"تلغراف": "الناتو" أكثر تردّداً مما يبدو في دعم كييف
صحيفة "تلغراف" البريطانية تؤكد أنّ تسليم الدبابات إلى أوكرانيا سيواجه عدّة مشاكل.
أفادت صحيفة "تلغراف" البريطانية، اليوم الخميس، أنّ تقديم الدبابات إلى أوكرانيا تطلّب قدراً هائلاً من الجهد، على الرغم من كونه أمراً سهلاً، مقارنةً بصعوبة تسليمها كخطوةٍ تالية.
وأكدت الصحيفة أنّ "هناك عدّة مشاكل قادمة فيما يتعلّق بتسليم هذه الدبابات، إذ قد يؤدي الخلاف غير اللائق بين القادة الغربيين إلى تدهور التعاون والتماسك بين الحكومات".
وتساءلت الصحيفة إذا "كان لدى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على سبيل المثال، اقتراح لصفقة تحتفظ بموجبها موسكو بالسيطرة على دونباس وشبه جزيرة القرم في مقابل وقف النزاع، فهل كان الألمان سيأذنون بنقل الأسلحة إلى كييف"؟
وأشارت الصحيفة إلى أنّ "توريد أعداد كبيرة من الدبابات من عدد من البلدان يثير تساؤلات بشأن قابليتها للعمل البنيوي في ساحة المعركة، فضلاً عن ضعفها أمام الضربات الجوية والصاروخية الروسية، إذا لم يتم توفير غطاء جوي ملائم لها".
وذكرت الصحيفة "أنّ المسؤولين الأميركيين يبدون مهتمين أكثر بشرح الصعوبات التي ينطوي عليها توفير دبابات أبرامز، محذّرين من أنّها أنظمة أسلحة معقدة تصعب صيانتها، بدلاً من التركيز على جدول تسليمها، والذي يقدّر أنّه قد يستغرق أكثر من شهرين"، علماً بأنّ ذلك "سيكون بعد فوات الأوان"؛ أي في فترة ما بعد بدء معركة الربيع المرتقبة.
وختمت الصحيفة بأنّ "الأشهر المقبلة لن تنجح إلّا إذا اجتمع عنصرا تسليم الدبابات وإيجاد "الناتو" طريقة للبقاء متحداً".
وكانت ألمانيا رفضت، في وقت سابق، تزويد أوكرانيا بدبابات "ليوبارد - 2"، بحجة أنّ تزويد كييف بها يمكن أن يؤدي إلى حربٍ أوسع.
كما حاول المستشار الألماني، أولاف شولتس، الاختباء وراء الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنّ واشنطن لم ترسل أي دبابات، وهو لن يفعل ذلك، إذا لم تفعل أميركا".
من جهتها، أفادت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية بأنّه "بعد أشهر من الجدل، قرّر شولتس تسليم دبابات قتالٍ رئيسة من طراز "ليوبارد" إلى أوكرانيا، بحيث من المتوقع أن ترسل الولايات المتحدة، بالتوازي، دبابات من طراز "أبرامز" إلى أوكرانيا".
يُذكَر أنّ واشنطن عملت جاهدة من أجل أن تزوّد برلين كييف بدبابات "ليوبارد" من مخزونها الخاص، وليس فقط من أجل السماح لدول "الناتو" الأخرى بإعادة تصدير هذا النوع من الدبابات، "إذ لا يمكن إجراء عمليات التسليم من دون إذن ألمانيا، الصانعة لها".
وفي السياق، احتشد سكان مدينة ميونيخ، صباح اليوم، في الشوارع، احتجاجاً على نقل دبابات "ليوبارد - 2" الألمانية إلى أوكرانيا، وردّدوا شعارات مناهضة للحرب، وطالبوا بحل دبلوماسي للأزمة في أوكرانيا.
بدوره، أكّد الكرملين، أمس الأربعاء، أنّ الدبابات الغربية سوف تحترق إذا سُلّمت إلى أوكرانيا، مشيراً إلى أنّ الوضع في "أوروبا والعالم متوتر للغاية، ولا وجود لعناصر انفراج".