حجم سكان الهند.. كاريكاتور عنصري لـ"دير شبيغل" الألمانية يثير الانتقادات

كاريكاتير مجلّة "دير شبيغل" الألمانية حول حجم سكان الهند المتزايد والذي تفوّقت فيه على الصين مؤخراً، يثير حملة إنتقادات ويوضح أنّ الغرب ما زال يتعاطى بعقلية النخبة الاستعمارية.

  • مجلة
    مجلة "دير شبيغل" الألمانية.

أثار رسم كاريكاتوري نشرته مجلّة "دير شبيغل" الألمانية بشأن تجاوز الهند للصين، كأكبر دولة في العالم، من حيث عدد السكان، غضب الهنود الذين وصفوا الأمر بالعنصرية.

وتطرقت صحيفة "إندبندنت" البريطانية  في مقالٍ لها إلى كمية الانتقادات التي تعرّض لها رسم "دير شبيغل" العنصري.

ويصور رسم "دير شبيغل" قطاراً مزدحماً للسكك الحديدية الهندية، مع عددٍ كبيرٍ من الركاب المتعلّقين من الجانبين والأعلى، متجاوزين قطاراً صينياً أنيقاً يسير على مسارٍ موازٍ، وعادةً ما تكون القطارات في جميع أنحاء الهند مزدحمةً لأنّها وسيلة النقل الرخيصة المتاحة للملايين الذين يرغبون في التنقل في جميع أنحاء البلاد.

وانتقد العديد من الهنود الصحيفة، مدّعين أنّ العنصرية تنبعث من الرسم الذي يحاول نشر الصورة النمطية القديمة عن البلاد.

من جهته، غرّد الوزير الفيدرالي الهندي، راجيف شاندراسيخار، على حسابه على موقع "تويتر" قائلاً إنّه "في غضون سنواتٍ قليلة، سيكون اقتصاد الهند أكبر من اقتصاد ألمانيا".

وانتقد كبير مستشاري وزارة الإعلام والإذاعة الهندية، كانشان جوبتا، الصحيفة الألمانية، مؤكداً أنّ "هذا عنصري بشكل شنيع، إنّ رسم كاريكاتير للهند بهذه الطريقة لا يشبه الواقع".

وأضاف جوبتا: "هذا سيء، إن لم يكن أسوأ من الرسوم الكاريكاتورية العنصرية في نيويورك تايمز التي سخرت من مهمة الهند الناجحة إلى المريخ"، مُشيراً هنا إلى رسمٍ كاريكاتوري نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، عام 2014، بعد أن أطلقت الهند مهمةً إلى المريخ، وقد أصدرت الصحيفة في وقت لاحق اعتذاراً بعد شكاوى القراء لديها.

وكتب أحد المراقبين: "الرسم الكاريكاتوري الألماني يمثّل عقلية النخبة النموذجية والتفوق الاستعماري، التي تصور الهند على أنّها دولة متخلفة وأقل تطوراً، فالغرب يشعر بالغيرة من نمو الهند وازدهارها".

الدول الغربية لا تغادر منطقها الاستعماري القديم

وأكّد محلّل الميادين للشؤون الأوروبية والدولية، موسى عاصي، أنّ الدول الغربية ما تزال تتعاطى مع الشعوب الأخرى بالمنطق الاستعماري الذي كان سائداً في القرون الماضية، وهذا المسار والتفكير ما يزال موجوداً حتى اليوم، علماً أنّ الدول المستعمَرة طوت منذ زمنٍ طويل هذه الصفحة، وهي الآن في مرحلةٍ جديدةٍ تماماً، ترفض منطق الاستعمار".

ولفتَ عاصي إلى أنّ الصحافة الغربية لم تنتقد الكاريكاتور، عندما أثار الجدل والانتقاد ضده، بل انتقدت ردود الفعل الهندية على هذا الكاريكاتور، ولا سيّما رد نائب الرئيس الهندي الذي اعتبر هذا الكاريكاتور مسيئاً جداً للهند.

وأشار محلّل الميادين للشؤون الدولية والاستراتيجية، منذر سليمان، إلى أنّه من الواضح استخدام الكاريكاتور بطريقة مسيئة لمعتقدات وثقافات الشعوب بطريقة سهلة من قبَل الإعلام الغربي، كما أنّه يوجد حظر على ممارسة نفس هذا الأسلوب الساخر على جهات معيّنة، منها كيان الاحتلال.

وتحدّث محلّل الميادين للشؤون العربية والإسلامية، قتيبة الصالح، عن كون السلوك الإعلامي الغربي العنصري "يعبّر بدايةً عن عقليةٍ استعمارية متوّقة وراسخة في أذهان، على الأقلّ، من يدير الإعلام ويمارسونه إلى حدٍّ كبير، وثانياً، يعبّر عن الارتباط المتشابك بين مؤسسة الإعلام وبين المؤسسة الرسمية إلى حدٍّ كبير، وتحديداً في الولايات المتّحدة".

 اقرأ أيضاً: كيف تتجلى العنصرية في الإعلام الغربي وآلية توظيفها؟

اخترنا لك