"تايم": الجيش الأميركي غير مستعد لعصر التكنولوجيا المتقدمة

مجلة "تايم" الأميركية انتقدت في مقالٍ لها، واقع عصرنة الإنفاق العسكري الأميركي على الدفاع، موضحةً أنّه لا يرقى إلى تحقيق دفاعٍ بمستوى التهديدات والحضور الدولي للولايات المتحدة.

  • تواجه القوات الأميركية تهديدات عسكرية كبيرة، برية وبحرية وجوية وفضائية وإلكترونية.
    تواجه القوات الأميركية تهديدات عسكرية كبيرة، برية وبحرية وجوية وفضائية وإلكترونية.

نشرت مجلّة "تايم" الأميركية، اليوم الأربعاء، مقالاً بعنوان "الجيش الأميركي غير مستعد لعصر التكنولوجيا المتقدمة"، تطرقت فيه إلى طريقة وزارة الدفاع الأميركية في إدارة ميزانية الجيش، والتي تحتاج إصلاحاً يواكب التطور الكبير في حقول العلوم والتكنولوجيا، بحسب المجلة.

وجاء المقال المتخصص من كتابة الأدميرال المتقاعد، ويليام أوينز، والذي شغل منصب النائب الثالث لرئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة من 1994 إلى 1996، وجون آر كاسيش، الذي شغل منصب حاكم ولاية أوهايو الأميركية في الفترة من 2011 إلى 2019، وعمل كعضو في الكونغرس من 1983 إلى 2001.

وأشارت المجلّة إلى أنّ تسجيل الميزانية الدفاعية التي اقترحها الرئيس الأميركي، جو بايدن، رقماً قياسياً، بقيمة 886 مليار دولار، في الإنفاق العسكري في وقت السلم، ربما يكون رقماً قياسياً جديداً، لكنّها أكّدت أيضاً أنّه رقم ليس بجديد.

ولفتت المجلّة إلى إنفاق القوات العسكرية الأميركية والصناعات الدفاعية والكونغرس الداعم لها، عدة عقود وتريليونات من الدولارات في الاستعداد للدفاع ضد العديد من التهديدات في جميع أنحاء العالم، لكنّها اعتبرت أنّه "لسوء الحظ، فإنّ الكثير من هذا الجهد لم يؤد إلّا إلى إعداد الجيش لمواجهة تهديدات الأمس فقط".

وأكّد المقال أنّ هذا الفشل الموجود في الرؤية الأميركية لتسيير الإنفاق العسكري "يأتي مشوّهاً بسبب دعم الأنظمة المفضلة والبالية والعقليات الاستراتيجية"، والتي  وصفها بأنّها "تتراجع في العمل ضد التهديدات سريعة التغيّر" التي تواجهها الولايات المتحدة اليوم، ناهيك عن تلك التي ستواجهها غداً.

وتطرّق المقال إلى ما يعقّد محاولات مواجهة مثل هذا التحدي، ليؤكّد حقيقة كون المؤسسة الدفاعية الأميركية أكثر المؤسسات التجارية تعقيداً في العالم، واصفاً نظام عملها بالمعقّد ومتعدد الخيوط، والمدفوع جزئياً بـ"مجمّع صناعي عسكري" يتأثر كثيراً بالعوامل الخارجية وضغوط الدوائر الانتخابية وأنظمة الاستحواذ غير الفعّالة، مشيراً إلى مشكلةٍ أكبر، وهي "وجود عددٍ قليلٍ جداً من الأشخاص الذين يفهمون حقاً تعقيدات النظام جيداً، بما يكفي لإنجاحه".

يبدو واضحاً اليوم أنّ الذكاء الاصطناعي وسلاسل التوريد والتعلّم الآلي والحوسبة وغيرها من التقنيات المتقدمة، قد غيّرت الطريقة التي يتم بها إدارة الأعمال والصناعة في جميع أنحاء العالم، لكن المقال يشير إلى أنّ وزارة الدفاع الأميركية وصناعات سلسلة التوريد الخاصة بها، لم تدمج هذه الأدوات بشكلٍ كاملٍ لتحقيق دفاعٍ عسكريٍ بشكل أفضل.

يمتلك الأميركيون كل الأسباب الوجيهة للتدقيق في النفقات العسكرية، في مواجهة هذه العيوب المنهجية التي يُقدّمها الكاتبان المختصان، كما يجب عليهم طرح أسئلة أساسية حول فعالية أنظمة الدفاع العسكرية ومدى عصرنتها.

وتواجه القوات الأميركية تهديدات عسكرية كبيرة، برية وبحرية وجوية وفضائية وإلكترونية، في عصر تغيير تكنولوجي مستمر، مما يجعل من الضروري أن تقوم الصناعة العسكرية الأميركية بتكييف ودمج التقنيات الجديدة، بحسب مجلة "تايم".

ودعا المقال إلى تبنّي تقنياتٍ جديدةٍ في أنظمة المواجهة والطائرات من دون طيار المتقدمة والصواريخ والمركبات ذاتية القيادة، إضافةً إلى التوعية في مجال المعركة وتحليل البيانات وتقنيات الهجوم الإلكتروني، موضحاً أنّ هذه هي الأدوات التي يعمل خصوم الولايات المتحدة على إتقانها، وأنّ الولايات المتحدة ستواجهها في المستقبل القريب على أنّها "تهديدات غير متماثلة".

وجاء مقال "تايم" في ظل أزمة تسرّيب عشرات الوثائق البالغة السرية، التابعة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، في مواقع التواصل. وقال مسؤولون أميركيون إنّ "الوثائق المنشورة تشمل معلومات استخبارية بشأن مسائل داخلية لعدة دول"، وأنّ من بينها "وثائق تشمل معلومات استخبارية عن إسرائيل وبريطانيا وغيرهما"، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

اقرأ أيضاً: "نظام عالمي جديد يتشكل ببطء".. كيف تفوّقت روسيا والصين على الغرب؟

اخترنا لك