تحديد موعد الانتخابات الرئاسية في إيطاليا ودراغي "الأوفر حظاً"
ينعقد البرلمان الإيطالي في 24 كانون الثاني/يناير لانتخاب رئيساً للجمهورية، و الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي المرشح الأوفر حظاً.
أعلن رئيس مجلس النواب الإيطالي، اليوم الثلاثاء، أن البرلمان سيجتمع في 24 كانون الثاني/يناير الجاري للتصويت على اختيار رئيس جديد للدولة، ليحل محل الرئيس المنتهية ولايته، سيرغيو ماتاريلا.
وقد تكون لانتخاب رئيس جديد تداعيات كبيرة على مستقبل حكومة رئيس الوزراء ماريو دراغي التي تحاول احتواء موجة الإصابات بفيروس كورونا، وفقاً لوكالة "رويترز".
وطلب الرئيس سيرغو ماتاريلا الذي تنتهي ولايته التي استمرت سبع سنوات في 3 شباط/فبراير 2022، في شباط/فبراير 2021 من الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي ليخلف جوزيبي كونتي الذي فقد أغلبيته في البرلمان.
وكان ماريو دراغي منذ ذلك الحين على رأس ائتلاف حكومي واسع يضم اليسار وحزب الرابطة اليميني المتطرف بزعامة ماتيو سالفيني وحزب "فورتسا إيتاليا" بزعامة سيلفيو برلسكوني.
وكانت إيطاليا التي تعتبر ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، المستفيد الأكبر من الخطة مع حصولها على 191,5 مليار يورو للفترة 2021-2026.
وقال لورينزو كودونيو، الأستاذ المحاضر في "لندن سكول أوف إيكونوميكس"، في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" إن دراغي الذي كان حريصاً على عدم التحدث علناً عن اهتمامه المحتمل بالرئاسة "هو افتراضياً المرشح الأوفر حظاً، لأنني لا أرى أي شخص آخر يمكنه في الوقت الراهن أن يحصل على دعم كل الأحزاب السياسية".
يشار إلى أن وصول دراغي إلى رئاسة الجمهورية الإيطالية من شأنه أن يطرح مشكلة شائكة تتمثل في إيجاد خلف له قادر على الحفاظ على تماسك الأغلبية الحالية الهشة، ما قد يؤدي إلى انتخابات مبكرة. ويفضل كثر رؤيته في منصبه كرئيس للوزراء حتى الانتخابات التشريعية المزمعة عام 2023 من أجل مواصلة الإصلاحات التي بدأها قبل عام.
من ناحية أخرى، كتبت شخصيات من عالم الثقافة في نهاية الأسبوع في رسالة مفتوحة "حان الوقت لانتخاب امرأة". وفي هذا السيناريو غير المسبوق، سيكون لدى وزيرة العدل الحالية مارتا كارتابيا فرصة على غرار باولا سيفيرينو التي كانت أيضاً وزيرة العدل بين عامي 2011 و2013 في حكومة ماريو مونتي.
وطريقة انتخاب الرئيس في إيطاليا "معقدة نوعاً ما"، حيث يجتمع النواب وأعضاء مجلس الشيوخ، بالإضافة إلى ممثلي المناطق الإيطالية العشرين، أو ما مجموعه حوالى ألف شخص، للتصويت.
في الجولات الثلاث الأولى من التصويت، تكون أغلبية الثلثين ضرورية لكن اعتباراً من الجولة الرابعة من التصويت تكون الأغلبية البسيطة كافية لفوز المرشح بالرئاسة. ويجري التصويت بالاقتراع السري، وهذا الأمر أدى مراراً في الماضي إلى مفاجئات لأن بعض النواب لا يلتزمون تعليمات أحزابهم.
لذلك يسود عدم اليقين في النتيجة التي ستخرج بها هذه الانتخابات الرئاسية، "وهو أمر مألوف في السياسة الإيطالية" وفق لورينزو كودونيو.