حمدادوش للميادين: محاولة استهداف إيران تصب في مصلحة "إسرائيل" وأميركا

المكلف شؤون الإعلام والاتصال في حركة مجتمع السلم في الجزائر، ناصر حمدادوش، يؤكد أنّ "محاولة استهداف إيران وإضعافها، ستصب في مصلحة الكيان الصهيوني وأميركا، اللذين لن يرحما المنطقة العربية بعد سقوط إيران".

  • حمدادوش للميادين:
    المكلف شؤون الإعلام والاتصال في حركة مجتمع السلم في الجزائر ناصر حمدادوش

أكّد المكلف شؤون الإعلام والاتصال في حركة مجتمع السلم في الجزائر، ناصر حمدادوش، أن "الجزائر أدّت دوراً أساسياً في تأمين نجاح القمة العربية من خلال تفكيك بعض الألغام، ومن بينها إلحاح البعض على إدراج إدانة التدخّل الإيراني أو التدخّل التركي في المنطقة".

وفي لقاء لحمدادوش مع الميادين، قال إنّ "الجزائر تتمتّع بعلاقات إيجابية بالجميع، سواء في البيت العربي الداخلي، أو بالدول الإسلامية، ومن بينها إيران وتركيا. لذلك، كانت حريصة على عدم إثارة النقاط الخلافية خلال انعقاد القمة".

إضعاف إيران وتركيا يصب في مصلحة العدو

وأضاف حمدادوش أنّ "إضعاف إيران وتركيا لا يمكن أن يخدم العرب، ولا إيران، ولا تركيا، وهو يصبّ في مصلحة العدو الحقيقي للمنطقة، أي الكيان الصهيوني والهيمنة الغربية، بقيادة أميركا".

وتابع: "لا مصلحة في العداء مع إيران وتركيا، وفي الإمعان في نقاط الخلاف معهما، لأنّ ما يجمعنا أكثر ممّا يفرّقنا، والحوار هو السبيل إلى تجاوز المشاكل التي تعترضنا".

وأشار إلى "أهمية الترفّع عن الخلافات، والتوجّه نحو ما يجمع الأمة ضمن رؤية حضارية في تكاملٍ عربي إسلامي؛ أي تكامل الدول العربية مع أهم قوى في المنطقة، وعلى رأسها إيران وتركيا".

وأكد أن "الجزائر تبذل جهوداً، على مستوى الأحزاب والمنظمات والدول، لتذليل العقبات وإقامة حوار بين الأحزاب والدول العربية والإسلامية".

الجزائر تولّت حلحلة ملف القضية الفلسطينية

من جانب آخر، قال حمدادوش إنّ "هناك انقساماً عربياً بشأن القضية الفلسطينية، يتمحور حول إذا كان الحلّ بالتفاوض أو المقاومة. لذلك، تولّت الجزائر حلحلة هذا الملف قبل انعقاد القمة، من خلال مبادرة لمّ الشمل لتحقيق المصالحة الفلسطينية".

وأضاف قائلاً أن "حركة مجتمع السلم تتطلع إلى دعم خيار المقاومة ضدّ الكيان الصهيوني، وتجريم التطبيع في كل أشكاله، لأنّه لا يُعقل أن تنفرد أي دولة عربية بقرارها خارج الرؤية السياسية العربية الموحّدة".

وأشار، في حديثه، إلى "بعض الدول العربية التي لم تتوقّف عند حدود التطبيع، سياسياً ودبلوماسياً، مع الكيان الصهيوني، بل ذهبت إلى ما هو أخطر، كالاتفاقيات العسكرية والأمنية، على نحو يهدّد الأمن القومي العربي".

وأكد أنّ "الأمن العربي القومي يجب ألّا يتجزّأ، الأمر الذي يعني أنّ إسرائيل تمثّل الخطر الحقيقي على الأمن القومي العربي، بالإضافة إلى الأمن المائي والأمن الغذائي، وهما من أدوات الصراع".

وقال إنّ "التطبيع مع الكيان الصهيوني مدان ومرفوض ومجرَّم من جانبنا، حتّى لو كان من الإسلام السياسي، أو من أي فتوى دينية، أو أي نص شرعي".

ولفت إلى أنّ "الجزائر كانت تتمنّى أن تجرّم التطبيع لو كان هذا القرار في يدها. لكن، يبدو أنّ هناك تسوية جرت خلال القمة، وتقضي بخفض لهجة الجزائر ضدّ التطبيع في مقابل سحب ملف إيران أو تركيا من التشاور".

خيار "حماس" بالعودة إلى سوريا استراتيجي

وكشف حمدادوش أنّ "حماس"، حين طرحت على الجزائر مسألة مصالحتها مع سوريا، كان رد الجزائر بضرورة التخندق مع المقاومة في المنطقة بعيداً عن النقاط الخلافية في الشأن الداخلي السوري أو اللبناني.

وتابع أن "هناك من خالف قرار حركة حماس بشأن العودة إلى سوريا، حتّى عبر الخطاب الديني والفتاوى الشرعية. لكن، نحن في حركة مجتمع السلم، نقول إنّ خيار العودة والتخندق مع المقاومة خيار استراتيجي وصحيح".

وأشار حمدادوش إلى أنّ "عدة دول عربية لم تتوقّف عند عدم دعم المقاومة ضد الكيان الصهيوني، بل وصلت إلى تجفيف منابع دعمها، وإلى تصنيف فصائل المقاومة الفلسطينية منظمات إرهابية".

وفي السياق، تمنى حمدادوش أن "تعود سوريا إلى عافيتها وإلى موقعها الطبيعي"، لافتاً إلى أنها بقيت وفية للقضية الفلسطينية على رغم ما تعرّضت له من الأشقاء العرب، ومن المجتمع الدولي".

وبشأن المقاومة اللبنانية، قال حمدادوش إنّ "المقاومة اللبنانية ضد العدو الصهيوني شرّفت الأمة العربية".

خلافات إيران والعالم العربي تحتاج إلى حوار حقيقي

وبشأن الدور الإيراني، قال حمدادوش "إنّ إيران لها تاريخ مع المقاومة، لا يمكن إنكاره"، متابعاً أن "حماس تؤكّد أنّ دعم إيران غير مشروط، والدليل على ذلك أنّ الحركة قطعت علاقاتها بسوريا، علماً بأنّها حليف للنظام الإيراني".

وأضاف أن "هناك خلافات حقيقية بين إيران والعالم العربي، وهي تحتاج إلى حوار حقيقي، وهذا ما دعونا إليه في حركة مجتمع السلم، في المذكّرة التي قدّمناها إلى القمة العربية".

وعلّق على أعمال الشغب، التي حدثت مؤخراً في إيران، بالقول إنّ "محاولة استهداف إيران وإضعافها، والتي تتحالف فيها قوى إقليمية وعالمية، ستصب في مصلحة الكيان الصهيوني وأميركا، اللذين لن يرحما المنطقة العربية بعد سقوط إيران".

وأكد حمدادوش أنّه "لا بدّ من أن نتعامل معاً كدول عربية وإسلامية بمنطق الدول وببراغماتية سياسية، وبالبحث عن المصالح المشتركة، بعيداً عن العداء المستحكم الذي يصب في مصلحة أعداء إيران والعالم العربي".

لا بد من التوجه نحو حركة إسلامية تستشرف قرناً جديداً

وقال حمدادوش إنّ "تجارب الحركات الإسلامية تتباين من دولة إلى أخرى بحسب الظروف"، مضيفاً: "نحن حذّرنا دائماً من خطر الانجرار إلى مربّع العنف".

وأضاف: "لا بدّ لنا من أن نذهب إلى ما بعد الحركة الإسلامية التقليدية، فنتجاوز الآليات والهياكل التنظيمية والأدبيات السابقة، ونتوجّه إلى حركة إسلامية تستشرف قرناً جديداً لعصر النهضة".

ولفت حمدادوش إلى أنّه "لا يمكن التغيير داخل الأوطان، لا بالسلاح ولا بالاستعانة بأي أطراف خارجية".

اخترنا لك