جنوب أفريقيا تبدأ إزالة الركام وتهدئة "التوتّر العرقي"
رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامابوزا، يحضر عمليات تنظيف بعد أعمال العنف التي وقعت خلال الأسبوع الجاري في بلاده.
حضر رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا، اليوم الأحد، عمليات تنظيف بعد أعمال العنف التي وقعت خلال الأسبوع الجاري.
واتهم رامابوزا أنصار رئيس الدولة السابق جاكوب زوما بإثارة الفوضى في الأيام الأخيرة، واصفاً إياها بأنها "محاولة مدبَّرة لزعزعة استقرار البلاد".
وتجوّل الرئيس رامابوزا في مركز للتسوق مدمَّر في سويتو، مدينة الصفيح، بالقرب من جوهانسبرغ. وقال "نعترف بحدوث تقصير، سنجتمع لإجراء فحص ملائم للأحداث الأخيرة".
واحتفل سكان جنوب أفريقيا اليوم الأحد بـ"يوم مانديلا"، تكريماً لأول رئيس بعد إحلال الديموقراطية في البلاد، في فرصة ليشمّروا عن سواعدهم، ويخصّصوا بعض الوقت للعمل الجماعي.
وعاد الهدوء إلى مدينة دوربان بعد موجة من الاحتجاجات وأعمال شغب دامية اِستمرت أسبوعاً، ذهب ضحيتها نحو 212 قتيلاً، بسبب سَجن الرئيس السابق جاكوب زوما نتيجة ازدراء المحكمة وتُهم تتعلّق بالفساد.
ونهب لصوص مراكز تجارية، بينما أحرقت مجموعات مجهولة مصانع ومستودعات، وأُغلقت الطرق التي تُعتبر استراتيجية للاقتصاد.
ومن المقرَّر غداً الاثنين، استئناف محاكمة زوما في قضية منفصلة تتعلق برشوة عمرها أكثر من 20 عاماً في ظل توتر شديد.
ويواجه رامابوزا ضغوطاً متزايدة لأنه لم يتم اعتقال سوى واحد من الذين يُشتبه في أنهم دبّروا ما وصفته السلطات بمحاولة "تمرد" تسببت بأضرار تقدَّر بنحو مليار يورو.
وفي مقاطعة كوازولو ناتال، الأكثر تضرراً، أصبح الوصول إلى المواد الأساسية مصدر قلق في المناطق المتضررة، بحيث تم تدمير عدد من المتاجر، وبقي البعض الآخر مغلقاً.
وحذّر وزير الشرطة بيكي سيلي، من "أعمال دفاع عن النفس" بعد اتهام سكان في فينيكس، وهي مدينة صفيح قريبة من دوربان، معظم الجنوب أفارقة من أصل هندي، الذين يعيشون فيها، بمهاجمة مواطنيهم من ذوي البشرة السمراء.
وقال وزير الشرطة "إذا كنا قد سمعنا بأن البعض يخضع لفرز عنصري عند الحواجز التي نُصبت في المنطقة، وأن أشخاصاً بينهم رجال شرطة يتعرّضون للترهيب، وفي الحالات القصوى، يتعرّضون للضرب أو يتم تفتيش سياراتهم وإضرام النار فيها" ، فهذه بكل بساطة "سلوكيات إجرامية لن يتم التسامح معها".
وسيتم نشر فريق متخصّص من 10 شرطيين هناك للتحقيق في موت 20 رجلاً في ملابسات مثيرة للشبهات في هذه الضاحية خلال الأسبوع الجاري.
وفي سياق متصل، أغلق عدد كبير من الشواطئ حول دوربان بسبب مخاوف من تلوث محتمل بعد تسرب مادة كيميائية في مصنع محترق.
ويخشى قطاع الأعمال، وخصوصاً السياحة التي كانت تمثل 7% من إجمالي الناتج الداخلي قبل انتشار وباء كورونا، أن تضرّ صُوَر العنف بسمعة جنوب أفريقيا، وتعوّق الاستثمار في هذا البلد.