بينيت يتباهى بالكشف عن عملية تتعلّق برون أراد.. ورئيس "الموساد": كانت فاشلة
رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت يكشف، في جلسة للكنيست، قيام "الموساد" بعملية لكشف مصير الطيّار المفقود رون أراد، ومسؤولون أمنيون وسياسيون ينتقدون خطوته ويصفونها بالأمر "الطفولي".
قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنَّ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت "كشف، في افتتاح الدورة الشتوية للكنيست"، ما وصفه بـ"أمر أمني مهم"، يتعلّق بمصير الطيّار رون أراد الذي أُسقطت طيارته في جنوبي لبنان في عام 1986، وفُقد أثرُه بعدها.
وأوضح بينيت أنَّ "عناصر الموساد خرجوا الشهر الماضي في عمليةٍ هدفها العثور على معلوماتٍ جديدةٍ عن مصير رون أراد ومكان وجوده"، مضيفاً أنها "كانت عملية معقَّدة وواسعة وجريئة"، من دون أن يضيف أيّ معلومات أخرى بشأنها، بحيث أضاف "هذا كل ما يمكن قوله في هذه اللحظة".
وأشار بينيت إلى "أنَّنا قمنا بجهد إضافي في الطريق لفهم ما جرى بشأن مصير أراد".
وشكر باسمه واسم عائلة الطيار المفقود "العناصر الذين شاركوا في العملية"، كما أشاد بـ"التعاون" الذي تمَّ بين القوات الإسرائيلية وأجهزة الاستخبارات.
ونقل المحلل السياسي في "القناة الـ 12"، أمنون أبراموفيتش، عن مسؤولين رسميين، قولهم إنَّ "الأمر عنوانٌ أكثر مما هو ماهية. إنه دراما سياسية أكثر مما هو مضمون".
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رئيس "الموساد" قال بعد العملية "لقد كانت عملية شجاعة وجريئة ومعقَّدة، لكنها لم تكن ناجحة. لقد فشلت، لقد كانت فشلاً، لكن سنستمرّ في الجهود".
وأشار رئيس "الموساد" إلى أن العملية "كانت في عدة دول، وكانت خلاّقة"، لكنها، بحسب قوله، "لم تنجح، ولم تحقّق أي اختراق".
وتابع رئيس "الموساد" انتقاده رئيسَ حكومة الاحتلال نفتالي بينيت بالقول "نحن نعرف ممّن تعلّم بينيت التفاخر بعملياتٍ سريةٍ، لكن يبدو لي أن الأمر زائدٌ على الحد. في مثل هذه الحالة، كان يكفي إبلاغ عائلة رون أراد، وليس الإسرائيليين من على منصة الكنيست. هذه الزيادة على خطابه كانت طفولية نوعاً ما".
ونقلت "القناة الـ 13"، عما سمته "مصدراً أمنياً كبيراً"، قوله إنَّ "بينيت قام باستخدامٍ سياسيٍّ لعمليةٍ تنفيذيةٍ جريئةٍ، لكنَّ الخلاصة هي أن الأمر لم يحلّ لغز رون أراد".
أمّا المحلل السياسي في القناة، رفيف دروكر، فكشف أنَّ "ما حدث كان لا فائدة منه تماماً، والهدف الحقيقي منه كان محاولةَ إظهار رئيسِ حكومةٍ يجلب معه إلى منصة الكنيست معلوماتٍ سريةً يمكن إفشاؤها".
وأضاف دروكر "لقد كان الأمر لا فائدة منه، وطفولياً، واصطناعياً. وحتى لو لم يتسبّب بضررٍ أمنيٍّ، فإنه بالتأكيد لم يولّد شعوراً بأن هناك ثقة بالنفس لدى رئيس الحكومة، وأنه هو رئيس الحكومة". وأكَّد المحلل السياسي الإسرائيلي أنه "لا يجب التفاخر بمثل هذه المعلومات السرية".
بدوره أيضاً، بيّن المراسل العسكري في "القناة الـ 12" نير دفوري أنَّ "داخل المؤسستين الأمنية والعسكرية هناك انتقاداً لما نشره اليوم رئيس الحكومة في الكنيست".
وأكَّد دفوري أنه سمع التالي: "كان يُفضَّل عدم النشر. ليس من الصحيح الحديث عن ذلك. لم يحدث اختراقٌ للأسف. لذلك، لم يكن هناك حاجةٌ إلى الأمر".
وأضاف المراسل العسكري أنّ "داخل المؤسستين الأمنية والعسكرية هناك جهوداً بُذِلت على مدى سنوات، وأيضاً في السنوات الأخيرة، من أجل فهم مصير رون أراد ومصير الأسرى والمفقودين الآخرين. إن هناك قراراً قِيمياً وأساسياً، وهذه الأعمال مستمرة حتى في اللحظة التي نتحدّث فيها".
من جهته، علّق الوزير السابق يوآف غالنت على كشف بينيت عمليةَ "الموساد" بالقول "استخدام ذلك، على نحو ساخرٍ، بعد أسبوع أو أسبوعين من تنفيذ العملية، هو أمر غير جدي وغير ملائم لأيّ رئيس حكومة في إسرائيل".
تجدر الإشارة إلى أنَّ هذه ليست العملية الأولى التي تقوم بها الاستخبارات الإسرائيلية، من أجل محاولة كشف مصير رون أراد. ففي تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عملية عسكرية واسعة لـ"لموساد" و"الشاباك" وجيش الاحتلال الإسرائيلي بداية عام 2007، ونقلت عن رئيس وزراء الاحتلال الأسبق، إيهود أولمرت، الذي تمّت العملية في عهده، قوله إنَّ رون أراد "لم يُنقَل إلى إيران، بل بقي في لبنان، وهو ليس حياً".
وفي شهر تشرين الأول/أكتوبر من عام 2016، أبلغت الاستخباراتُ الإسرائيلية إلى حكومة الاحتلال أنَّ رون أراد مات في عام 1988، وذلك وفقاً لتقريرين صادرين عن الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز "الموساد".
وكان الأمن العام اللبناني أوقف في أيلول/سبتمبر 2019، عميلاً لـ"إسرائيل" مهمته اختراق بيئة حزب الله. ووفقاً لبيان الأمن العام، فإن "الموقوف عمل على الوصول إلى معلومات عن الطيار الإسرائيلي رون أراد".