"بلومبرغ": إيلون ماسك.. صانع الملوك الجديد أم مجرّد منصّة؟
في الوقت الذي يتصاعد تأثير إيلون ماسك في الساحة السياسية، لا يزال غير واضح ما إذا كان يريد استخدام ثروته للتأثير في الانتخابات، لكون سجله في الدعم المالي لا يجعله مانحاً سياسياً كبيراً بعد، نظراً إلى حجم ثروته المقدرة بـ180 مليار دولار.
تُظهر خطة حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، للإعلان عن حملته الرئاسية لعام 2024 في نقاش في "تويتر" مع إيلون ماسك كيفية إدخال ثاني أغنى شخص في العالم نفسه بشكل متزايد في السياسة الأميركية، ما يجعله رائداً في مجال صناعة القرار في سباق 2024، وفق "بلومبرغ".
وفي وقت ينظر الكثير من الجمهوريين إلى حاكم فلوريدا بصفته الأوفر حظاً لهزيمة الرئيس السابق دونالد ترامب، تظهر استطلاعات الرأي أن الأخير يتقدمه بفارق مريح، وخصوصاً في الأشهر الأخيرة.
لكنَّ وجود ماسك إلى جانبه قد يساعد في تغيير هذا الوضع إلى الأفضل، من خلال علاقته بالملياردير صاحب منصة التواصل الاجتماعي التي استغلها ترامب سابقاً خلال صعوده السياسي وهيمنته على الناخبين الجمهوريين.
كما أنّ ذلك يوفّر لماسك فرصةً للانضمام إلى صفوف أصحاب النفوذ في الحزب الجمهوري إن اختار ذلك، وهم المجموعة التي يهيمن عليها قطب الإعلام روبرت مردوخ منذ فترة طويلة، وهو أيضاً الرجل الذي ساعدت منصات الأخبار الخاصة به على تعزيز صعود ترامب إلى المكتب البيضاوي.
وقد لقي الحدث الذي ضمّ ديسانتيس وماسك في "Twitter Spaces" تفاعلاً واسعاً، وسمعه الملايين بعد ساعات من البث.
— Elon Musk (@elonmusk) May 24, 2023
بدوره، أشرف مردوخ على التغطية التي فُسرت بأنها تحول في دعم إمبراطوريته نحو ديسانتيس بعيداً من ترامب، وهو ما يظهر أيضاً أن ديسانتيس اختار منصة ماسك للإعلان عن ترشحه بشكل مقصود.
لكنّ السؤال المهم الذي يطرح نفسه: هل يتطلّع ماسك إلى أن يكون منصةً أو لاعباً أساسياً؟
أشاد ماسك بعضو مجلس الشيوخ عن ولاية كارولينا الجنوبية، تيم سكوت، الذي يسعى للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري. وأعاد ماسك تغريد أول إعلان سياسي لحملة سكوت، واصفاً إياه بأنه "بيان عظيم".
لكن من غير الواضح ما إذا كان ماسك يريد استخدام ثروته للتأثير في الانتخابات، لكون سجله في الدعم المالي لا يجعله مانحاً سياسياً كبيراً بعد، بالنظر إلى حجم ثروته المقدرة بـ180 مليار دولار.
وتُظهر سجلات لجنة الانتخابات الفيدرالية أنّ ماسك لم يستثمر الكثير من أمواله في السياسة، إذ تبرع بمبلغ 529 ألف دولار فقط منذ عام 2009.
في المقابل، هزئت أوساط دونالد ترامب بالنسق الذي اعتمده ديسانتيس في إعلان ترشحه. وعلّق أحد مستشاري ترامب لوكالة الأنباء الفرنسية ساخراً: "إعلان الترشح عبر تويتر مثالي لديسانتيس. بهذه الطريقة، لن يضطر إلى التفاعل مع أي شخص".