بلغاريا تعلن تشكيل حكومة ائتلافية غير مسبوقة

بلغاريا تتمكّن من جمع أحزابها على اتفاق ائتلافي بهدف إيجاد حكومة جديدة للبلاد، بعد فشلها في تحقيق ذلك من خلال عمليتي اقتراع سابقتين في الأشهر الفائتة.

  • الاتفاق على حكومة ائتلافية جديدة في بلغاريا
     رئيس الحكومة المكلف كيريل بيتكوف

أعلن الرئيس البلغاري، رومين راديف، تشكيل حكومة ائتلافية غير مسبوقة في البلاد، تضم 4 أحزاب سياسية، معيّناً كيريل بيتكوف المشارك في تأسيس حزب "لنواصل التغيير" رئيساً للوزراء.

وخلال تسليمه التفويض إلى بيتكوف، قال الرئيس رومين راديف إنه "تقع على عاتقك مسؤولية إصلاح سلطة منحرفة، والتغلب على الفساد والتعسف وعدم المساواة والظلم". 

وسرعان ما قدّم بيتكوف قائمة تضم فريقه المكوّن من عدة وجوه جديدة مقيمة بالخارج ومن أوساط الأعمال، قائلاً "إننا لن نهدر أي دقيقة، ولن ننفق ليفاً واحداً (العملة البلغارية) في غير مكانه".

ومن أولويات بيتكوف تسريع حملة التطعيم ضد "كوفيد - 19"، مع حصول 26% فقط من السكان على لقاح تام في هذه الدولة البلقانية، التي يبلغ عدد سكانها 6,9 ملايين نسمة، وتُعَد إحدى الدول التي تسجل أعلى معدل وفيات في العالم. 

كما سيتولى أسين فاسيليف المقرّب من بيتكوف حقيبة المال، في مسعى للحدّ من الاختلاس وإنعاش اقتصاد هذا البلد الأكثر فقراً في الاتحاد الأوروبي.

وتأتي قائمة بيتكوف غداة إعلانه التوصل إلى اتفاق مع ثلاثة احزاب برلمانية، من اليمين (بلغاريا ديموقراطية) إلى الاشتراكيين، مروراً بحزب أسسه المغني السابق سلافي تريفونوف. وأجمعت هذه الأحزاب على معارضة رئيس الوزراء المحافظ السابق بويكو بوريسوف، والقضاء على الفساد المستشري وإصلاح نظام القضاء. 

وبحسب المحلل في "غالوب إنترناشونال"، بارفان سيميونوف، الذي ظهر في مقابلة في قناة "بي أن تي" التلفزيونية، فإن اتفاق الائتلاف الذي تم التوقيع عليه الجمعة، والذي يقع في 140 صفحة، يشكل ضماناً لاستقرار الحكومة المقبلة، محذراً من أن العملية ستكون معقدة بعض الشيء لأن الخلافات العقائدية كبيرة بين الأحزاب.

ومن المتوقَّع أن يوافق البرلمان المنقسم على الحكومة، رسمياً الإثنين، بحيث يتمتع رئيس الوزراء بأغلبية 134 من أصل 240 نائباً، وبذلك تطوي بلغاريا صفحة أزمة سياسية اتسمت بثلاث انتخابات تشريعية هذا العام.

يُذكر أن بلغاريا فشلت في عمليتي اقتراع سابقتين نُظِّمتا في نيسان/أبريل، وفي تموز/يوليو الماضيين، بسبب عدم تمكن الأحزاب من تشكيل ائتلاف حكومي، وسط عجز الحكومة الانتقالية في ذاك الوقت عن مواجهة التدهور الناجم عن جائحة كورونا، صحياً واقتصادياً.

وشهدت البلاد الشهر الفائت انتخابات رئاسية فاز فيها الرئيس البلغاري المنتهية ولايته رومين راديف، بحصوله على ما بين 63 و65 في المئة من الأصوات، بينما حصل خصمه أناستاس غيردجيكوف، المدعوم من الحزب المحافظ الذي يقوده رئيس الوزراء المحافظ بويكو بوريسوف، على ما بين 31 و33 في المئة من الأصوات، بحسب تقديرات لثلاثة مراكز إحصاء.

اخترنا لك