بسبب انتقاد مرسوم رئيس الكنيسة المسيحية.. العراق سيستدعي سفيرة واشنطن
الرئاسة العراقية تعلن أنها ستستدعي سفيرة واشنطن رداً على تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأميركية، التي دان فيها قراراً اتخذته حكومة بغداد بشأن بطريرك الكنيسة الكلدانية.
أعلن العراق في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس أنّه سيستدعي السفيرة الأميركية لديه، ألينا رومانوسكي، رداً على تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بخصوص عزل رئيس الكنيسة المسيحية في العراق.
واستشهد المتحدث باسم الرئاسة العراقية بتصريحات أدلى بها المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، انتقد فيها قراراً اتخذته الحكومة العراقية بشأن بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاردينال لويس روفائيل ساكو، معرباً عن "قلقه على سلامته" بعد مغادرته بغداد.
وعبّر المتحدث باسم الرئاسة في العراق عن "خيبة أمل" إزاء الاتهامات الموجهة إلى الحكومة العراقية والرئاسة بشأن "القرار المتخذ بإلغاء مرسوم رئاسي لا يتماشى مع دستور البلاد"، والمقصود هو القرار بإلغاء المرسوم الجمهوري القاضي بسحب المرسوم الجمهوري رقم 147 لسنة 2013 الخاص بساكو.
وأضاف في بيان: "ستستدعي رئاسة الجمهورية سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في بغداد" من أجل هذه المسألة.
ورأت الرئاسة العراقية "أنّ اقتراح الخارجية الأميركية سيكون انتهاكاً صارخاً للدستور، وسيقوّض كل جهد يبذل من أجل تعزيز الهياكل الداخلية والأطر القانونية والدستور العراقي"، مضيفاً: "يمكن للعراقيين الدفاع عن دستورهم بقوة، كما تفعل الدول الأخرى".
وأوضح البيان أنّ "المرسوم الجمهوري رقم 147 لسنة 2013 الخاص بساكو، على الرغم من أنّه غير سليم دستورياً ، لم يمنح أي سلطة إضافية للكاردينال"، مؤكداً أنّ "سحب المرسوم لا يمسّ بالوضع الديني أو القانوني لساكو، وهذه الخطوة جاءت لتصحيح وضع دستوري، إذ صدر المرسوم من دون سند دستوري أو قانوني".
وأكدت الرئاسة العراقية أنّها لطالما "دأبت على احترام مسيحيي العراق ودافعت عن حقوقهم"، رافضةً بشكل قاطع أي "تهديدات أو تصريحات مسيئة إلى الكنيسة أو ضد أي طائفة أخرى في العراق".
وكان ميلر قد انتقد، في حديثه إلى الصحافيين قبل يومين، الحكومة العراقية بشدة لـ"سوء معاملتها زعيماً مسيحياً مهماً في بغداد"، وقال: "نحن منزعجون من المضايقات التي تعرّض لها الكاردينال ساكو، ومنزعجون من أنباء مغادرته بغداد".
وتابع ميلر: "المجتمع المسيحي العراقي جزء لا يتجزأ من هوية العراق"، معرباً عن "مخاوفه من تهديد أفرادٍ للكاردينال، فرضت واشنطن عليهم عقوبات لارتكابهم انتهاكات ضد حقوق الإنسان"، على حدّ قولها.
وجاءت التصريحات الأميركية بعدما أصدر الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، مطلع الشهر الجاري، مرسوماً جديداً بسحب تسمية الكاردينال ساكو رئيساً للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق.