"بلومبرغ": الصين تشكّك في مصداقية واشنطن مع دعوة بايدن استئناف المحادثات

وكالة "بلومبرغ" الأميركية تقول إنّ الصين تشكّك في مصداقية إدارة بايدن التي تدعو إلى إجراء محادثات مع بكين، وتفرض في الوقت نفسه عقوبات على المسؤولين والكيانات والشركات الصينية.

  • المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ
    المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ

قالت وكالة "بلومبرغ" الأميركية إنّ الصين شكّكت في مصداقية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تضغط لاستئناف المحادثات الدبلوماسية رفيعة المستوى مع بكين، مع تشديدها، في الوقت نفسه، عقوبات التكنولوجيا على منافستها الاقتصادية الرئيسية.

ونقلت الوكالة عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ قولها، في إفادة دورية في بكين، اليوم الاثنين، إنّ "الجانب الأميركي يطلب الاتصال من جهة، لكنه من جهة أخرى، يقمع الصين ويحتويها بكل الوسائل الممكنة".

وأضافت نينغ أنّ واشنطن تفرض عقوبات على المسؤولين والكيانات والشركات الصينية، متسائلةً: "ما هو صدق ومعنى مثل هذا الاتصال؟"، بحسب الوكالة.

وقالت "بلومبرغ" إنّ المتحدثة الصينية أكّدت وجوب تراجع الولايات المتحدة الأميركية عن العقوبات على الفور، وإزالة العقبات وخلق ظروف مواتية للحوار.

كذلك، أشارت الوكالة الأميركية إلى أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن قال، أمس الأحد، إنّه يتوقّع أن تتحسّن العلاقات مع الصين "قريباً جداً".

وأضاف بايدن أنّ إدارته قد ترفع العقوبات عن وزير الدفاع الصيني لي شانغفو، مزيلةً بذلك أحد العوائق أمام اجتماع محتمل مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الشهر المقبل، في سنغافورة.

ووفقاً للوكالة، تحاول إدارة بايدن إصلاح العلاقات الدبلوماسية مع الصين، عبر توجيه طلبات لعقد لقاءات بين البلدين. وفي الوقت نفسه، فرضت واشنطن قيوداً تمنع بكين من الحصول على التكنولوجيا الأميركية المطبَّقة في التحديث العسكري، بحجة مخاوف تتعلق بالأمن القومي.

إلا أنّ سياسة المسارين هذه تسبّبت أيضاً بقطع الطريق بين رغبة الولايات المتحدة في المزيد من التواصل مع بكين، وحملتها لاحتواء ثاني أكبر اقتصادات العالم، بحسب "بلومبرغ".

وأضافت الوكالة أنّ بايدن حشد الدول الأخرى لاتباع استراتيجية بلاده، لافتةً إلى البيان الذي أصدرته "مجموعة السبع"، قبل يومين، وأعلنت فيه عن مبادرة جديدة لمواجهة ما سمّته بـ"الإكراه الاقتصادي" الصيني، مع التعهّد بتعزيز علاقات بنّاءة ومستقرة مع بكين.

اقرأ أيضاً: اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين مناهضين لـ"مجموعة السبع" في هيروشيما

وأمس الأحد، استدعى نائب وزير الخارجية الصيني سون ويدونغ السفير الياباني لدى الصين هيديو تارومي لتقديم احتجاج شديد اللهجة بشأن تضخيم "مجموعة السبع"، خلال قمتها في هيروشيما، للقضايا المتعلقة بالصين.

ودعا سون اليابان إلى الفهم الصحيح للصين، وممارسة الاستقلال الاستراتيجي، والالتزام بمبادئ الوثائق السياسية الـ4 بين الصين واليابان، وتعزيز العلاقات الثنائية بطريقة حقيقية وبنّاءة.

وحثّ الدبلوماسي الصيني مجموعة السبع على مواكبة تيار العصر المتمثّل في الانفتاح والشمولية، ووقف التحالفات وتشكيل التكتلات الحصرية، ووقف احتواء الدول الأخرى، والتوقّف عن خلق المواجهة بين التكتلات وتأجيجها.

وقبل يومين، حذّرت السفارة الصينية في بريطانيا دول "مجموعة السبع" من أنّ أي أقوال أو أفعال تضر بمصالح بكين ستُقابل "بإجراءات مضادة قوية وحازمة".

كذلك، طالبت وزارة الخارجية الصينية دول مجموعة السبع بالتوقّف عن إعطاء إملاءاتٍ للصين بشأن حقوق الإنسان، والتدخّل في الشؤون الداخلية للبلاد، مؤكدةً أنّ شؤون هونغ كونغ وإقليم شينجيانغ والتبت، هي شؤون داخلية بحتة للصين.

من جهته، أشار مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى أنّ أعضاء مجموعة الدول السبع الصناعية يتطلّعون إلى "إزالة المخاطر وليس الانفصال" عن الصين.

وقال سوليفان للصحافيين في القمة إنّ بيان المجموعة "سيوضح أنّ لكل دولة علاقتها ونهجها المستقل، لكننا متحدون وملتفون حول مجموعة من العناصر المشتركة"، في إشارة إلى خطط المجموعة للتعاون مع الصين في معالجة المخاوف الكبيرة في مجموعة من المجالات.

وقال سوليفان إنّ البيان المشترك لمجموعة السبع يجب ألّا يكون مفاجئاً للصين نظراً لكون مخاوف المجموعة "معروفة جيداً" لبكين، بحسب تعبيره.

وركّزت هذه القمة، التي عُقدت في مدينة هيروشيما اليابانية، من 19 حتى 21 أيار/مايو الحالي، بشكل أساسي على الملف الأوكراني والأمن الاقتصادي والاستثمارات "الخضراء"، إضافة إلى التطورات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

اقرأ أيضاً: "الغارديان": مجموعة الدول السبع تتصارع حول كيفية خوض حرب ومنع أخرى

اخترنا لك