بعد مقتل أكثر من 2000 شخص في الكونغو.. منظمات دولية تدعو إلى "تعبئة عاجلة"
منتدى المنظمات الدولية غير الحكومية في الكونغو الديمقراطية يعلن مقتل ما يزيد على 2750 مدنياً منذ بداية العام الحالي، ويدعو إلى "تعبئة إنسانية عاجلة".
أفادت منظمات دولية غير حكومية، أمس الخميس، بأن أكثر من 2750 مدنياً قتلوا منذ بداية العام الحالي في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، داعيةً إلى "تعبئة إنسانية عاجلة".
ورد هذا العدد من القتلى في بيان صادر عن منتدى المنظمات الدولية غير الحكومية في الكونغو الديمقراطية.
واستند المنتدى في بيانه إلى أرقام منظمة الأمن الدولية غير الحكومية "آي أن إس أو" (INSO) المعنية بالأمن الإنساني، وهو يضم 124 منظمة دولية غير حكومية على الأقل تعمل في الكونغو الديمقراطية، بحسب البيان.
وذكر المنتدى: "في كثير من المناطق، يؤدي وجود جماعات مسلحة نشطة، غير تابعة للدولة، إلى تفاقم دائرة العنف المستمر، ما يؤدي إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان، وإلى تفاقم الوضع الإنساني الهش أصلاً".
كذلك، أشار المنتدى إلى "تدهور سريع ومثير للقلق" في الوضع الإنساني في شرق البلاد، معرباً عن قلقه من "تقلّص حيّز العمل الإنساني"، المرتبط بـ"عودة العنف الدامي الناجم عن النزاعات وعسكرة المنطقة".
إضافة إلى ذلك، دعت المنظمات في المنتدى المجتمع الدولي إلى "تعزيز التزامه السياسي والدبلوماسي، بهدف إيجاد حل ووضع حد لهذه الحلقة المستمرة من العنف في الكونغو الديمقراطية".
بدورها، دعت منظمة أطباء بلا حدود إلى "زيادة سريعة وملموسة" في المساعدات الإنسانية لشرق الكونغو الديمقراطية "في مواجهة أزمة ذات أبعاد تاريخية في شمال كيفو"؛ إحدى المناطق الأكثر تضرراً من أعمال العنف المستمرة منذ نحو 30 عاماً.
من جهته، حذّر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة من "تفشي العنف" و"ازدياد الاحتياجات الإنسانية" في شرق الكونغو الديمقراطية، وأدرجت الأمم المتحدة خطورة هذه الأزمة ضمن "أعلى مستوى".
وتعيش الجمهورية الأفريقية، الغنية بالموارد الطبيعية، من ضمنها الذهب والماس والنفط، اضطرابات وعدم استقرار منذ تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، مع عودة حركة "مارس 23" المتمردة في شرق البلاد، ما أدى إلى سقوط المنطقة في دوامة من انعدام الأمن وعدم الاستقرار.
وقبل أيام، قُتل 46 شخصاً في هجوم مسلح نفّذه أشخاص يُشتبه في أنهم عناصر ميليشيا على مركز لإيواء نازحين في إيتوري شمالي شرقي جمهورية الكونغو الديموقراطية.
واتهم الزعيم المحلي في إقليم دجوغو، ريتشارد ديدا لينغا، ميليشيا كوديكو (التعاونية من أجل تنمية الكونغو) بتنفيذ هذا الهجوم في مخيم لالا لإيواء النازحين.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت سابقاً عزمها سحب "قبعاتها الزرق" من جمهورية الكونغو الديمقراطية "بأسرع ما يمكن"، ولكن بطريقة "تدريجية ومسؤولة"، في خطوة ستنهي أكثر من 20 عاماً من عمل بعثة "حفظ السلام".
وخلال زيارة إلى الكونغو الديمقراطية، أقرّ وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان-بيار لاكروا، بوجود "إحباط لدى السكان (...)، لأنّ الوضع الأمني لا يزال مقلقاً".