"تغيير دراماتيكي".. حكومة الاحتلال ستزيل مستوطنات من تصنيف "محاذية للسياج"
إعلام إسرائيلي يتحدث عن قرار حكومة الاحتلال تغيير خريطة مستوطنات "خط المواجهة"، في الشمال والجنوب، لإزالة عشرات المستوطنات من تصنيف "محاذية للسياج".
-
الحكومة الإسرائيلية ستطلب تعريف المستوطنات التي تبعد حتى مسافة كيلومتر واحد من حدود لبنان وسوريا وقطاع غزة، بوصفها "محاذية للسياج"
قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّه من المتوقع أن تغيّر حكومة الاحتلال، الأحد المقبل، خريطة مستوطنات "خط المواجهة"، في الشمال والجنوب، معتبرةً أنّ هذا القرار سيضرّ بمستوطنات ذلك الخط.
ووفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، يأتي قرار إزالة عشرات المستوطنات من تصنيف "محاذية للسياج"، التي تحصل على مزايا لتشجيع الاستيطان فيها، في ظل تهديدات الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، بما في ذلك قوله، قبل يومين، إنّ "أي عملية اغتيال على الأراضي اللبنانية لن تمرّ بهدوء".
كما يأتي هذا "التغيير الدراماتيكي" بعد تحذير وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، من أنّ فرص التصعيد تتزايد، واقتطاع الحكومة المليارات من ميزانية "تحصين الشمال"، التي التزمت بها حكومة بنيامين نتنياهو عام 2018.
وتابعت الصحيفة أنّ من بين هذه المستوطنات "كريات شمونة" و"سديروت".
كذلك، أضافت "يديعوت أحرونوت" أنّ الحكومة الإسرائيلية ستطلب تعريف المستوطنات، التي تبعد حتى مسافة كيلومتر واحد من حدود لبنان وسوريا وقطاع غزة، بوصفها "محاذية للسياج". أما المستوطنات الموجودة حتى مسافة 2 كلم من السياج فلن تُعرَّف كذلك.
اقرأ أيضاً: رؤساء المستوطنات الشمالية: حزب الله يفعل ما يريد.. والسكان غير محميين
يُشار إلى أنّ صحيفة "معاريف" الإسرائيلية لفتت سابقاً إلى أنّ حكومة الاحتلال قرّرت، عام 2018، تخصيص 5 مليارات شيكل لحماية الجبهة الداخلية، على مدى عشرة أعوام.
لكن، وفقاً لمنظمة "أومتس" (تجمّع سياسي)، "يتمّ تنفيذ الخطة بتكاسل. وفي عام 2023 قرّرت الحكومة خفض ميزانية الحماية من نصف مليار إلى 100 مليون شيكل فقط".
القرار يحمل صفة الخوف
محلل الميادين للشؤون الأمنية والعسكرية، شارل أبي نادر، قال إنّه "يمكن أن نستنتج أنّ هذا القرار الإسرائيلي يحمل صفة الخوف"، وهو جاء "لمواجهة التهديدات الجدية من حزب الله".
وأضاف أبي نادر أنّ نزع صفة "محاذاة السياج" عن المستوطنات يعني أنّها "لن تستقبل مستوطنين بعد اليوم، وهذا يشكّل رضوخاً كاملاً للتهديد".
كذلك، أشار أبي نادر إلى أنّ الاحتلال "لا يريد إدخال المستوطنين على الخطوط، لأنّ هذا الموضوع يشكّل خطراً، لأنهم يعتبرون أنّ ثمة ضعف في حمايتهم، إذ ثمة احتمال أن يكونوا أسرى نتيجة أي عملية لحزب الله".
ورأى محلل الميادين للشؤون الأمنية والعسكرية أنّ البعد الأهم في هذا القرار هو إمكان أن يليه قرار آخر بإخلاء هذه المستوطنات، بالإضافة إلى أنّ هذا الموضوع "قد يجرّ إجراءات عسكرية وهندسية جديدة داخل المستوطنات".
وتابع: "من الناحية العسكرية، يبدو كأنهم يعملون على جعل هذه المنطقة مخلاة وعازلة، تخضع لإجراءات عسكرية خاصة أو استثنائية، أي أنّهم بدأوا يضيّقون المساحات التي يمكن أن يسكن فيها المستوطنون".
وفي حين يرى الاحتلال نفسه عاجزاً عن مواجهة هذا التهديد عسكرياً، يلجأ إلى هذه الإجراءات المتعلقة بإدارة المستوطنات، وفقاً لما قاله أبي نادر.
ويتزامن القرار الإسرائيلي مع تصاعد الخوف لدى المستوطنين في الشمال، حيث أظهر "جيش" الاحتلال إخفاقات كثيرةً في أدائه، في مقابل تعاظم قدرات حزب الله.
وفيما يستمر التوتر على الحدود اللبنانية الفلسطينية، قال موقع "أكسيوس" الأميركي إنّ الولايات المتحدة تكثّف جهودها لتهدئة التوترات المتزايدة بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله.
اقرأ أيضاً: "الأمن القومي" الإسرائيلي: نصر الله عدو صعب.. وممنوع الاستخفاف بقدراته
يُذكر أنّ الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أكد، الإثنين الماضي، عدم جدوى التهديدات الإسرائيلية بتنفيذ اغتيالات، قائلاً إنّه "لا التهديد، ولا تنفيذ التهديد، سيوقفان المقاومة، بل سيزيدها عناداً وإصراراً وقوة".
وجدّد السيد نصر الله موقف المقاومة تجاه التهديدات الإسرائيلية، ومفاده أنّ "أي اغتيال على الأرض اللبنانية، يطال لبنانياً أو فلسطينياً أو إيرانياً أو سواهم، لا يمكن السكوت عنه".
وبُعيْد خطاب الأمين العام لحزب الله، مساء الإثنين، أبدى الإعلام الإسرائيلي اهتماماً لافتاً بمضمون الخطاب، ولا سيما تهديداته بالرد على أي عملية اغتيال إسرائيلية في لبنان.
ولفتت "يديعوت أحرونوت" إلى أنّ السيد نصر الله يدعم نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس، صالح العاروري، الذي أكد بدوره، في حوارٍ خاص بالميادين، الجمعة الماضي، أنّ تكرار الاحتلال التهديد باغتياله لن يترك أثراً أو تغييراً، مُشدّداً على أنّ المقاومة في الضفة الغربية ستتعزّز وتتمدّد وتزداد تأثيراً.
وفيما يتعلق بالوضع على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، كشفت وسائل اعلام إسرائيلية، في وقت سابق من هذا الشهر، أنّ "الجبهة الداخلية" ليست جاهزة للحرب، وأنّ مستوطنات الشمال ينقصها أكثر من عشرة آلاف ملجأ، ما يعني أنّ 2.5 مليون مستوطن "يعيشون بلا حماية".
من جهته، قال رئيس "أمان" السابق، عاموس يادلين، في حديث إلى "القناةالـ 12" الإسرائيلية، إنّ "القلق الأساسي والتهديد العسكري الأكبر الذي يهددنا هما حزب الله".
كذلك، كشفت وثيقة ألّفها مقاتل احتياط في "جيش" الاحتلال، قائمةً طويلةً من الإخفاقات والاختلالات والنواقص الأساسية في المواقع التابعة له على الحدود مع لبنان، مشدّدةً على أنّ "هذه المواقع ستنهار في حال شنّ حزب الله هجوماً".
وجاء في الوثيقة أنّ هذه المواقع "ليست فقط غير مستعدة لقتال على مستوى يناسب التهديد، بل هي غير مستعدة لقتال على مستوى المواقع في خطوط أخرى أقل خطراً حتى".