تركيا تقصف أهدافاً لـ"قسد" أغلبها في الحسكة.. وأضرار بمنشآت الطاقة والنفط
الجيش التركي يُجدّد قصفه لمناطق سيطرة "قسد" في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، مستهدفاً منشآت حيوية وبنى تحتية في كل من المالكية ورميلان.
جدّد الجيش التركي، اليوم الجمعة، قصفه لمناطق سيطرة "قسد" في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، مستهدفاً منشآت حيوية وبنى تحتية على بعد كيلومترات من قواعد الاحتلال الأميركي الرئيسية في كل من المالكية ورميلان.
واستهدف الطيران المسيّر التركي منشأة توليد السويدية بريف مدينة رميلان النفطية، لـ 5 مرات متتالية، ما أدّى إلى أضرار مادية كبيرة في المنشأة.
وأكّد مصدر في شركة كهرباء الحسكة للميادين نت أنّ "قصف طيران المحتل التركي على محطة توليد الطاقة الكهربائية في السويدية أدى إلى إخراجها عن الخدمة"، مشيراً إلى أنّ "المنشأة تسهم في توفير التيار الكهربائي لمناطق واسعة في المحافظة".
كما قصفت الطائرات المسيّرة التركية، مركزاً صحياً في ريف مدينة المالكية، في أقصى الشمال الشرقي من محافظة الحسكة، ما أدى إلى تدميرها بالكامل.
وقالت مصادر الميادين إنّ "سرباً من الطائرات المسيّرة والمدفعية التركية قصف خلال اليومين الفائتين 52 هدفاً في مناطق سيطرة قسد وبشكل خاص في محافظة الحسكة".
وأكّدت المصادر أنّ "القصف طال 19 موقعاً من البنى التحتية، و22 موقعاً مدنياً، و11 موقعاً عسكرياً"، كاشفةً عن "استهداف 12 موقعاً في الحسكة و19 في القامشلي و14 في ريف حلب الشمالي".
ولفتت إلى تسبّب القصف بـ خروج 5 محطات ومنشآة توليد للكهرباء هي محطة توليد السويدية ومحطة تحويل كهرباء القامشلي، وعامودا، وسد الحسكة الغربي ومحطة تحويل تل أحمد، إضافة إلى خروج محطات وآبار نفطية، هي محطات الزاربة والعودة والسعيدة والقوس والعليان ومعشوق بأرياف القحطانية والجوادية ورميلان.
من جهتها أكدت وزارة الدفاع التركية، أنّ الهجوم الصاروخي على قاعدة تركية من قبل "قسد"، أسفر عن مقتل ضابط شرطة تركي وإصابة 7 ضباط وجنود في قرية دابق شمال غرب سوريا مساء الخميس.
وقالت الوزارة إنّ "تركيا شنّت ضربات جوية بشكل منفصل ودمّرت 30 هدفاً للإرهابيين في أماكن أخرى في شمالي سوريا، بما في ذلك بئر نفط ومنشأة تخزين وملاجئ".
وبدأت تركيا حملة جوية ضد "قسد" يوم أمس، بعد تبنّي "حزب العمال الكردستاني" لتفجير مركز للشرطة في العاصمة أنقرة، واتهامات تركية بأنّ الشخصين اللذين نفّذا الهجوم قدِما من سوريا، في إشارة إلى انتمائهم لـ"قسد".
وتعدّ أنقرة هذه الهجمات الجوية انتقامية، بعد تأكيد وزير الخارجية التركي حقان فيدان أنّ "البنى التحية ومنشآت الطاقة التابعة لحزب العمال الكردستاني في سوريا والعراق باتت هدفاً مشروعاً للقوات التركية".
حرب الطائرات المسيرة التركية شمال شرق سوريا
— رضا الباشا Rida Albasha (@rh_albasha) October 5, 2023
تصعيد غير مسبوق يمهد لعمل عسكري تركي ضد قسد في كامل الشمال السوري
تقرير رضا الباشا
تصوير ومونتاج محمد دامور
المقابلات Kareem Tebi
Sarkis Kassargian pic.twitter.com/g7jmlzjDXQ
وكان من الواضح أنّ الهجمات التركية ستتركّز بصورة أساسية على مواقع "قسد" في سوريا، وهو ما ظهر من خلال تأكيد فيدان أنّ "الإرهابيّين اللذين نفّذا هجوم أنقرة انطلقا من سوريا وتلقّيا تدريبات في تركيا".
ويبدو أنّ أنقرة تريد استغلال الحادثة بهدف التصعيد الميداني ومحاولة شنّ هجمات برية ضد مواقع "قسد" في شمالي وشرقي سوريا، من دون رصد أي حشود أو تعزيزات عسكرية حتى الآن.
لذلك، سارعت "قسد" إلى إصدار بيان، قالت فيه إنّ "جميع الادّعاءات التي يسوّقها المسؤولون الأتراك حول مرور منفّذي هجوم العاصمة أنقرة أو استخدام مناطقنا غير صحيحة"، فيما أصدرت "الإدارة الذاتية" الكردية بياناً طالبت فيه كلّاً من "روسيا والولايات المتحدة الأميركية باتخاذ إجراءات رادعة للتهديدات التركية"، معتبرةً أنّ "التهديدات التركية باستهداف المنشآت الحيوية ستكون لها تبعات سلبية على الوضع المعيشي والإنساني، وهي سلوك عدواني يرتقي إلى جرائم حرب".
بدورها، أكدت الرئيسة التنفيذية لـ"مجلس سوريا الديمقراطية" القيادية الكردية إلهام أحمد "ضرورة تحرّك المجتمع الدولي ضدّ الاتهامات والتهديدات التركية قبل فوات الأوان".