بوركينا فاسو تلجأ إلى أسلوب "الحوار" في تصديها للمسلحين
بوركينا فاسو تتجه لأسلوب الحوار بين زعماء المجتمعات المحلية والمسلحين، في أعقاب استمرار التمرد المسلح في البلاد.
اعتمدت بوركينا فاسو أسلوباً جديداً لمكافحة التمرّد المسلح الدامي في البلاد، يقوم على إجراء "حوار" بين زعماء المجتمعات المحلية ومقاتلي جماعات مسلّحة.
وقُتل عسكريان وتم "تحييد نحو 100 إرهابي" خلال عملية مشتركة نفذتها بوركينا فاسو والنيجر في نيسان/أبريل على حدود البلدين اللذين يعانيان من عنف جماعات متشددة، بحسب تقرير عسكري نشر أمس الإثنين.
ولقي أكثر من ألفي شخص حتفهم، العديد منهم عناصر في قوات الأمن، فيما فرّ أكثر من 1,8 مليون شخص من منازلهم، في الأشهر الستة الماضية.
وأعلن المجلس العسكري الممسك بالسلطة، في وقت سابق من نيسان/أبريل الجاري، عن مبادرة "الحوار" التي تعكس تحولاً عن مسار جهود ركّزت على الأمن لإنهاء نزاع طال أمده.
وقامت "لجان حوار محلية" بجمع زعماء محليين ومسلحين لإجراء محادثات، وترتكز المبادرة على أساس أنّ غالبية المسلحين في بوركينا فاسو حالياً، لا ينتمون لهاتين المجموعتين الكبيرتين العابرتين للدول، وفق قائد مكافحة المسلحين في الدرك، فرنسوا زونغرانا.
وأشار زونغرانا إلى أن"حالياً يتضمن العدو الرئيسي مواطنين بوركينابيين ... غالباً ما يكونون غير ظاهرين ومختلطين بالسكان".
وقال المحلل السياسي، دريسا تراوري، إنّ هذه المجموعات هي "بمثابة تفشٍّ لظاهرة الإرهاب"، مضيفاً أنّ وجودها "يعني أنّ على السلطات استكشاف خيارات أخرى بدلاً من الخيار العسكري".
بدوره، شدّد وزير المصالحة الوطنية، ييرو بولي، أنّ فكرة الحوار جاءت بعد أن طلب مقاتلون شبان إجراء محادثات مع زعماء دينيين وقبليين، لافتاً إلى أنّ "المسار الذي اتّبعوه ليس له مستقبل، وهذا ما دأب المقاتلون الشبّان على قوله".
وأكّد بولي أن الدولة لا تزال تستبعد "الحوار المباشر مع قادة إرهابيين وكذلك التفاوض معهم" فيما الجيش "يواصل عمله" في عمليات مكافحة المسلحين.
وأبدى تراوري وآخرون حذراً تجاه الإمكانيات غير الواضحة للمحادثات، وما إذا كان للمبادرة مستقبل، لافتاً إلى أن المنخرطين في الحوار ليسوا سوى "أقلية ضئيلة" من المسلحين الفاعلين.
من جهته، أشار العضو في فريق تنسيق في الساحل، موسى ديالو، إلى العثرة المتعلقة بمقاتلين شبان يتوقون بشدة للعودة إلى حياة طبيعية، مذكراً بأنه كانت هناك بالفعل في الماضي "حوارات غير رسمية قادتها مجتمعات محلية".
ولفت إلى أنّ تلك المبادرات لم تسفر إلا عن "هدوء لفترة قصيرة" انتهى مع عدم الامتثال بالالتزامات، محذّراً من أنّه "في نهاية المطاف، يحمل هؤلاء الأشخاص السلاح مجدّداً ويصبحون أكثر عنفاً".