".
وأوضح التقرير أنه "سيكون سبب هذا الانهيار الاختلاف العميق في النظرة بشأن الحرب في أوكرانيا والمخاوف الأمنية الوجودية لكثير من أوروبا، والجناح الشعبوي للحزب الجمهوري، الذي يقوده دونالد ترامب، والذي من الواضح الآن أنه يشكل غالبية الحزب الجمهوري".
وأضاف أنه "عندما لا يستطيع الفصيل المهيمن داخل أحد الحزبين السياسيين الأميركيين الرئيسيين رؤية الهدف من مساعدة أوكرانيا في محاربة روسيا، فإن ذلك يشير إلى أنّ مركز الطيف السياسي قد تحول بطرق ستجعل الولايات المتحدة حليفاً أقلّ موثوقية لأوروبا".
ولقد كشفت الأسابيع القليلة الماضية أنّ وجهة نظر ترامب المؤيدة لروسيا والمناهضة لحلف شمال الأطلسي ليست مجرد فترة فاصلة قصيرة في السياسة الجمهورية، والآن أصبحت الشكوك حول الأميركي في دعم أوكرانيا محل إجماع القلب الشعبوي للحزب، يتابع التقرير.
اقرأ أيضاً: الصين تتأهب قبيل انعقاد "قمة ثلاثية" محورها تكوين "ناتو آسيوي"
ويشير الكاتب هنا إلى مواقف كلّ من ديسانتيس وراماسوامي وترامب تجاه دعم أوكرانيا، وإلى أنهم يمثلون شريحة ناخبين تشكّل ثلاثة أرباع الناخبين الجمهوريين.
ويلفت التقرير كذلك إلى أنّ "هناك مؤسسة رائدة أخرى هي مؤسسة التراث، وهي مؤسسة فكرية محافظة بارزة لعبت دوراً كبيراً في دوائر السياسة في الحزب الجمهوري منذ سنوات ريغان، وفي الآونة الأخيرة، دعا مسؤولو "هيريتيدج" إلى وقف المساعدات حتى تضع إدارة بايدن خطة لإنهاء الحرب".
وتحدث التقرير عن أنّ "المشاعر المتنامية في اليمين الأميركي ضدّ دعم أوكرانيا تمثل تحدياً غير عادي لمستقبل حلف شمال الأطلسي، وبينما كانت الدول الأوروبية تتحرك في الاتجاه المعاكس، أصبحت العديد من الدول الأوروبية تنظر إلى هذه الحرب باعتبارها حرباً تتحدى مستقبلها بشكل مباشر".
ويضيف أنه "حتى لو فاز جو بايدن بإعادة انتخابه، فإن سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب أو مجلس الشيوخ أو كليهما يمكن أن تضعف بشكل كبير دعم الولايات المتحدة للجهود الأوكرانية، وإذا فاز ترامب أو أحد مقلديه بالرئاسة، فقد تجد أوروبا نفسها في مواجهة إدارة أميركية جديدة ستوقف كلّ الدعم لأوكرانيا".
وأكّدت "ذا أتلانتيك" أنّ "مثل هذه الخطوة من شأنها أن تجعل الولايات المتحدة نفسها عقبة أمام أوروبا الحرة والمستقرة على المدى الطويل، ومن شأنها أن تؤدي إلى تقسيم التحالف الأطلسي، والدول الأوروبية لم تعد نفسها لهذا الاحتمال".