بـ"طريقة الأب الروحي".. تفاصيل جديدة عن انقلاب ابن سلمان على ابن نايف
صحيفة "الغارديان" البريطانية تكشف تفاصيل إطاحة محمد بن نايف بعد احتجازه من قبل محمد بن سلمان، ووضعه قيد الإقامة الجبرية؛ للتنازل عن ولاية العهد.
روت صحيفة "الغارديان" البريطانية في مقالٍ مطوّل نشرته، أمس الثلاثاء، تفاصيل جديدة بشأن انقلاب القصر في المملكة السعودية في العام 2017.
المقال الذي يستند إلى بعض المصادر من داخل المملكة، ومنهم شخصيات من كبار أفراد العائلة المالكة ومصادر أخرى ذات صلة جيدة تمّ تجريدهم من نفوذهم وثرواتهم، ومنهم مثلاً المستشار الأمني السعودي السابق سعد الجابري، يذكر تفاصيل مؤامرة محمد بن سلمان لإطاحة ابن عمه الأكبر محمد بن نايف ليصبح ولياً للعهد ويحظى بولاء بقية أفراد الأسرة.
وذكرت الصحيفة أنّ محمد بن سلمان احتجز محمد بن نايف طوال الليل في قصرٍ قرب مدينة مكة المكرمة، وجرّده من حرّاسه الشخصيين في قصره، وعندما أراد محمد بن نايف مغادرة قصره أخذ سيارته وأرسل رسائل نصيّة إلى مستشاره الأكثر ثقة مفادها "كن حذراً جداً.. لا تعد"، ومستشاره كان قد غادر بهدوء المملكة قبل أسابيع فقط.
وأفادت الصحيفة بأنّه عندما وصل ابن نايف إلى قصره في مدينة جدة الساحلية بعد بضع ساعات، وجد حراساً جدداً يديرون القصر. كان من الواضح له أنّه تمّ وضعه قيد الإقامة الجبرية.
ويقول الكاتب أنوج شوبرا إنّ أحد المُطلعين على الأحداث روى له أنّه تمّ إجبار ابن نايف على التنحي عن منصب وريث العرش بطريقة "الأب الروحي/العرّاب، ولكن على الطريقة السعودية، مع العلم بأنّ ابن نايف أشرف على الأمن الداخلي وكان أقرب حليف لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.
وأشارت الصحيفة إلى أنّه "قبل وقتٍ قصير من انقلاب القصر، في 5 حزيران/يونيو 2017 وصلت التوترات بين الأمراء إلى نقطة الغليان بعد أن فرض محمد بن سلمان وغيره من المستبدين الإقليميين حصاراً عقابياً على قطر المجاورة".
ولفتت "الغارديان" إلى أنّ ابن نايف كانت لديه مشاكل مع قطر، لكنّه فضّل الدبلوماسية الهادئة على نهج محمد بن سلمان القتالي، ولذلك ومن دون علم ابن سلمان قام ابن نايف بفتح قناة سرية مع حاكم قطر تميم بن حمد آل ثاني.
وفي 20 حزيران/يونيو من العام 2017، وفي خضمّ تلك الأزمة، تمّت دعوة ابن نايف لعقد اجتماع في قصر الملك سلمان في مكة، ووفقاً لمصادر قريبة من ابن نايف، وعند وصوله، تلقّت عناصره الأمنية تعليمات بالانتظار في الخارج. ولمنع حدوث أي تسريبات، تمّ الاستيلاء على جميع الهواتف المحمولة، بما في ذلك هواتف موظفي القصر، من قبل حراس موالين لمحمد بن سلمان.
وأضافت الصحيفة "ربما، تركي آل الشيخ المُقرّب من محمد بن سلمان، حبس ابن نايف في غرفته لساعات وضغط عليه لإعلان استقالته ومبايعة محمد بن سلمان".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ محمد بن سلمان حجب انقلاب القصر الذي حصل بالقوّة عن أنظار العامة مع تسريب القليل من المعلومات إلى الصحافة، معقبةً، لكن سرد تفاصيل أحداث العام 2017 وما تلاها من آثار مروّعة أصبح ممكناً الآن، بفضل التغذية بالتنقيط لأسرار القصر من قبل عدد قليل من كبار أفراد العائلة المالكة.
"أن بي سي": محمد بن نايف تعرّض للضرب
وكشفت شبكة "أن بي سي" الأميركية، تعرّضَ ولي العهد السعودي السابق، محمد بن نايف، لإصابات خطيرة في قدميه من جرّاءَ الضرب المبرّح في أثناء اعتقاله من قبل محمد بن سلمان.
وذكرت الشبكة، نقلاً عن مصدرَين، أن محمد بن نايف تعرّض للضرب إلى درجة أنه أصبح غير قادر على المشي من دون مساعدة، وقالت إنّه تمّ حجب مسكّنات الألم عنه نتيجة إصابات سابقة تعرّض لها.
وقالت إن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، "تتعرّض لضغوط متزايدة من أجل مساعدة رئيس الاستخبارات السعودي السابق، ابن نايف، والذي يُنسَب إليه الفضل في إنقاذ حياة أميركيين، وقد احتجزته الحكومة السعودية خلال إدارة (الرئيس الأميركي السابق) دونالد ترامب".