بلينكن يفتتح جولته في أميركا اللاتينية بزيارة كولومبيا

وزير الخارجية الأميركي يبدأ اليوم، جولة في عددٍ من بلدان أميركا اللاتينية، بهدف إزالة المخاوف من إهمال واشنطن حلفاءها بعد تركيزها على منطقة آسيا وملف أوكرانيا.

  • بلينكن
    وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن

يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الاثنين، كولومبيا في محطة أولى له ضمن جولته على دول في أميركا لاتينية التي شهدت أخيراً انتخاب عدد من الرؤساء اليساريين. 

وتأتي الزيارة لبوغوتا بعدما ركزت واشنطن على منطقة آسيا والحرب في أوكرانيا، ومخاوف من إهمال الولايات المتحدة حلفاءها في أميركا اللاتينية، ويستكمل بلينكن زيارته لتشيلي والبيرو.

وكانت البرازيل قد أجرت الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية وسط منافسة قوية في صناديق الاقتراع بين الرئيس اليميني جايير بولسونارو، والرئيس السابق اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

ومن المرتقب أن تجري الدورة الثانية من الانتخابات البرازيلية في 30 تشرين الأول/أكتوبر بعدما تصدَّر لولا دا سيلفا، متقدّماً على بولسونارو، لكنّ بتقدم أقلّ ممّا توقّعته استطلاعات الرأي

وقال بلينكن، تسري تكهّنات بأنّ بولسونارو قد لا يقبل بهزيمته المحتملة في الانتخابات، إلا أن الولايات المتحدة "تشاطر البرازيل الثقة بأنّ الدورة الثانية ستجرى بروح السلام والواجب المدني". 

وتعقب جولة بلينكن أيضاً عملية تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وفنزويلا، ما يعكس تحسناً حذراً في العلاقات بين الدولتين على الرغم من عدم اعتراف واشنطن بإعادة انتخاب نيكولاس مادورو رئيساً لفنزويلا عام 2018.

وقال مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون نصف الكرة الأرضية الغربي، براين نيكولز، لصحافيين، يوم الجمعة، "لم تكن لدينا علاقات بهذه القوة من قبل بهذا النصف من الكرة الأرضية"، مضيفاً: "لا نحكم على الدول على أساس موقعها في الطيف السياسي بل على أساس التزامها الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الانسان".

وخلال زيارته لبوغوتا، يومي الاثنين والثلاثاء، يلتقي بلينكن الرئيس غوستافو بيترو، الذي أصبح في مطلع آب/أغسطس، أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا.

وأشار مقرّبون إلى أنّ بلينكن وبيترو سيناقشان تهريب المخدرات وتأثيره في الأمن والصحة والبيئة، فضلاً عن الهجرة. ووصف مسؤولون أميركيون حماية كولومبيا المهاجرين بأنها "نموذج للمنطقة".

يذكر أنّه حين أصبح بيترو رئيساً في آب/أغسطس الماضي، قال مسؤولون أميركيون إنهم مستعدون لإجراء محادثات "مفتوحة وصريحة" معه بشأن الحرب المدعومة من الولايات المتحدة على المخدرات. ورأى بيترو أنّ هذه الجهود أخفقت، داعياً بدلاً من ذلك إلى بذل جهود لخفض الطلب على الكوكايين في الدول المتقدمة.

وكولومبيا، التي عانت على مدى عقود حرباً أهلية أجّجها جزئياً تهريب المخدرات، هي أكبر منتج للكوكايين في العالم، فيما تشكل الولايات المتحدة سوقها الأبرز.

كذلك، يتوجّه وزير الخارجية الأميركي، يوم الأربعاء، إلى سانتياغو حيث يعقد اجتماعاً مع الرئيس التشيلي اليساري، غابرييل بوريتش، الذي تولّى منصبه في آذار/مارس الماضي. 

وأخيراً، يتوجه بلينكن إلى ليما، الخميس والجمعة، للقاء الرئيس الاشتراكي بيدرو كاستيو، الذي ينتمي إلى اليسار الراديكالي والمستهدف بتحقيقات عدة بشبهة الفساد واستغلال السلطة منذ وصوله إلى الرئاسة قبل أكثر من عام.

وسيشارك بلينكن أيضاً في الجمعية العامة السنوية لمنظمة الدول الأميركية، التي ستناقش مسألة الأزمة في أوكرانيا وإنهاء الحرب فيها، على الرغم من تحفّظ بعض بلدان أميركا اللاتينية، إضافة إلى انتهاكات حقوق الإنسان في نيكاراغوا، والوضع الاقتصادي والسياسي المتدهور في هايتي.

كذلك، تهدف الزيارة إلى متابعة نتائج "قمة الأميركيتين" التي عُقدت في لوس أنجلس أخيراً، في شهر حزيران/يونيو الماضي، وجرى خلالها إطلاق شراكة حول الهجرة في أميركا اللاتينية.

اخترنا لك