خشيةً من تعدد الجبهات.. أزمة العديد تدفع "جيش" الاحتلال إلى بحث تجنيد "الحريديم"
القناة الـ"12" الإسرائيلية تؤكّد أنّه بعد 1 نيسان/أبريل المُقبل، لن يكون هناك أساس قانوني لعدم تجنيد "الحريديم" المتطرفين، و"جيش" الاحتلال يبحث الأمر تحت وطأة الخشية المتصاعدة في كيان الاحتلال من تعدد جبهات القتال ونقص العديد في صفوفه.
أفادت "القناة 12" الإسرائيلية، بأنّ المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية، أبلغ المحكمة العليا للاحتلال، اليوم الأربعاء، أنّه اعتباراً من 1 نيسان/أبريل 2024، لن يكون هناك أساس قانوني لتجنّب تجنيد اليهود المتشددين "الحريديم" في "الجيش" الإسرائيلي.
وأشار تقرير القناة الإسرائيلية إلى أنّ "صلاحية التعليمات لتجنب تجنيد اليهود المتشددين، تنتهي في 31 آذار/مارس 2024"، مشيراً إلى أنّ هذه المسألة تُعدّ "حساسةً ومعقّدة بشكلٍ لا مثيل له، خاصة في ظل الحرب وخلال ولاية حكومة الطوارئ".
بالتزامن، كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلية أنّ خطة "الجيش" لزيادة مدة خدمة المجنّدين وجنود الاحتياط في صفوفه، تثير ردود فعل عنيفة بين المشرعين من مختلف ألوان الطيف السياسي، مع تجديد العديد من الدعوات لإنهاء الإعفاءات العسكرية لـ"الحريديم" من أجل تعويض النقص في القوى العاملة.
وتشمل التغييرات المقترحة ضمن الخطة، التي كشفتها الصحيفة الإسرائيلية، رفع شروط الخدمة العسكرية الإلزامية للذكور والمجندات في القتال والأدوار الخاصة الأخرى إلى ثلاث سنوات، مع العلم أنّه منذ عام 2015، "خدم الرجال لمدة عامين وثمانية أشهر، والنساء يخدمن حالياً لمدة عامين".
وقال مشرعون إسرائيليون إنّ "العبء المتزايد على الخدمة العسكرية يجب أن يقع على عاتق المجتمع الحريدي بدلاً من إضافته إلى أولئك الذين يخدمون بالفعل".
كذلك، يخطط "جيش" الاحتلال إلى رفع سن التقاعد من الخدمة الاحتياطية إلى 45 عاماً للجنود النظاميين، و50 عاماً للضباط، و52 عاماً للذين يخدمون في أدوار خاصة. كما أن مقدار الوقت الذي يتطلبه جنود الاحتياط للخدمة سنوياً سيرتفع أيضاً بموجب الخطط.
ومنذ عملية "طوفان الأقصى"، استدعى "الجيش" الإسرائيلي ما مجموعه 287 ألف جندي احتياط، وهو ما يمثل أكبر استدعاء لجنود الاحتياط. وقد تم بالفعل تسريح العديد منهم من الخدمة، و"لكن هناك توقعات واسعة النطاق بأنّه سيتم استدعاء بعضهم مرة أخرى مع استمرار القتال في غزة، والحرب التي تلوح في الأفق على الحدود الشمالية"، وفقاً لما ذكره الإعلام الإسرائيلي.
وقبل نحو أسبوع، أُطلقت نداءات مستعجلة في صفوف المستويات الدينية المتشدّدة، طالبت المستوطنين "الحريديم" بالالتحاق بـ"الجيش" على الفور كغيرهم من جنود الاحتياط، وحتى من دون انتظار التصويت على قانونٍ في هذا الشأن.
وطُرِح في الأوساط الدينية للمستوطنين أنّ "الجيش الآن بحاجة ماسّة إلى أعداد كبيرة من الجنود في الحرب التي تخوضها إسرائيل، وأن على الحريديم الالتحاق بالخدمة العسكرية فوراً، أما قانون تجنيدهم فيمكن أن ينتظر".
ومؤخراً، انتشرت في "إسرائيل" أزمة "الحريديم" في "جيش" الاحتلال في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، إذ جدّد قادة من المتدينين اليهود معارضتهم التجنيد في "جيش" الاحتلال والتأكيد أن دورهم يتمثل في "دراسة التوراة".
وتعد مسألة مشاركة "الحريديم" في "الجيش" من أكثر المواضيع حساسية وتوتراً في "إسرائيل"، إذ يعارض العلمانيون عدم تجنيد اليهود المتدينين واكتسابهم ميزاتٍ أكثر من غيرهم.
يُذكر أنّ اليهود المتشدّدين يتمتعون منذ فترة طويلة بالإعفاءات من الخدمة العسكرية، إذ يعدّون الاندماج مع العالم العلماني "تهديداً لهويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم".