بعد إعلان إردوغان رغبته بترحيل مليون لاجئ: تركيا تفتتح منازل سكنية في شمالي سوريا
وزير الداخلية التركي سليمان صويلو يزور إدلب ويفتتح منازل سكنية بهدف نقل اللاجئين من المخيمات الحدودية داخل الأراضي التركية إليها، تحت ضغط المعارضة التركية.
في زيارة هي الثانية هذا العام، زار وزير الداخلية التركي سليمان صويلو الشمال السوري وافتتح فيها منازل سكنية للاجئين السوريين، في إطار إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزم أنقرة إعادة مليون لاجىء سوري من أراضيها إلى الداخل السوري "طواعية"، وفق تعبيره.
وبدأ صويلو جولته، التي دخل فيها الأراضي السورية من معبر باب الهوى شمال إدلب، بجولة تفقدية إلى نقاط المراقبة التركية، ومن ثمّ افتتح قريتين تمّ فيهما بناء عشرات المنازل التي سيتمّ تسليمها للعائلات المقيمة في المخيمات المتواجدة قرب الشريط الحدودي بين البلدين، حيث استكمل زيارته إلى عدد من القرى شمال إدلب الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام.
وقالت مصادر محلية للميادين نت إنّ "الأمن التركي كان متواجداً بكثافة في مناطق زيارة وزير الداخلية التركي، بالتزامن مع تحليق لطائرات الاستطلاع والمروحيات التي تقوم برصد مواقع الزيارة وتأمينها، مع انتشار محدود لعناصر هيئة تحرير الشام التي اقتصر تواجدها بأوامر تركيّة على الطرقات الرئيسية فقط".
وأضافت المصادر أنّ "تركيا بدأت بترحيل مئات السوريين بشكل عشوائي من مناطقها إلى الداخل السوري، بعد اعتقالهم لأسباب مختلفة، وبعد تشديد مراقبتها الأمنية على كامل الشريط الحدودي، ما أدى إلى وفاة عشرات السوريين الذين كانوا يحاولون الدخول الأراضي التركية عبر الحدود برصاص الجاندرما التركي من بينهم أطفال ونساء".
وأشار ناشطون إلى أنّ "محاولات تركيا المستمرة ترحيل السوريين هي لتخفيف الضغط عليها من قبل المعارضة التركية"، التي تستخدم اللاجئين ورقة ضغط على الرئيس التركي "بأنه يستخدمهم في كل مرة للابتزاز الإنساني خلال خلافاته مع الغرب ".
وأكّد الناشطون إلى أنّ "توصيف عملية إعادة اللاجئين من تركيا إلى بلادهم بالـ ’’طواعية‘‘ من قبل إردوغان هي بروباغندا إعلامية فقط، حيث أنّ جميع عمليات إعادة السوريين إلى بلادهم كانت بالإجبار عبر حملات اعتقال جماعية شنّها الأمن التركي خلال السنوات الأخيرة".
وأضاف الناشطون أنّ العمليات تمّت "دون الاكتراث إلى المخاطر التي تنتظر هؤلاء اللاجئين في الداخل السوري، إذ أنّ عدداً كبير منهم مطلوب للجماعات المسلحة، وتم توثيق اختفاء العديد منهم بعد إعادتهم".
وكانت المعارضة التركية قد أعلنت مطلع العام الحالي أنها "ستضغط على الحكومة التركية لإرجاع السوريين إلى بلادهم وتقييد أعمالهم التجارية التي نمت بشكل ملحوظ على حساب التجار الأتراك ما ساهم بزيادة نسبة البطالة"،مضيفةً أنه "يجب ضمان أمن السوريين الذين سيعودون إلى سوريا، والتوصل إلى اتفاق مع الرئيس الأسد وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين".
ورأى المغرد الشهير والقيادي السابق في جبهة النصرة "أس الصراع في الشام" أنّ الخطوة التركية لإعادة مليون لاجىء "ستستغرق نحو عام والهدف السياسي منها رغبة أردوغان بسحب ورقة الضغط التي تمتلكها المعارضة ضده".