جنوب السودان سيرسل 750 جندياً إلى الكونغو لمواجهة حركة "أم23"

جنوب السودان سيرسل 750 جندياً إلى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية للانضمام إلى قوة إقليمية تنخرط في التصدي لهجوم "أم23".

  • جنوب السودان سيرسل 750 جندياً إلى الكونغو لمكافحة متمرّدي حركة
    قوة من جيش جنوب السودان في جوبا (أرشيف)

أعلن متحدث عسكري، اليوم الأربعاء، أنّ جنوب السودان سيرسل 750 جندياً إلى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية للانضمام إلى قوة إقليمية تنخرط في التصدي لهجوم لمتمردي "أم23".

ومنذ أشهر، تدور معارك محتدمة بين قوات الكونغو وفصيل "أم23" المتمرّد ما دفع "مجموعة شرق أفريقيا" إلى نشر قوة مشتركة للجم العنف، كما أرسلت كينيا وأوغندا قوات إلى الكونغو الديمقراطية.

وخلال حفل تخرّج العسكريين في العاصمة جوبا، قال الجنرال لول رواي كوانغ متحدّثاً باسم قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان إنّ جنود جنوب السودان "سيتوجّهون إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية في أقرب وقت ممكن".

وأوضح أنّ الكتيبة البالغ عديد عناصرها 750 جندياً تخضع للتدريب منذ أكثر من 6 أشهر تمهيداً لنشرها في الكونغو الديمقراطية.

وأعطى رئيس جنوب السودان سلفا كير، في حفل التخرج العسكري الذي أقيم في جوبا، توجيهات للعسكريين بـ"حفظ النظام"، وحضّهم على "حماية المدنيين وممتلكاتهم من أي أذى".

وأضاف كير: "أنتم جيش واحد"، وأنتم "ذاهبون بصفتكم جنوداً لجنوب السودان".

وأقيم حفل التخرّج العسكري بعد نحو 4 أشهر على استيعاب آلاف المقاتلين بينهم متمردون سابقون موالون لكير وآخرون موالون لخصمه، نائب الرئيس ريك مشار، في جيش جنوب السودان، تطبيقاً لبند أساسي نص عليه اتفاق السلام الذي وضع حداً لحرب أهلية (2013-2018) وحشية قضى فيها نحو 400 ألف شخص.

وأجّج تجدد القتال في الكونغو الديموقراطية توترات إقليمية، إذ تتّهم كينشاسا جارتها رواندا بدعم فصيل "أم23"، وهو استنتاج يؤيّده خبراء أمميون والولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا، وتنفي كيغالي صحّته.

وكان متمردو حركة "إم23" بدأوا الانسحاب من بعض الأراضي التي استولوا عليها في هجمات مؤخراً في الكونغو الديمقراطية، في إطار ما وصفه أحد قادة الحركة بأنّه "بادرة حسن نية"، بعد التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة زعماء إقليميين من شرق أفريقيا.

وسلّمت "أم23" بلدة كيبومبا الاستراتيجية لقوة عسكرية إقليمية إثر ضغوط دولية كبرى. لكنّ جيش الكونغو وصف الانسحاب بأنّه "صُوري"، وقال إنّه يرمي إلى تعزيز مواقع الحركة في أماكن أخرى.

ومن المقرر أن تضم قوة "مجموعة شرق إفريقيا" جنوداً من كينيا وبوروندي وأوغندا وجنوب السودان، لكن لم يتّضح بعد عديدها الفعلي.

ويُذكر أنّ زعماء أفارقة أعلنوا، الشهر الماضي، وقف الأعمال القتالية  في شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية ولاسيما الهجمات التي تشنّها حركة "23 مارس" المتمردة، بحسب ما ذكروا في بيان مشترك بعد محادثات في أنغولا.

ولكن حركة "أم23" أعلنت أنّها "غير معنية" باتّفاق وقف إطلاق النار، مطالبة بـ"حوار مباشر" مع حكومة الكونغو، لأنّها لم تكن حاضرة في المناقشات التي شارك فيها رئيس الكونغو فيليكس تشيسكيدي ووزير خارجية رواندا فنسنت بيروتا.

و"أم23" حركة تمرّد سابقة لإتنية التوتسي هُزمت في العام 2013، وعادت لحمل السلاح في نهاية العام 2021 وسيطرت على مناطق في أنحاء إقليم شمال كيفو وتقدّمت في اتّجاه غوما، المدينة الرئيسية في الإقليم.

اخترنا لك