تقرير: واشنطن تواجه نوعاً جديداً من العنف المتطرف ولا تعرف كيف توقفه
مجلة "ذا أتلانتك" الأميركية تتحدث عن "الفوضى السياسية الجديدة" في الولايات المتحدة، وتقول إنّ العصر الحالي للعنف السياسي في أميركا مختلف عما حدث من قبل.
تحدثت مجلة "ذا أتلانتك" الأميركية عن "الفوضى السياسية الجديدة" في الولايات المتحدة، وقالت إنّ واشنطن تواجه نوعاً جديداً من العنف المتطرف ولا تعرف كيف توقفه.
وذكرت المجلة أنّ "المتطرفين في الولايات المتحدة، سواء من اليمين أو اليسار، أصبحوا يسيطرون على أجزاء من وسط مدينة بورتلاند (المدينة التي قُتل فيها جورج فلويد على يد رجال الشرطة)"، مضيفةً أنّ "هؤلاء المتطرفين تصرفوا من دون ضبط النفس أو، في كثير من الحالات، من دون إنسانية".
وأشارت إلى أنّ "إجراءات الرئيس السابق دونالد ترامب لإنفاذ القانون في المدينة باءت بالفشل، بل وتسببت بزيادة الاضطرابات"، لافتةً إلى أنّ "ما بدا من الخارج أنه احتجاجات عفوية تركزت على مقتل جورج فلويد كان في الواقع تتويجاً لمعركة أيديولوجية طويلة الأمد".
وتابعت أنه "قبل نحو أربع سنوات، حدد أنصار ترامب مدينة بورتلاند، بشكل صحيح، كمكان مثالي لاستفزاز اليسار"، مشيرةً إلى أنه "غالباً ما تتعرض المدينة للسخرية بسبب افتتانها بالأفكار اليسارية والسياسات الأدائية من قبل التيار اليميني".
وأضافت المجلة أنّ المتطرفين اليمينيين أدركوا أنّ رد فعل بورتلاند على حملة السخرية من اليسار سيكون سريعاً"، موضحةً أنه عندما فاز دونالد ترامب بالرئاسة، اشتدّت هذه الديناميكية، وأصبحت بورتلاند مكاناً يتشاجر فيه المتطرفون في الشوارع.
وأوردت المجلة أنّ "ما حدث في بورتلاند، مثل ما حدث في واشنطن العاصمة، في 6 كانون الثاني/يناير 2021، كان مظهراً مركزاً للعنف السياسي الموجود في البلاد الآن"، لافتةً إلى أنّ "المزيد من الأميركيين يحملون الأسلحة للاحتجاجات السياسية".
كذلك، أشارت إلى أنّ "الناس يبنون هوياتهم السياسية ليس حول القيم المشتركة، ولكن حول كراهية خصومهم، وهي ظاهرة تُعرف باسم الحزبية السلبية"، وتابعت أنّ عدداً متزايداً من المسؤولين المنتخبين يواجهون المضايقات والتهديدات بالقتل، مما يتسبب في ترك الكثيرين للسياسة.
وذكرت المجلة أيضاً أنه بكل المقاييس تقريباً، يُنظر إلى العنف السياسي على أنه مقبول اليوم أكثر مما كان عليه قبل خمس سنوات.
وبحسب "ذا أتلانتك"، تشير ثلاث حقائق إلى أنّ العصر الحالي للعنف السياسي في أميركا مختلف عما حدث من قبل، وتجعل التعامل معه أكثر صعوبة، وهي:
أولاً، الواضح هو حصول الجميع على الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة العسكرية.
ثانياً، أصبحت بيئة المعلومات اليوم أكثر تعقيداً وأكثر تجزّءاً من أي وقت مضى. في عام 2006، جادل المحلل، بروس هوفمان، بأنّ "الإرهاب المعاصر أصبح غير متبلور بشكل خطير". كان يشير إلى جماعات مثل القاعدة، لكننا نشهد الآن ما وصفه بـ"المتطرفين الأميركيين المحليين".
كما يرى هوفمان وآخرون، فإنّ "السمة المميزة لإرهاب ما بعد 11 أيلول/سبتمبر هي أنه لا مركزي، إذ إنك لست بحاجة إلى أن تكون جزءاً من منظمة لتصبح إرهابياً".
ثالثاً، الواقع الجديد يذهب إلى جوهر الحكم الذاتي الأميركي: إذ إنّ الناس يرفضون قبول نتيجة الانتخابات، حيث يغذي القادة الوطنيون الشكوك ويستفيدون منها لتحقيق غاياتهم الخاصة. وفي فترات الإنهاء، غالباً ما يصبح العنف جزءاً من استراتيجية حاكمة.