دعوات دولية تحث الأطراف الليبية على التزام وقف إطلاق النار

جامعة الدول العربية تعرب عن قلقها إزاء الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس، محذّرةً من عودة خيار الاحتكام إلى السلاح مجدداً، وسفير الاتحاد الأوروبي في البلاد يصف الأحداث بالأمر "المروّع والمشين".

  • دعوات دولية تحث الأطراف الليبية على التزام وقف إطلاق النار
    دعوات دولية تحث الأطراف الليبية على التزام وقف إطلاق النار

أعربت جامعة الدول العربية، اليوم السبت، عن بالغ قلقها إزاء الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس، داعيةً جميع الأطراف إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار.

وأسفرت هذه الاشتباكات العنيفة، التي وقعت مساء أمس الجمعة وصباح اليوم بالقرب من سوق الثلاثاء، بين مجموعتين مسلحتين غربي ليبيا، عن سقوط قتيل وخسائر مادية كبيرة.

وقال المتحدّث باسم الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، جمال رشدي، إنّ "الأمين العام أحمد أبو الغيط، يعرب عن شديد انزعاجه إزاء الاشتباكات التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس بين مجموعات مسلحة، وما تردد من أنباء حول مواصلة التحشيد في المناطق المحيطة بالعاصمة".

وبحسب بيان صادر عن الأمانة العامة، فإنّ "أبو الغيط أهاب بجميع الأطراف الليبية، الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار والحيلولة دون انهياره، باعتباره المنجز الأبرز والأهم الذي شهدته الساحة الليبية منذ تشرين الأول/أكتوبر 2020"، مشدداً على "السعي لتنفيذ كافة بنوده واستحقاقاته، وفي مقدمتها البند الخاص بإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد".

وحذّر رشدي من "عودة خيار الاحتكام إلى السلاح مجدداً في ليبيا، بعد أن أثبتت التجربة فشله التام في حسم الصراع لصالح أي من الأطراف، التي لم تجنِ من ورائه سوى إراقة الدماء وإهدار ثروات البلاد دون طائل".

بدورها، عبّرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن "قلقها العميق" من معارك "بأسلحة ثقيلة" أدّت إلى تعريض حياة المدنيين للخطر.

وقالت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا الأميركية ستيفاني ويليامز، في تغريدة في "تويتر": "كفى، أطالب بالهدوء المطلق وبحماية المدنيين".

وناقشت وليامز أمس الجمعة، مع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة التطورات الأخيرة في ليبيا والمنطقة، لافتةً إلى أنّ "وزير الخارجية الجزائري جدّد التأكيد على موقف بلاده أنّ السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الليبية هو بتصويت الليبيين في انتخابات شفافة وشاملة".

وكانت وزارة الخارجية الجزائرية، دعت منتصف أيار/مايو الماضي، الليبيين إلى ضبط النفس  بعد الاشتباكات في طرابلس، مؤكدةً أنّ إجراء انتخابات نزيهة هو "أفضل وسيلة لحلّ الأزمة الراهنة".

من جهته، كتب سفير الاتحاد الأوروبي في ليبيا خوسيه ساباديل، في "تويتر" إنّه "أمر مروّع ومشين"، لافتاً إلى أنه "تم استخدام أسلحة في حديقة كان الأطفال يجرون فيها ويلعبون".

كذلك، حذّر السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نولاند، في تغريدة من أنّ "المسؤولين من الشعب الليبي والمجتمع الدولي عن هذه الاشتباكات سيدفعون الثمن".

الاشتباكات توقفت بعد وساطة لواء "444"

وقال مسؤول في وزارة الداخلية الليبية، طالب عدم كشف هويته، لوكالة "فرانس برس" إنّ "الاشتباكات التي شهدتها المنطقة نشبت بين مجموعات مسلحة تابعة لـقوّة النواصي وجهاز حفظ الاستقرار".

ويعد جهاز حفظ الاستقرار موالياً للدبيبة بينما لواء النواصي مقربّ من منافسه رئيس الوزراء فتحي باشاغا، إلا أنه ليس هناك ما يشير إلى أن القتال مرتبط بشكل مباشر بالمنافسة بين الرجلين.

وأوضح المسؤول أنّ المواجهات "اندلعت بسبب احتكاك واحتجاز مسلحين من الطرفين بعدما نشرا، في وقت سابق، أفراداً وعربات مسلحة في محيط المنطقة".

وأكد أنّ "الاشتباكات توقفت تماماً بعد وساطة من طرف قوة عسكرية محايدة (لواء 444) التي نشرت عدداً من مدرعاتها في منطقة سوق الثلاثاء، وأعيد فتح الشوارع وحركة السير بدأت بالعودة إلى طبيعتها".

وأظهر شريط فيديو تم بثه ليل الجمعة رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة يأمر زعيم هذه المجموعة عبر الهاتف بتأمين المنطقة.

وتأتي هذه المواجهات بعد 3 أسابيع من إعلان رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا دخوله عاصمة البلاد طرابلس، استعداداً لمباشرة أعمال حكومته فيها، والتي غادرها بعد ساعات جراء اندلاع اشتباكات مسلّحة في العاصمة.

الأمر الذي جعل رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري يدعو باشاغا إلى "تقديم استقالته"، ورئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة إلى "قبول التغيير".

اخترنا لك