بكين تعرض إجراء تدريبات عسكرية بحرية مع الفلبين وسط توترات بشأن بحر الصين

قائد الجيش الفلبيني روميو براونر، يؤكد أنّ "سفير بكين في مانيلا قدّم اقتراحاً غير رسمي لإجراء تدريبات دفاعية"، مضيفاً أنّ "مكتبه سيدرس فكرة الصين".

  • غواصة صينية في بحر الصين الجنوبي خلال مناورات سابقة
    غوّاصة صينية في بحر الصين الجنوبي خلال مناورات سابقة

قال قائد القوات المسلحة للفلبين إنّ الصين "عرضت إجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع بلاده"، على خلفية التوترات المتصاعدة بشأن المياه المتنازع عليها.

وقال قائد الجيش الفلبيني روميو براونر، في وقت متأخر، أمس الأربعاء، إنّ "سفير بكين في مانيلا قدّم اقتراحاً غير رسمي لإجراء تدريبات دفاعية"، مضيفاً أنّ "مكتبه سيدرس فكرة الصين".

وقال براونر إنّ "التدريبات المشتركة لن تجرى في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، إذا تمّ تمريرها".

ويأتي تحرّك الصين، في الوقت الذي تعزّز فيه مانيلا وواشنطن تحالفهما الدفاعي طويل الأمد، الذي شهد قيام إدارة الرئيس فرديناند ماركوس جونيور بتوسيع وصول القوات الأميركية إلى المواقع العسكرية الفلبينية، واستضافة أكبر مناورات عسكرية مع الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام.

وأضاف براونر للصحافيين: "نحن منفتحون على أيّ دولة ترغب في مساعدتنا"، مؤكداً أنّ "المزيد من الدول الحديثة يمكنها مساعدة الفلبين في جهودها لمكافحة التمرد".

وبينما تسعى بكين إلى توثيق العلاقات الدفاعية مع مانيلا، في محاولة لمواجهة نفوذ واشنطن في جنوب شرق آسيا، اشتكت الفلبين من التعدّي المتكرّر الذي يمنع الصيادين الفلبينيين من الخروج إلى بحر الصين الجنوبي المشترك بين البلدين، اللذين يتنازعان على ترسيم حدوده.

وكانت الدولة الواقعة جنوبي شرقي آسيا أعلنت، في وقت سابق من هذا الشهر، أنّ "عشرات سفن الصيد الصينية تحوم جنوبي منطقة غنية بالنفط والغاز في المياه المتنازع عليها".

وخلال الأشهر الأخيرة، دعت وزارة الخارجية الصينية الولايات المتحدة الأميركية إلى "وقف الأعمال الخطرة والاستفزازية في بحر الصين الجنوبي"، مؤكدة أنّ "مثل هذه الأعمال الاستفزازية والخطرة هو السبب الجذري لمشكلات الأمن البحري، وعلى الولايات المتحدة أن توقفها على الفور، كما أنّ الصين ستواصل اتخاذ كلّ الإجراءات اللازمة للدفاع عن سيادتها وأمنها بحزم".

وكانت القيادة الأميركية لمنطقة المحيطين الهندي والهادي ذكرت، في أيار/مايو الفائت، أنّ "طائرة مقاتلة تابعة للقوات الجوية الصينية من طراز "J-16" قامت "بمناورة عدوانية غير ضرورية" أمام طائرة استطلاع استراتيجية أميركية من طراز "RC-134"، أثناء تحليقها فوق بحر الصين الجنوبي في 26 أيار/مايو الجاري".

اقرأ أيضاً: الصين قادرة على شلّ حركة البحرية الأميركية في غرب المحيط الهادئ

وتتجادل بكين منذ عقود مع عدد من البلدان في منطقة آسيا والمحيط الهادئ حول الملكية الإقليمية لعدد من الجزر في بحر الصين الجنوبي، حيث تمّ اكتشاف احتياطيات كبيرة من المواد الهيدروكربونية.

وفي نيسان/أبريل الماضي، ندّدت الصين بتوغّل مدمّرة أميركية في قطاع في بحر الصين الجنوبي، بعد إعلان البحرية الأميركية أنّ السفنية "ميليوس" أجرت عملية تندرج في إطار "حرية الملاحة".

وتعترض الصين الطائرات والسفن العسكرية الأميركية حين تخترق أجواءها بشكل غير قانوني، فيما ترى الولايات المتحدة أنّ الصين أصبحت "أكثر عدوانية" في اعتراض الطائرات والسفن العسكرية الأميركية.

ويدور الحديث عن أرخبيل شيشا (جزر باراسيل) وجزر سبراتلي (نانشا). وإحدى هذه الجزر هي جزيرة باج آسا (تيتو) وهوانجيان (شعاب سكاربورو)، فيما تشارك فيتنام وبروناي وماليزيا والفلبين بدرجات متفاوتة في هذا النزاع.

وغالباً ما يكون الوضع في هذه المنطقة معقّداً بسبب مرور السفن الحربية الأميركية التي "تنتهك القانون الدولي، وتقوّض سيادة الصين وأمنها"، وفقاً لوزارة الخارجية الصينية. وعلى الرغم من احتجاجات بكين، أعلنت واشنطن رسمياً أنّ الولايات المتحدة سوف "تطفو وتطير" حيثما يسمح القانون الدولي بذلك.

وقد قضت محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي في تموز/يوليو 2016، بعد دعوى قضائية رفعتها الفلبين، بأنّ "الصين ليست لديها أسباب للمطالبات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي"، وقرّرت المحكمة أنّ "الأراضي المتنازع عليها في أرخبيل سبراتلي (نانشا) ليست جزراً ولا تشكّل منطقة اقتصادية خالصة"، فيما ردّت بكين بأنها "لا تعتبر قرار محكمة التحكيمة الدائمة في لاهاي سارياً، ولا تعترف به ولا تقبله".

اقرأ أيضاً: بحر الصين الجنوبي.. الأهمية الاستراتيجية ومستقبل الصراع

اخترنا لك