تواصل الاحتجاجات في مدينة رأس العين في الحسكة بعد مقتل صائغ
الاحتجاجات والإضرابات في مدينة رأس العين، الواقعة تحت سيطرة الفصائل المدعومة تركياً، تتواصل لليوم الرابع، احتجاجاً على جرائم الخطف والاغتيال والسرقات فيها.
شهدت مدينة رأس العين في شمالي غربي محافظة الحسكة، لليوم الرابع على التوالي، توتراً متواصلاً، في إثر الاحتجاجات والإضرابات التي نفّذها المواطنون، احتجاجاً على جريمة قتل الصائغ محمد إبراهيم الزر على أيدي مجهولين، يوم السبت الماضي، أمام منزله وسط المدينة.
وحوّل أهالي المدينة مراسم تشييع الصائغ إلى تحركات واحتجاجات، ندّدوا فيها بممارسات الفصائل المدعومة من تركيا، وبحالة الفلتان الأمني التي تشهدها المناطق التي احتلتها أنقرة في عملية "نبع السلام" في شهر تشرين الأوّل/أكتوبر من عام 2019.
ورشق المتظاهرون بالحجارة دوريات تركية كانت وصلت إلى منطقة التشييع، ورددوا عبارات تطالب بطردها، تعبيراً عن رفضهم الوجود العسكري التركي، الذي حوّل رأس العين إلى ثكنة عسكرية، نتيجة الوجود الكثيف للفصائل المسلحة في المدينة وأطرافها، ونتيجة فوضى السلاح، التي أدّت إلى حدوث عمليات الخطف والسرقة والاعتداء على الأهالي، بوتيرة يومية.
ونفذ السكان إضراباً عاماً، أغلقوا خلاله جميع المحال التجارية وسط المدينة، للمطالبة بالكشف عن تفاصيل الجريمة التي حدثت في ساعات النهار، والتي تدلّ على انعدام الأمان في مدينتهم، مع المطالبة بإلقاء القبض على الفاعلين ومحاسبتهم.
وتحت ضغط الأهالي، أعلنت الشرطة المدنية، التابعة لـ"المجلس المحلي لمدينة رأس العين"، اعتقال عدد من المشتبه فيهم.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر أهلية للميادين نت أنّ "جريمة القتل التي حدثت في المدينة، هي واحدة من مئات الجرائم التي شهدتها منذ احتلالها من تركيا والفصائل المسلحة والموالية لها"، لافتةً إلى أن رواية "الشرطة المدنية" تشير إلى أنّ "الفاعلين هم عراقيون يُشتبه في انتمائهم إلى تنظيم داعش، ويسعون لإيجاد فتنة بين الأهالي والفصائل، وزعزعة الأمان في المدينة".
وتسخر المصادر الأهلية من وصف "زعزعة الأمان"، باعتبار أن أغلبية الأهالي لا تشعر بالأمان مطلقاً، في ظل الجرائم اليومية التي تشهدها المدينة، بعد أن تمّ تهجير أكثر من نصف سكانها الأصليين، وإحلال عوائل المسلحين بدلاً منهم، "وبعض هذه العوائل من الأجانب، وبعضها الآخر يحمل الجنسية العراقية".
وتلفت المصادر نفسها إلى أنّ "الاستخبارات التركية ترعى وجود عدد من المسلحين من الجنسية العراقية وجنسيات أخرى، وهم جميعهم كانوا مقاتلين سابقين في تنظيم "داعش"، مع تخصيص رواتب لهم، أمام مرأى الجميع"، مشيرةً إلى أنّ "أغلبية الأهالي بقيت في المدينة، بسبب عدم قدرتها على تحمّل أعباء النزوح، ولأنه لا توجد أي حاضنة شعبية للوجود التركي والفصائل المدعومة من جانب أنفرة".
وتشهد مناطق سيطرة المسلحين المدعومين من تركيا، في رأس العين وتل أبيض، جرائم خطف واغتيال، إلى جانب تجدد الاشتباكات بين الفصائل المسلحة، نتيجة الخلافات على المسروقات التي تمّ الاستيلاء عليها. وكان آخرها اشتباكات جرت بين فصيلي الحمزة والسلطان مراد، في مدينة رأس العين منذ نحو شهر، بسبب الخلاف على السطو على محطة وقود وعدد من الأراضي الزراعية، التي تمّ الاستيلاء عليها، بعد تهجير مُلّاكها.