"ذا نيشين" عن بن سلمان وترامب: يمكنك شراء رئيس أميركي ما دام بلدك حليف واشنطن؟
مجلة "ذا نيشين" الأميركية تتحدّث عن تسامح واشنطن مع "العلاقات الفاسدة" التي تجمع محمد بن سلمان وعائلة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وتشرح أسباب ذلك.
ذكرت مجلة "ذا نيشين" الأميركية، أنّ "العلاقة بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان فاسدة".
ولفتت إلى أنّ هذا الأمر مقلق بشكل خاص لأنّ "ترامب في خضم سباق رئاسي آخر"، متسائلةً: "إذا فعل ترامب الكثير لمحمد بن سلمان في ولايته الأولى، فما هي الصفقات الأسوأ التي يمكن إبرامها إذا أعيد انتخابه؟".
وأوضحت المجلة، في السياق، أنّه "منذ خروج ترامب الصاخب من الرئاسة في كانون الثاني/يناير 2021، أبرم ترامب وأسرته صفقات تجارية بمليارات الدولارات مع النخبة الحاكمة في السعودية".
وأضافت أنّ شركة الأسهم الخاصة التي يرأسها صهر ترامب، جاريد كوشنر، "تلقّت أكثر من ملياري دولار من التمويل من صندوق الثروة التابع لمحمد بن سلمان".
وتابعت: "ترامب نفسه تلقّى تمويلاً سعودياً واسعاً في شكل بطولات أُقيمت في ملاعب الغولف الخاصة به، والمبنى المخطط له لفندق ترامب الجديد في عمان".
وبيّنت "ذا نيشين" أنّ "هناك مقايضة مشبوهة بين عائلة ترامب ومحمد بن سلمان، فعندما تولوا البيت الأبيض، أخذ ترامب التحالف الأميركي الحالي مع السعودية إلى مستوى جديد من التفاني الشخصي لمحمد بن سلمان، الذي كان موقعه كولي للعهد محفوفاً بالمخاطر ويحتاج إلى الدعم".
اقرأ أيضاً: ابن سلمان يضغط على الصندوق السعودي لإتمام صفقات لمصلحة كوشنر
وعلى الرغم من كل ذلك، إلاّ أنّ "النخبة السياسية ووسائل الإعلام في واشنطن أبدوا اهتماماً ضئيلاً نسبياً بصلات ترامب بالسعودية، مقارنةً فضيحة "Russiagate" التي حظيت بالكثير من الاستهجان"، وفق "ذا نيشين".
وأوضحت في هذا الخصوص، أنّ "السبب السياسي لتركيز الديمقراطيين على فضيحة "Russiagate" واضح، إذ إنّ روسيا هي خصم أميركي طويل الأمد، فيما المملكة العربية السعودية حليف أميركي مركزي لهدف الولايات المتحدة المتمثل في الحفاظ على الهيمنة في الشرق الأوسط".
وأشارت المجلة إلى أنّ "الديمقراطيين كانوا يأملون في أن يتمكنوا من كسب حلفاء في دولة الأمن القومي، وأيضاً بين الجمهوريين المحافظين من خلال ربط ترامب بروسيا".
كذلك، لفتت "ذا نيشين"، إلى أنّ "عائلة ترامب بعيدة كل البعد عن كونها وحيدة في الانتفاع من المملكة الغنية بالنفط"، نظراً إلى أنّ السعودية متورطة بشكل وثيق في السياسة الخارجية الأميركية.
وبحسب مسؤول إداري سابق متحالف مع كوشنر، فإنّ هناك العديد من الأمثلة على كبار موظفي الحكومة السابقين.
وفي ختام تقريرها، ذكرت المجلة أنّه إذ كان "ترامب هو المرشح الجمهوري في عام 2024، فإنّ صفقاته الفاسدة مع محمد بن سلمان، يجب أن تكون بحق واحدة من الحجج الرئيسية المستخدمة لإحباط محاولته الثالثة للوصول إلى البيت الأبيض".
وفي السياق ذاته، قالت مجلة "نيوزويك" الأميركية، في وقتٍ سابق، إنّ ترامب، قد يواجه مشكلة قانونية جديدة، إذا قررت وزارة العدل التحقيق في صفقاته التجارية محمد بن سلمان، وذلك بعد كشف تفاصيل جديدة تُظهر تمويل صندوق الاستثمارات في السعودية لدوري الغولف (LIV)، الذي يرعاه ترامب.
وطلبت مجموعة "الديمقراطية من أجل العالم العربي الآن" (DAWN)، مؤخراً، إلى وزارة العدل والكونغرس إجراء تحقيق بشأن ترامب، بعد كشف تفاصيل جديدة عن تمويل دوري "LIV Golf"، تُظهر أنّ صندوق الثروة، الذي يرئِسه ولي العهد، يمتلك 93% من البطولة، ويدفع جميع التكاليف المرتبطة بفعّالياتها.
اقرأ أيضاً: مجلّة تصنّف ولي عهد السعودية ابن سلمان "كليبتوقراطي العام".. ما الذي تعنيه؟
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد تحدّثت عن قيام محمد بن سلمان بـ"إثارة حفيظة المسؤولين الماليين في بعض الأحيان من أجل الدفع في اتجاه مشاريع صغيرة في صندوق الاستثمارات العامة"، بما في ذلك صفقة مع جاريد كوشنر.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إنّ "ابن سلمان ضغط على صندوق الثروة السيادية من أجل شراء الأسهم الدولية، في وقت كانت الأسواق المالية تعاني بفعل تداعيات جائحة كورونا". وأشارت إلى أنّ ذلك تسبب بمواجهة بين ابن سلمان ومجلس صندوق الاستثمارات العامة، الذي رأى أنّ ما يقوم به ولي العهد يُعَدّ سياسة محفوفة بالمخاطر".
وفي وقت سابق، أفاد تقرير نشره موقع "بي بي أس" الإخباري أنّ "استثمار ملياري دولار لصهر الرئيس السابق، جاريد كوشنر، من صندوق ولي العهد السعودي، أثار تساؤلات بشأن أخلاقيات الأعمال التجارية في فترة ما بعد البيت الأبيض".